أظهرت دراسة بحثية حديثة أعدها فريق مكوّن من أستاذة التربية في جامعة الملك سعود البروفيسور فوزية البكر، والدكتور يوريك كربونك من جامعة فينا، والدكتورة ادت شيلفر من منظّمة «نساء بلا حدود»، أن أكثر من نصف الطالبات السعوديات لا يرين حاجة لتولي المرأة منصباً قيادياً، ويؤيدهن في ذلك غالبية الطلاب الذين يرفض 92 في المئة منهم تكثيف حضورها أيضاً في العمل الحكومي والرسمي. الدراسة التي حملت عنوان «ردم الهوّة... أصوات شابة من المملكة العربية السعودية» استغرقت أكثر من ثلاثة أعوام وطبّقت على عيّنة من 4400 طالب وطالبة في مجموعة من الجامعات السعودية الحكومية والأهلية، وكشفت أن 81 في المئة من الطلاب يعتقدون بأن لا داعي لسعي المرأة للوصول إلى المناصب القيادية، في مقابل 47 في المئة من الطالبات اللاتي يرين داعياً لذلك. كما لا تزيد نسبة الطلاب المتفائلين بحدوث تغيّر كبير للمرأة وتقدّم في دورها مستقبلاً على 26 في المئة، في مقابل 44 في المئة من الطالبات يرين أن التغيّر سيكون حليف المرأة. ويرفض 92 في المئة من الطلاب تكثيف حضور المرأة في العمل الحكومي والرسمي أو الوصول إلى المناصب السياسية، فهم يمانعون إعطاء الفرص للمرأة ومنافستها لهم، الأمر الذي يكرّس رؤية 55 في المئة من الطالبات في أن الذكور يستحوذون على الفرص الأكبر، ويحصلون على الأفضل من بينها ويرفضون وجودهنّ وإثبات تميّزهن. واللافت في هذه الدراسة أن معظم أفراد العينة (76 في المئة من الذكور و92 في المئة من الإناث) لا يرون تعارضاً بين الدين والتقاليد وبين عمل المرأة، ما يعني أن الرفض لا يعدو كونه خشية من المنافسة، والوجود في أعمال قد تصل بهن إلى مناصب عالية اعتاد المجتمع أن يراها خالصة للرجل. وفي ما يخص الوعي بالنساء البارزات والقياديات في أعمالهنّ وجدت الدراسة أن نسبة الطلاب الواعين بذلك لا يتجاوزون 20 في المئة، في حين أن 51 في المئة من الطالبات يعين دور القيادات النسائية، ما يؤكد أن الرجال في المجتمع – بحسب الدراسة - لا يشعرون بالقيادات النسائية التي ظهرت في الآونة الأخيرة ولا تعنيهم مسألة تمكين المرأة وإعطائها فرصاً موازية لهم، وتستند الطالبات على التغيّرات الاجتماعية المتسارعة، إذ يعتقدن أن هذا التغيّر يعتبر فرصة لإثبات الوجود مع مرور الوقت، إضافة إلى أن الدراسة أثبتت أن الطالبات لديهنّ الشجاعة التي تؤهلهنّ لمواجهة التحديات.