قال الكاتب اللبناني فادي وليد عاكوم ان «عناصر «داعش» الفعليين والذين يقدر عددهم بأكثر من خمسين الف مقاتل، موزعون بين سورياوالعراق ومن مختلف الجنسيات حول العالم»، معلناً أن «الرئيس المعزول محمد مرسي فتح الباب علنا للجهاد في سوريا، بالتزامن مع دعوات العديد من رجال الدين المحسوبين على الاخوان المسلمين للجهاد في سوريا». ولفت في حوار مع «اليوم» الى ان «ثروة داعش» ستقضي عليها، فالثروة الكبيرة التي حصل عليها هذا التنظيم على طريقة المافيا والعصابات المنظمة ستجعل من مسألة كشف عناصره ومراكزه أمراً سهلاً، بسبب التمدد العلني على الأرض للحفاظ على المكتسبات»، مشدداً على ان «العمليات العسكرية وحدها لن تكفي للقضاء على داعش، ففكر هذه العصابة الاجرامية توغل في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، لذا فمن الواجب السير بالمعركة الفكرية والثقافية لتنظيف العقول من سموم افكار هذا التنظيم». وأشار عاكوم الى ان «دلائل ظهور ارتباط «داعش» بإيران ليست فقط مادية ملموسة، بل تتعلق بمجريات الحرب الدائرة في سوريا وتفاصيلها، وأكبر دليل على التورُّط الإيراني بدعم الجماعات الإرهابية هو الاتهام الذي وجّهته وزارة الخزانة الأمريكية إلى إيران حول سماحها بتنقل عناصر وأموال أعضاء تنظيم القاعدة العاملين في سوريا، ومن بينهم امراء وعناصر داعش وجبهة النصرة». وهنا نص الحوار: «داعش» 250 ألف مقاتل قلت ان عدد أفراد «داعش» يتجاوز 250 ألف مقاتل، والتقديرات تؤكد انهم في كل الاحول لم يتجاوز وا 35 ألفا، هل لديك ما يؤكد ذلك؟ عند الحديث عن قوة «داعش» العسكرية وتعداد جيشها، فان الامر يتعلق بعناصر «داعش» الفعليين وعناصر الجماعات المسلحة المبايعة لها والتي تشترك معها سياسياً أو فكرياً وعقائدياً بالاهداف، كما ان التوزيع العددي ل «داعش» على الارض متشابك بشكل كبير جداً، إلا أن السمة المشتركة الوحيدة هي أن جميعها ينتمي إلى الطائفة السنية، كما تشترك في شعورها بالغبن وعدم الحصول على الحقوق، وبالتالي فإن «داعش» استغل الظروف المحيطة للقيام باكبر عملية استقطاب لزيادة عديدها في سورياوالعراق، وأكثر الجماعات المسلحة انتشاراً هي العشائر العراقية، التي تجتمع تحت لواء «المجلس العسكري لعشائر العراق»، الذي يتحكم بأكثر من أربعين فصيلاً تمثل حوالي ثمانين عشيرة وقبيلة تنتمي إلى الطائفة السنية، وينشط المجلس غرب العراق ومناطق كثيرة، منها الفلوجة والرمادي والأنبار وبعض مناطق بابل وواسط وكركوك، ويقدر عدد جيش العشائر بأكثر من خمسين ألف مقاتل، ويلي العشائر في القوة «جيش رجال الطريقة النقشبندية»، وغالبية عناصره من عناصر الجيش العراقي السابق الذي تم تفكيكه بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بالإضافة إلى عناصر حزب «البعث»، وهو بقيادة نائب صدام حسين، عزة إبراهيم الدوري، وينشط في بغداد ونينوى وكركوك، وتشير التقارير الاستخباراتية الى ان عديده يصل الى خمسين الفا هو الاخر، ويشترك هذان الفريقان بأن القيادات تتبع نهج القيادة التي يقودها ضباط الجيش العراقي السابق. وبالنسبة الى باقي التنظيمات العاملة تحت لواء «داعش» في العراق، فأهمها تنظيم أنصار الإسلام، وينشط في نينوى وكركوك وديالى، ويبلغ تعداده الحالي حوالي خمسة آلاف مسلح، بالإضافة إلى جيش المجاهدين