تلقت فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» أمس ضربة من مقاتلي النظام و «حزب الله» لدى تقدمهم في «مثلث الموت» بين دمشق والجولان والأردنجنوب البلاد، وأخرى من «جبهة النصرة» التي اقتحمت مقراً ل «حركة حزم» في الشمال، بالتزامن مع إعلان قرب تنفيذ البرنامج الأميركي لتدريب «مقاتلين معتدلين» وبدء زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لسورية ل «تجميد» القتال في حلب شمالاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المحكمة الشرعية التابعة لتنظيم «داعش» في ريف تل تمر شمال شرقي البلاد، أصدرت «أمراً بالإفراج عن 29 مسيحياً آشورياً» كان التنظيم خطفهم ضمن قائمة تضم 220 مسيحياً. ونقل عن قيادي عسكري آشوري تأكيده «إجراء اتصالات عبر وسطاء مع شرعيي» التنظيم، حيث تبلّغ أن «المخطوفين سيخضعون للمحاكم الشرعية تباعاً للبت في حكمهم». وكانت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أفادت أمس بأن العمليات العسكرية تصاعدت في «مثلث درعا والقنيطرة وريف دمشق بين العاصمة والجولان والأردن، أو ما أُطلِق عليه مثلث الموت، عقب شنّ قوات النظام هجوماً عنيفاً» بعد تحسن الطقس. في الوقت ذاته أكد «المرصد» أن «الاشتباكات العنيفة استمرت بين قوات النظام وحزب الله اللبناني بدعم من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين عراقيين، وبين مقاتلي عدد من الفصائل المعارضة، في منطقتي حمريت وسبسبا في ريف دمشق الغربي، وسط تقدم لقوات النظام التي سيطرت على بلدة الهبارية وعدد من التلال المحيطة في ريف درعا الملاصق». وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجيش (النظامي) أحكم سيطرته على تل قرين وبلدات استراتيجية على مثلث أرياف درعا الشمالي الغربي والقنيطرة ودمشقالجنوبي الغربي»، حيث تنتشر فصائل «الجيش الحر» بدعم غربي. في شمال سورية، قتل 35 مسلحاً معظمهم من «حركة حزم» المحسوبة على المعارضة «المعتدلة» والتي تتلقى دعماً أميركياً في معارك مع «جبهة النصرة» في ريف حلب الغربي، وفق «المرصد» الذي أشار إلى سيطرة المتطرفين على بعض مقار الحركة وبينها قاعدة عسكرية. وكان الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الأميرال جون كيربي قال ليل الجمعة: «وفق تقديراتنا يفترض أن نكون جاهزين لبدء التدريب (للمعارضة المعتدلة) فعلياً في غضون أربعة إلى ستة أسابيع» وذلك في معسكرات تدريب أحدها في الأردن. وأكدت مصادر رسمية أردنية ل «الحياة» أن «الحديث جار عن تدريب المملكة لقوات سورية وعراقية وكردية خلال الفترة المقبلة». وأضافت أن «تدريب قوات سورية وعراقية على الأرض الأردنية، يأتي في سياق انخراط المملكة في الحرب على الإرهاب، خصوصاً تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق». ووصل دي ميستورا إلى دمشق أمس، في محاولة لإعطاء دفع لمبادرته حول تجميد القتال في مدينة حلب. وشكّل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لجنة للتنسيق في شأن تنفيذ المبادرة ضمن ثلاثة أسس، بينها أن يكون الحل «شاملاً» مع «الحرص على الحاضنة الشعبية للثورة». وقال رئيس «الائتلاف» خالد خوجة في اجتماع للفصائل العسكرية والسياسية قرب الحدود السورية - التركية إن نظام الرئيس بشار الأسد «متهالك، ومصيره صار في يد الإيرانيين».