بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين السعوديين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، العلاقات الثنائية وتطورات أزمات المنطقة بينها اليمن والعراق وسورية ومشكلة التمدد الايراني والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي وقت أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ظهر أمس أن بلاده تدرس هدنة مدتها خمسة أيام لأسباب إنسانية، هددت قوات التحالف ليل أمس على لسان متحدثها، بأنها سترد بقسوة على مواقع المتمردين في صعدة، وسيدفع الحوثيون ثمن تجاوزهم «الخطوط الحمراء» باعتدائهم على الأراضي السعودية أخيراً، مشدداً على أن «المعادلة اختلفت الآن، إذ كان الهدف سابقاً إعادة فقط الشرعية إلى اليمن، والحوثيون قاموا بأكبر خطأ لهم في الأيام الماضية واستهدفوا المدن السعودية». (تغطية موسعة ص7) يأتي ذلك بعد ساعات من إطلاع وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أمس، القيادة السعودية في الرياض، على آخر ما توصلت إليه محادثات الدول «5+1» مع إيران في شأن الملف النووي الإيراني، قبل أن يجتمع ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إذ بحثا ملفات عدة، كان أبرزها الملف اليمني والتحضير لقمة «كامب ديفيد» المزمع عقدها بواشنطن في 13و14 من شهر أيار (مايو) الجاري. واجتمع وزير الخارجية الأميركي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في ثلاث لقاءات مستقلة. وأعلن وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي مشترك جمعه أمس بنظيره الأميركي، مبادرة سعودية لوقف إطلاق النار خمسة أيام في اليمن، «لأجل التنسيق مع المنظمات الإغاثية لإيصال المساعدات، بشرط أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بهذا الوقف»، مضيفاً: «لم نناقش مع الحوثيين مهلة وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية من الجو ليس كافياً». وتابع: «سنرى إن كان الحوثيون يوافقون، والواضح أن همهم الوحيد الاستيلاء على السلطة». وأكد أنه بحث مع كيري في اجتماعهما التدخلات الإيرانية السلبية في المنطقة؛ سواء أكانت في لبنان أم سورية، أم العراق، أم اليمن، أم أماكن أخرى. من جهته، شدد وزير الخارجية الأميركي على أن بلاده تدعم الجهود السعودية في اليمن، وقال إن واشنطن تؤيد المؤتمر الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض لجميع الأطراف في اليمن». وكشف أن بلاده «لا تزال قلقة في شأن الوضع في اليمن»، معلناً «تقديم الدعم الكامل لتوصيل المساعدات الإنسانية من دون أية إعاقة، ومضاعفة المجتمع الدولي وأميركا جهودهما لأجل وقف تدفق السلاح إلى اليمن، بموجب قرار الأممالمتحدة»، حاثاً الحوثيين على التعاون مع مبعوث الأممالمتحدة الجديد، بقوله: «هذا هو الوقت المناسب لتنشيط الديبلوماسية الفعالة». وعبّر كيري عن قلق الولاياتالمتحدة الكبير إزاء نشاطات إيران في المنطقة، لافتاً إلى أن هناك جوانب كثيرة ستناقش في «كامب ديفيد» عن المزيد من الإجراءات التي ستتخذ «لمنع أي نشاطات مخالفة تتعارض مع قرارات الأممالمتحدة ومع المعايير الدولية في العلاقات بين الدول». من جهة ثانية، عقد مجلس الوزراء اليمني أول من أمس في الرياض أولى جلساته منذ انطلاق عمليات تحالف عاصفة الحزم نهاية آذار (مارس) الماضي، برئاسة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وأكد المجلس أن ما تقوم به الميليشيات المسلحة والموالون لها جرائم حرب «لن تقهر عزيمة الشعب اليمني»، مشددين على أن العمل يسير بخطوات جيدة نحو الحفاظ على المؤسسة العسكرية ووضع «بذرة بناء جيش وطني». وفي جدة، شدد ولي العهد الأمير محمد بن نايف على أن «المملكة تؤكد من جديد تصميمها وعزمها بكل قوة وحزم على مواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب وتمويله. وأوضح في كلمة ألقيت نيابة عنه، خلال رعايته أعمال الاجتماع الثاني لمجموعة عمل مكافحة تمويل تنظيم «داعش» الإرهابي في جدة أمس (الجمعة)، أنه على رغم استهداف السعودية بعمليات إرهابية ذهبت ضحيتها أرواح بريئة من المواطنين والمقيمين ورجال الأمن، فإنها تمكنت من خلال تلك الجهود من إفشال وإحباط عدد من المخططات الإرهابية التي كانت وشيكة الوقوع في الداخل وفي الخارج». في غضون ذلك، ترأس ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اجتماعاً لكبار قادة القوات المسلحة في مكتبه بالمعذر مساء أمس، واطلع على سير العمليات في حدود المملكة الجنوبية، واستمع إلى إيجاز مفصل عن العمليات التي نفذت خلال الساعات ال24 الماضية، كما بحث نوعية العمليات المخطط لها في ال24 ساعة المقبلة وأهدافها ومواقعها. وفي الرياض، خلال مؤتمر صحافي، أوضح المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري أن اعتداءات الحوثيين على المدن السعودية استخدمت فيها صواريخ كاتيوشا والراجمات، واستهدفت مساكن ومزارع ومدارس ومناطق خدمية وأحد المستشفيات، لافتاً إلى أنها «لم تستهدف مواقع عسكرية، وإنما استهدفت المدنيين لمجرد القتل». وأضاف عسيري: «قوات التحالف ستتخذ الإجراءات الكفيلة بردع هذا الاعتداء، وتدمير المواقع الحوثية سيكون مختلفاً في شدته ومدته، وسيستهدف جميع قيادات الميليشيات الحوثية ومن شارك في قصف المدن السعودية». وتابع: «ستنتزع قوات التحالف زمام المبادرة وستوجه ضربات قاسية، كي يدفع الحوثيون ثمن ما قاموا به تجاه السعودية». وأكد سقوط طائرة أباتشي بسبب خلل فني، دعاها إلى هبوط اضطراري وإصابة الطيار إصابة طفيفة داخل الأراضي السعودية في مدينة نجران. إلى ذلك، استقبل الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أمس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كما اجتمع ونائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني الدكتور خالد بحاح، وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع والتطورات على الساحة اليمنية والجهود المبذولة في تقديم الدعم والعون للأشقاء في اليمن. وكانت الميليشيات الحوثية شنت أكثر من هجوم على منطقتي نجران وجازان (جنوب السعودية) بقذائف الهاون وصواريخ كاتيوشا أخيراً، تسببت في استشهاد ستة مدنيين ورجل أمن، في حين أوقفت الدراسة في المنطقتين.