وعناصره يتبعون الفكر السلفي غير التكفيري، ويقدر تعداده بأربعة آلاف مقاتل، والكثير من عناصره انتقلوا الى سوريا، كما يوجد حالياً الجيش الإسلامي الذي سبق له أن تحالف مع «القاعدة» في عام 2008، رغم عدم انتماء عناصره إلى الفكر الجهادي، وتوجد أيضاً كتائب ثورة العشرين التي تميل إلى العلاقة الوطيدة مع العشائر والبعد عن «داعش» وباقي التنظيمات الإرهابية، فواضح أن كل هذه التنظيمات تتعاون حالياً، تعاون الأمر الواقع من خلال غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن جميع الفصائل. وفي سوريا فالوضع مشابه لتحالفات العراق، فالعشائر ومعظم التنظيمات المسلحة الجهادية والتكفيرية بايعت «داعش»، اما لالتقاء الاهداف الفكرية او بسبب الامر الواقع كالحصول على حصة من ايرادات النفط، او تأمين الحماية الذاتية كما يحصل مع بعض العشائر، هذا بالاضافة الى عناصر «داعش» الفعليين الذين يقدر عددهم بأكثر من خمسين الف مقاتل موزعين بين سورياوالعراق ومن مختلف الجنسيات حول العالم، مع الاخذ بالاعتبار ان المقاتلين الشيشان من اكبر التجمعات الاجنبية ويقدرون وحدهم باثني عشر الف مقاتل على اقل تقدير. أشرتم الى ان هناك 4 الاف مقاتل مصري ذهبوا الى سوريا ومنها الى العراق فترة حكم الرئيس محمد مرسي، هل يعني ان الاخوان لديهم علاقة اتصالية مع «داعش»؟ عند تتبع الخط البياني لانتشار فكر «داعش» وانتشارها على الارض في سورياوالعراق، نجد وبوضوح ان زخم الانتشار كان بعد اسقاط مشروع الاخوان في مصر ومن بعدها في ليبيا وتونس، كما ان الرئيس المعزول محمد مرسي فتح الباب علنا للجهاد في سوريا، بالتزامن مع دعوات العديد من رجال الدين المحسوبين على الاخوان للجهاد في سوريا وبالتالي فان الاستجابة من الشباب المصري كانت فعالة وعلنية. وقد تم توقيف الكثير من العناصر التي تقوم بعمليات التجنيد في مصر، وغالباً ما تتخذ مجموعات التجنيد الثورة السورية والجمعيات الاغاثية ستارا لها، بينما هدفها تجنيد العناصر لصالح تنظيم «داعش» وإرسالهم إلى سوريا، حيث يُنسّقون مع الجماعات السورية الموجودة بسوريا أو بعض العناصر السورية الموجودة بمصر، كما أن بعض الذين يقومون بعمليات التجنيد يتبعون التيار الجهادي والسلفي الجهادي وتنظيم الجماعة الإسلامية، الذي اعترف علناً بمقتل بعض عناصره في سوريا. ويُقدّر عدد المصريين الموجودين في سوريا بحوالي 4000 عنصر ينتشرون في معظم المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام، يُقاتلون بشكل خاص إلى جانب «داعش»، بالإضافة إلى عدد صغير منهم التحق بجبهة النصرة و«كتائب الفاروق» و«أحرار الشام»، كما أن مجموعات مصرية شكّلت تنظيماً في سوريا تحت اسم «الطائفة المنصورة» التي بايعت «داعش»، مع تقدير للعائدين إلى الآن ب500 عنصر ومثلهم تقريباً موجود في ليبيا والسودان ينتظر الفرصة للتسلل إلى مصر, مع الإشارة إلى أن الخطر المتوقع من العائدين لم يعد مجرد توقعات، بل أصبح حقيقة، وذلك مع تورط بعض العائدين من سوريا في عمليات إرهابية، أبرزها عمليات تفجير مديريتي الأمن بالقاهرة والمنصورة، بالإضافة إلى محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم، وغالبية من تم القبض عليهم بمصر من العائدين من سوريا ثبت التحاقهم بتنظيم أنصار بيت المقدس و «حركة أجناد مصر»، والمراقبة أيضاً تشمل المصريين الموجودين بليبيا ولبنان والأردن، لمعرفة إذا ما التحق منهم عناصر للقتال بسوريا أيضاً، ويتم في هذا الصدد التعاون مع السلطات الأردنية واللبنانية والتركية مع صعوبة بالنسبة إلى ليبيا بسبب الأوضاع القائمة حالياً فيها. العمليات العسكرية كيف تقيم ما يجري الان، في ظل الضربات العسكرية الاخيرة ل «داعش» وفقدانها لعدد كبير من قياداتها؟ أشرت في كتابي «داعش.. الكتاب الأسود»، ان ثروة «داعش» ستقضي عليها، فالثروة الكبيرة التي حصل عليها هذا التنظيم على طريقة المافيا والعصابات المنظمة ستجعل من مسألة كشف عناصره ومراكزه أمراً سهلاً، بسبب التمدد العلني على الأرض للحفاظ على المكتسبات، (وهذا ما يحصل فعلا)، كما ستجعل هذه الثروة من مواجهته أمراً لا بد منه، وبالتالي فإن فُرص القضاء عليه ستكون أفضل من ذي قبل، فتنظيم «داعش» يواصل التأكيد للعالم أجمع أنه مجرد عصابة من المرتزقة واللصوص، خصوصاً بعد تحركاته الأخيرة في العراق، فمصادر دخل تنظيم «داعش» الإرهابي كانت في الحضيض منذ أشهر معدودة فقط، أي خلال الفترة التي أعلن فيها زعيم «داعش» أبوبكر البغدادي، انشقاقه عن طاعة أيمن الظواهري، رجل تنظيم القاعدة الأول، حيث إنه من الطبيعي توقف الدعم المالي اللوجيستي والمالي المُقدّم من تنظيم القاعدة، وبالتالي فقد كان على التنظيم الإرهابي الوليد البحث عن مقدرات مالية جديدة خاصة به، ومن خلال متابعة انتشار «داعش» على الأرض السورية ومواجهته العسكرية مع جبهة النصرة وباقي التنظيمات الإسلامية نجد وبشكل واضح حرص «داعش» على تأمين موارده الاقتصادية الخاصة به من خلال السيطرة التامة على آبار ومصافي النفط والمناطق الزراعية الشاسعة، وبالتالي فان الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي ستحد الى حد ما من قدرات «داعش»، لكن تبقى العمليات البرية هي الفيصل في مسألة القضاء عليه، الا انه من الواجب التنبيه الى ان العمليات العسكرية وحدها لن تكفي للقضاء على داعش، ففكر هذه العصابة الاجرامية توغل في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، لذا فمن الواجب السير بالمعركة الفكرية والثقافية لتنظيف العقول من سموم افكار هذا التنظيم، والتي تم بثها بواسطة بعض رجال الدين المشبوهين. ارتباط «داعش» بإيران قلت ان هناك علاقة تربط «داعش» بإيران باعتبارها جزءا من تنظيم القاعدة.. هل يفسر ذلك عدم استهدافها النظام السوري مثلا؟ الإثباتات حول الارتباط بين إيران و «داعش» وقبلها مع «القاعدة» كثيرة وليست بجديدة، إلا أنها بدأت تظهر للعلن مع استمرار الأزمة السورية، ودلائل ظهور ارتباط «داعش» بإيران ليست فقط مادية ملموسة، بل تتعلق بمجريات الحرب الدائرة في سوريا وتفاصيلها، وأكبر دليل على التورُّط الإيراني بدعم الجماعات الإرهابية هو الاتهام الذي وجّهته وزارة الخزانة الأمريكية إلى إيران حول سماحها بتنقل عناصر وأموال أعضاء تنظيم القاعدة العاملين في سوريا، ومن بينهم امراء وعناصر داعش وجبهة النصرة، كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على جعفر الأوزبكي، وهو قيادي من «القاعدة» يعمل انطلاقاً من إيران، ضمن شبكة لنقل المال والعناصر التابعة للتنظيم إلى سوريا (حسبما ورد بصحيفة «وول ستريت جورنال» عدد 6 فبراير 2014) وهو