خصصت المبتعثة السعودية في أميركا سوسن الشهري من وقتها ساعتين لمتابعة أحوال الطقس في مدينتها جدة، يدفعها الحنين حيناً، والقلق على حال المدينة المنكوبة أحياناً أخرى. وعلى رغم بعد المكان إلا أن الشهري تحرص على تزويد أسرتها بجميع المعلومات والأخبار عن جدة التي تنشرها القنوات ومحطات الأنباء العالمية، حتى يكونوا على اطلاع دائم بأحوال المدينة، ويأخذواحذرهم مبكراً في حال أي طارئ. وتقول الشهري: «أرسل عدداً من الرسائل الإلتكرونية «الإيميلات» لجميع أفراد أسرتي ومعارفي، بآخر المستجدات لتوقعات هطول الأمطار، مرفق معها روابط تلك الأخبار ومواقعها الرئيسة على الإنترنت»، مشيرة إلى أنها تسعى من خلال ذلك إلى توعيتهم، وعدم تكرار كارثة جدة مرة أخرى. الشهري ليست المبتعثة الوحيدة التي باتت أحوال الطقس تأخذ من وقتها في الغربة، إذ إن عادل العتيبي المبتعث في ولاية سياتل في أميركا أيضاً، صار يحرص على متابعة أخبار مدينة جدة أولاً بأول، وخصوصاً في ما يتعلق بأحوالها المناخية وتنبؤات طقسها. ويحرص العتيبي على التواصل مع أفراد أسرته وأصدقائه من طريق الهاتف أو برامج المحادثة الإلكترونية، ليوصل لهم ما يطلع عليه من معلومات أولاً بأول. ويقول: «ما حدث في جدة أجبرني على تغيير برنامجي اليومي حتى أستطيع من متابعة أخبارها بشكل أفضل، وأحرص على معرفة آخر الأخبار منهم بشدة، إذ إنه يوجد لدى الكثير من الأصدقاء والأقارب فيها، وكذلك أزودهم بما يصلني من أخبار عبر الوسائل العالمية». اختصاصية علم النفس الدكتورة زينب العياش تعلق على الموضوع بقولها ل «الحياة»: «إن هذا الخوف والقلق اللذين أصابا البعض يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، إذ إننا لا نبحث عن الصدمات بقدر ما يتبعها، والتي قد تظهر بصورة إشاعات أو تصاريح، ويكون الإنسان تحت تأثير الصدمة فيتكلم لا شعورياً بطريقة مبالغ فيها بعض الشيء ليوضح كيف أن الكارثة كانت كبيرة جداً، وهذا لا يعني أن ما حدث ليس بمصيبة بالفعل كبيرة، إذ إنه وعلى رغم أنها كارثة طبيعية إلا أنها أشارت إلى بعض القصور». وأضافت: «ما حدث أجد أنه نتيجة لقصور في نواح كثيرة على رغم أن كثيراًُ من البلدان تهطل عليها الأمطار بشكل مستمر، وهذه القصور التي تسببت في مضاعفة الخسائر قد تكون أحد الأسباب التي سببت للناس حال رعب و قلق دائمين، ومن الطبيعي وصول هذا الخوف و القلق لجميع الناس والذين يقيمون بالخارج أيضاً، فلهم أقارب وأصدقاء يقيمون في هذه المدينة». وتتابع: «إن هذا الخوف والقلق اللذين يصيبان المبتعثين والمقيمين في الخارج يعدان أمرأً طبيعياً، وهذا ما كان يحدث في جميع البلدان، إذا ما أصيبت إحداها مثلاً بزلزال أو كانت تجري فيها أحداث مهمة».