قال مسؤولون أردنيون ل «الحياة» أن الصلات بدأت تتوثق بين عمان وعشائر قوية في جنوب وشرق سورية، لمواجهة النفوذ المتصاعد لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) وغيره من الجماعات الإسلامية المقاتلة على الأرض، مثل «جبهة النصرة» التي بدا أخيراً أنها تسيطر على مناطق واسعة قرب الحدود السورية مع الأردن. وأكدوا سعي الاردن إلى تقديم كافة أشكال الدعم لتلك العشائر «شرط أن تكون أولويتها مواجهة النتظيمات الإرهابية، قبل الانخراط في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد». وقال أحد المساعدين الرسميين ل»الحياة»: «أولويتنا حالياً سحق الجماعات الإرهابية والمتطرفة، قبل أن تصل إلينا». وأضاف: «سندعم العشائر السورية لهذه الغاية، بالتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي». وجاء هذا الموقف بعد يومين على تأكيد الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني بدء بلاده في تدريب عشائر سورية واعلان واشنطن أن الجيش الأميركي «بدأ تدريب مقاتلين سوريين لقتال عناصر داعش، وأن البرنامج بدأ في الأردن، وسينفذ قريباً في تركيا». وفي السياق ذاته، أبلغت مصادر عشائرية سورية «الحياة» أن عشائر في جنوب سورية وشرقها «تلقت وعوداً أردنية بتدريب الآلاف من أبنائها». وأشارت المصادر إلى «أن الفترة المقبلة ستشهد دروات مكثفة على الأرض الأردنية، وأن كل دورة ستحتضن قرابة ألف مقاتل». ورغم إعلان الحكومة الأردنية بدء أعمال التدريب، فإنها تكتمت على التفاصيل المتعلقة بشكل البرنامج وأماكن وأعداد المتدربين. واكتفت بالقول إن «التفاصيل اللوجستية قد تعلن لاحقاً من قبل المختصين بدول التحالف». وقال رئيس «مجلس القبائل والعشائر السورية» الشيخ علي مذود الجاسم ل»الحياة» عبر الهاتف إن «الأردن جاد في تدريب العشائر السورية». وأكد أن عمان «درّبت أخيراً نحو 400 شاب من أبناء العشائر». وأوضح أن مهمة هؤلاء «ستنصب على مواجهة الجماعات المتطرفة، لكنها لن تغفل على التصدي لقوات النظام». وقال الجاسم إن «لدى العشائر السورية حالياً سبع فرق يصل تعدادها إلى 15 ألف مقاتل، وتتوزع على مناطق الشام وإدلب وحماة واللاذقية، وهناك فرقتان في درعا، واحدة تسمّى فرقة العشائر السورية، تظم نحو 2500 مقاتل، والثانية هي فرقة المهام الخاصة، تظم المئات، وتناط بها مهام استخباراتية دقيقة». ويؤكد سياسيون أردنيون أن عمان «باتت تشعر بفقدان الثقة تجاه الفصائل السورية المعتدلة، والتي ظلت منذ بدء الأزمة في سورية قبل 4 سنوات تتلقى التدريب والدعم على الأرض الأردنية»، في إشارة الى «الجيش الحر». ويرى هؤلاء أن «فقدان الثقة الأردنية ب «الحر» نابع من إخفاقه في لجم تمدد الجماعات المتطرفة»، فيما اشار بعض هؤلاء الساسة إلى أن عمان «بدأت تشكّك في ولاءات بعض فصائل الحر، وتتهمها بالاقتراب من داعش والنصرة». لكن الجميع يستبعد أن تتخلى عمان عن دعم «الجيش الحر» باعتباره كياناً معتدلاً. وثمة رأي يقول إنها «قد تذهب مع الولاياتالمتحدة لإنشاء كيانات جديدة من داخل الحر نفسه، تكون أكثر وضوحاً تجاه الجماعات المتشددة، وأكثر حماساً لإنخراط أكبر في مواجهتها».