من العناصر الفعالة التي بايعت داعش. كما أن إيران ومنذ قيام الثورة الإسلامية فيها قامت بإنشاء قواعد خارجية لها عبر بعض التنظيمات المسلحة التي تتبع سياستها بشكل مباشر، كما قامت بدعم الكثير من الجماعات بطرق غير مباشرة وغير علنية، والتنظيمات التي دعمتها علنية هي «حزب الله» بأفرعه في لبنانوالعراقوسوريا، أما التنظيمات التي تم دعمها بشكل سري، ومنذ سنوات طويلة، فهي تنظيم القاعدة بأفرعه في أفغانستانوالعراقوسوريا واليمن، فالارتباط مع «حزب الله» أمر طبيعي لتطابق الأيديولوجيات، خصوصاً أن «حزب الله» يُعتبر فرعاً للحرس الثوري الإيراني في الخارج، أما الارتباط ب «القاعدة» وب «داعش» من بعدها ودعمها فيعتبر قمة التناقض، كون كل طرف يمثل الذراع العسكرية للطائفة التي ينتمي إليها؛ لذلك عمدت إيران، وبعد توغلها في مناطق الشرق الأوسط، إلى مد نفوذها إلى المنظمات الإسلامية المنتهجة للفكر التكفيري، التي بايعت تنظيم القاعدة، فبدأت عملية الاستقطاب والتعاون وتدريب هذه العناصر داخل إيران، بالإضافة إلى التزويد بالمال والعتاد، وكانت أولى هذه العناصر الهاربين من أفغانستان عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر، مما يكشف حجم الارتباط بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة؛ رغم ذلك فإن عناصر «داعش»، وفي أكثر من مناسبة، نفوا ارتباطهم بإيران ومخابراتها، وكثير من مقاطع الفيديو تظهر العناصر تضحك أو تتهرّب من الإجابة عن هذه الاتهامات، وهذا ما يمكن تفسيره بأمرين، الأول هو التهرُّب من هذه التهمة وعدم الغوص بالجدال حولها، والأمر الثاني هو جهل العناصر العادية هذا الارتباط مع إيران وحصر العلاقة والتعاون بين مسؤولي «داعش» وأمرائها الذين ينسقون التحرّكات العسكرية ويقفون وراء من يُصدر الفتاوى والإشراف على تنفيذها، ويساعدهم في هذا الأمر الجهل الكامل لمعظم العناصر الذين ينفذون الأوامر دون دراية أو خبرات سابقة وجهل تام بالتحالفات السياسية بين «داعش» وإيران، ولإيمانهم المطلق بضرورة تنفيذ الأوامر باعتبارها تكليفات شرعية لا بد من تنفيذها وإلا سيواجهون العقاب وإقامة الحد عليهم، إلا أنه برزت مؤخراً عدة اتهامات مباشرة من سياسيين سوريين معارضين حول دعم إيران ل «داعش» و«النصرة». كما أن بعض النشطاء السوريين استطاعوا من خلال تتبُّع بعض الفيديوهات المنشورة على موقع «اليوتيوب» التي تُظهر جرائم «داعش»، خصوصاً ما يتعلق منها بقطع الرؤوس والتصفيات الميدانية، وتبين أن عنوان «الآي بي» (i p adress) يعود إلى إيران أو لبنان، وليس من المناطق السورية أو التركية، ما يدل على أن كل الجرائم والإعدامات مدبّرة ومقصودة بهدف تشويه صورة الثوار السوريين وإظهارهم كمجرمي حرب. ومن بين الأدلة على تورُّط النظام الإيراني مع «داعش»، بعض الوثائق الرسمية وجوازات السفر الصادرة عن السلطات الإيرانية، والتي تم العثور عليها في مقرات «داعش» بعد المعارك التي اندلعت بينها وبين باقي الفصائل، كجواز السفر الإيراني العائد ل «أبوحفص المصري» أمير «داعش» في جرابلس، وغيره الكثير من الوثائق العائدة للعناصر القادمة من الشيشان وكازاخستان، وتبين بعد التدقيق بهذه الوثائق استعمال عناصر «داعش» جوازات السفر الإيرانية هذه للتنقُّل بين إيرانوسورياوالعراق، بالإضافة إلى