عقد أمس في قصر الكرملين لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي، على هامش الاحتفالات الروسية بالذكرى ال70 لعيد النصر، ركزت على تعزيز العلاقات بين البلدين وجهود مكافحة الإرهاب، وعدد من الملفات في المنطقة، لا سيما اليمن وسورية وليبيا. وكان السيسي وصل إلى موسكو أول من أمس، حيث كان في استقباله نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، قبل أن يبدأ نشاطه الرسمي أمس بحضور العرض العسكري الذي جرى في الساحة الحمراء، والذي أعقبه وضع أكاليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، قبل أن تجرى محادثات بين السيسي وبوتين بحضور وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والمصري سامح شكري شارك فيها سفير مصر لدى روسيا محمد البدري. وقبل القمة المغلقة أعرب الرئيس الروسي في كلمته عن شكره نظيره المصري لمشاركته في الاحتفالات الروسية بعيد النصر، لافتاً إلى أن العلاقات المصرية- الروسية «في تقدم وتطور مستمر ومكثف، وهي علاقات قائمة على أساس متين من الصداقة والتعاون والتاريخ»، وقال بوتين: «نعرف أنكم كزعيم لمصر تعملون على حل الكثير من القضايا الكبيرة، ونعرف صعوبة الأوضاع في بلادكم ولكننا سنساندكم في ما تبذلونه من جهود لتجاوزها لما فيه صالح شعبكم وبلدكم». وأشار الرئيس الروسي إلى أنه أمام مصر وقيادتها «مهمة كبيرة جداً وأهداف طموحة»، موضحاً أنه «يعلم أن الحالة الاقتصادية معقدة في مصر، لكننا سنبذل قصارى جهدنا لنعمل بطريقة مشتركة ليصب كل شيء لصالح كل من روسيا ومصر». وأعرب السيسي عن سعادته ب «المشاركة في هذه المناسبة العظيمة»، مشيراً في كلمة له في بداية المحادثات، إلى أن الاتحاد السوفياتي «كان له دور كبير في مواجهة الفاشية لا يمكن أن ينساه التاريخ»، وأنه كان «مهتماً بالمشاركة في هذه المناسبة، والحرص على التعاون مع روسيا من إجلال ازدهار مصر»، منوهاً بما وصفه ب «علاقات قديمة بين مصر وروسيا، آخذة في التحسن حالياً»، مشدداً على أن العلاقات الروسية المصرية «تتطور بشكل جيد، وأنها مبنية على الصداقة والتعاون»، ورأى أن مصر وروسيا «لديهما الكثير الذي يمكن عمله معاً والتعاون لتحقيق الازدهار للبلدين والشعبين». وقدم السيسي الشكر لروسيا «على ما تقدمه من دعم ومساندة لمصر في هذه المرحلة الصعبة». وعلى هامش حضوره الاحتفالات في موسكو، أجرى الرئيس السيسي محادثات مع رئيس أرمينيا سيرج سركسيان، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. في موازاة ذلك، غادر القاهرة أمس رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية إلى الإمارات تستغرق أياماً عدة، يجري خلالها مباحثات مع نظيره الإماراتي الفريق الركن حمد الرميثي، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الإماراتية، بهدف زيادة أوجه التعاون العسكري والأمني ونقل وتبادل الخبرات العسكرية والتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة لكلا البلدين. وتأتي هذه الزيارة، وفقاً لبيان عسكري، في ضوء عمق العلاقات الاستراتيجية المصرية الإماراتية والتفاهم حول زيادة أوجه التعاون المشترك في العديد من المجالات.