بعد 26 شهراً، وسلسلة من التحريات والدقة في جمع المعلومات، تيقن المسؤولون في بلدية محافظة الجبيل، من أن رش المبيدات على الأسماك، يتم «بعد انتهاء السوق، وليس قبله». وبعد تأكدها من «اكتشافها المبرم»، أرسلت رداً صريح اللهجة، ذيلته بعبارة «ما لزم إيضاحه، والنشر ضمن الصفحة المخصصة». وتبين بعد ثلاث دقائق من البحث في قسم الأرشيف في مكتب «الحياة» في الدمام، أن رد البلدية كان تعقيباً على خبر نشرته الصحيفة في العدد 16290، وبتاريخ 10/11/2007، وكتبه الزميل عبدالله آل غصنه، تحت عنوان «باعة يرشون الأسماك بالمبيدات للقضاء على الحشرات!»، ورغبة في إنعاش ذاكرة القراء، نشير إلى أن الخبر تضمن اتهام عامل في سوق السمك في الجبيل، يقوم برش الأسماك بمبيد حشري، للقضاء على الذباب، وأدى ذلك إلى جدال بين المشترين وصاحب المحل، بعد ملاحظتهم البائع يرش السمك المعروض». كما زار مراسل «الحياة» المحل. وسأل البائع الذي ربما عاد الآن إلى موطنه عن ذلك، فبرر عمله ب «القضاء على الذباب المتطاير على السمك»، وأنه يستخدمه «في شكل مُستمر»، إضافة إلى «رفض عمال آخرون مجاورون للمحل في السوق، هذا التصرف، ووصفوه بأنه مجنون». وفيما تأكد الزميل آل غصنة مراسل «الحياة» سابقاً في الجبيل، من قيام العامل برش المبيد، حمل رد مدير العلاقات العامة في أمانة المنطقة الشرقية حسين البلوشي، وبعد عامين وشهرين، أمراً مغايراً، إذ جاء في معرض رده أن «رئيس بلدية محافظة الجبيل المهندس فارس مياح الشفق، أفاد أن الرش يحدث بعد انتهاء السوق، وقبل الإغلاق، وليس رش الأسماك مباشرة». ولم يبين أن تنظيم عملية الرش كانت قبل عامين، أم أنها قرار جديد، وتأكيد على صحة المواطن. وأضاف البلوشي، «جاري متابعة نظافة وسلامة الأسماك المعروضة للبيع في الأسواق، للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي». وعملاً بالمهنية الصحافية التي تعمل بها «الحياة»، لزم نشر رد «أمانة الشرقية»، الذي أرسل من طريق الفاكس، أول من أمس، وحمل في صدره تاريخ 29/10/1428ه.