العديد من شرائح الاتصالات الإيرانية التي تؤكد وجود اتصال بين قيادات «داعش» والمخابرات الإيرانية، علماً بأن هذا الأسلوب سبق وتم اتباعه لإجهاض الثورة الشيشانية، كما ينبغي الإشارة إلى أنه وبعد المعارك التي شهدتها المناطق المحررة بين «داعش» وباقي الفصائل فإن المناطق التي خسرتها «داعش» تعرّضت للغارات الجوية العنيفة من قِبَل الطيران التابع للجيش النظامي. تركيا تلعب ورقة «داعش» هناك حديث في الاعلام الغربي عن اتصالات وتعاون تركي مع «داعش»، هل هذا واحد من الاسباب لعدم حسم موضوع عين العرب؟ كشفت تركيا أوراقها بغباء خلال الايام الاولى من بدء هجوم «داعش» على كوباني، ظنا منها ان المعركة لن تستمر الا اياما وستسقط المدينة أسوة بباقي المناطق العراقية والسورية التي سقطت بيد داعش سريعا بعد انسحابات مشبوهة من قبل فصائل مسلحة ومجموعات للجيش العراقي، ف«داعش» حاصرت المدينة بعد اجتياح ريفها ولم يتبق الا الجهة المفتوحة على الحدود التركية، والتي تم اغلاقها من قبل الجيش التركي وتم منع المساعدات العسكرية والغذائية الاغاثية، حتى ان الجرحى الاكراد فارق الكثير منهم الحياة بسبب التعنت التركي وعدم السماح لهم بالدخول الى تركيا للعلاج، بالاضافة الى ممانعة تركيا المساعدة بتقديم المساعدة للمقاومين في كوباني. هل تستخدمهم تركيا مثلا كسيف مسلط على الاكراد لعقد صفقة مع تركيا؟، وما اهداف تركيا البعيدة من حزام حدودي مع سوريا؟ دون شك ان تركيا تلعب ورقة «داعش» لزيادة الضغط على الشعب الكردي، لدفعهم الى تقديم العديد من التنازلات ومنها على الاقل الاستغناء عن الحكم الذاتي للمناطق الكردية في سوريا، وقد اعلنت عن هذا الامر علانية كشرط اساسي لتقديم المساعدة الفعالة لمواجهة «داعش»، مع التذكير بأن الخط الحدودي التركي الممتد من العراق حتى اطراف عفرين السورية المتاخمة لمقاطعة هاتاي التركية بيد المنظمات الكردية تقريباً وهو ما يسبب الصداع لاردوغان وحزبه، حيث لن يكون من السهل التعاطي مع هذا الوضع الذي قد ينبئ مستقبلا بتحرك لكرد تركيا بعد سهولة التواصل مع كرد العراقوسوريا، فتركيا تتحسب من امكانية اعلان دولة كردية مستقلة تضم المناطق الكردية في كل من العراقوسورياوتركيا. ثمة تقارير أشارت الى انخراط تركيا في دعم تنظيمات مسلحة في سيناء، ومؤخراً بات الحديث عن «داعش» في مصر، هل فعلا تركيا منخرطة باللعبة الامنية في سيناء؟ الثابت ان تركيا تعمل على زعزعة أمن مصر من خلال دعمها المطلق لجماعة الاخوان، وبالتالي فإن هذا الدعم المادي والاعلامي واللوجستي لاخوان الداخل لا بد وأن يتقاطع مع تحركات المنظمات الارهابية الناشطة في سيناء لالتقاء الاهداف والمتمثلة في ضرب الجيش المصري واضعافه وزعزعة الحكم فيه بعد وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي الى سدة الرئاسة، فالتحرك التركي لدعم الجماعات في سيناء يعد ورقة ضغط تركية لضمان عدم الخروج نهائيا من الدائرة المصرية، مع الاشارة الى ان عصابات سيناء وحسب التقارير الاستخباراتية المصرية تلقت الرجال والعتاد من اخوان غزة اي حركة حماس مما يدل على توجه تركي واضح في هذا الخصوص. النساء وجهاد النكاح بيع النساء، وجهاد النكاح، وطلائع داعش من الشباب، والاجبار على الزواج، هل يؤسس ذلك لدولة وخلافة؟ «داعش» ومنذ اعلانه ما سماه «دولة الخلافة» أساء ويسيء للاسلام والمسلمين بكل تحرك يقوم به، فالامر لا يتعلق بالدين الاسلامي بل يتعلق بفكر اسود مبني على تفاسير مغلوطة للدين الاسلامي وتخاريف اوصلت الى شعائر هي أقرب الى طقوس شيطانية سوداء، فأي شعائر دينية هذه تمارس قطع الرؤوس وسبي النساء وبيع الغلمان والسبايا، اي دين تنادي به هذه العصابة وقوام تمويلها سرقة الناس باسم الدين وسرقة مقدرات وثروات الشعوب، وبالمحصلة هناك قوى خفية تعمل على شيطنة السنة. تنظيمات متطرفة وإرهابية وتكفيرية أيضا، كيف يمكن عربياً مواجهة الفكر التكفيري الضال؟ اننا امام معركة فكرية واعلامية وليس فقط معركة عسكرية، فأفكار هذه العصابة السوداء الملقبة ب«داعش» أشبه بالطاعون المنتشر في مدينة فاضلة فيتمدد الطاعون بواسطة جرذ موبوء وما هذا الجرذ الا بعض ممن استباحوا الدين الاسلامي لنشر الافكار المتطرفة الارهابية ليتم تجنيد شبابنا بعد غسل عقولهم، فلا وسيلة للخلاص من هذا الوباء الا بالقضاء على دعاة الفتنة الدعاة المشبوهين لقطع الطريق أمام انتشار هذا الفكر المنحرف، وقد بدأت الخطوات العملية فعليا من قبل مؤسسات الازهر ووزارة الاوقاف في مصر ومن قبل هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، حيث يتم العمل الجاد على اقصاء الدعاة المشبوهين ومنع الخطابة واصدار الفتاوى الا من قبل اهل الاختصاص. كيف تبرر الموقف التركي بشراء النفط من داعش ب 35 دولاراً، واستقبال جرحى داعش، وفتح ابواب تركيا للمجندين القادمين من الخارج؟ بالاضافة الى كون تركيا المعبر الاساسي لمقاتلي داعش، فإنها تسمح للنفط الذي تبيعه «داعش» في السوق السوداء بالدخول الى الاراضي التركية عبر المهربين الاتراك، مما يشكل دعماً يومياً ومباشراً ل «داعش»، ويشكل دعامة للبقاء والاستمرارية، ويغذي هذا الدعم الرغبة التركية بمحاربة كل من الشعب الكردي في سورياوالعراق، بالاضافة الى الحلم التركي باسقاط نظام الاسد للسيطرة الكاملة على سوريا، هذا بالاضافة الى ما كشفته المعارضة التركية من اوجه الدعم المباشر ل «داعش»، وذلك عبر تقديم الاسلحة وانشاء معسكرات التدريب تحت غطاء تدريب المعارضة المعتدلة السورية. الى أي مدى لمست حقيقة ما تحدثت عنه تقارير دولية حول سماح تركيا للمتطرفين او لاعضاء التنظيم بالمرور من اراضيها الى سوريا؟ من خلال الشهادات الحية التي جمعتها من نشطاء ومواطنين سوريين بالاضافة الى شهادات جهاديين عائدين من سوريا من جنسيات عربية وغربية، يبدو واضحاً ان تركيا كانت ولا تزال المعبر الاكبر لتدفق مقاتلي «داعش» الى سوريا، والامر لا يقتصر على الجهاديين العرب بل يصل ايضا الى الجهاديين الغربيين الذين ينظرون الى تركيا كمحطة اساسية لسهولة دخولهم اليها دون تأشيرات تحت غطاء السياحة، ويتم الامر تحت اعين المخابرات التركية في الداخل التركي وعلى الحدود عبر شبكة تهريب واسعة النفوذ، مع معلومات شبه مؤكدة عن تورط ضباط من الجيش التركي بهذه الشبكات وتسهيل اعمالها. وما يؤكد هذه المعلومات ان دولا كثيرة كمصر والسعودية والكويت وبعض البلدان الغربية والولايات المتحدةالامريكية وضعت اسماء مواطنيها الذين دخلوا الى الاراضي التركية وبقوا فيها لفترة طويلة على قوائم ترقب الوصول لاحتمال دخولهم للجهاد الى سوريا بنسبة كبيرة. صورة من غلاف الكتاب