عقدت الشركة الفرنسية «سي إم أي - سي جي إم» المصنفة ثالثة عالمياً بين شركات النقل البحري جمعيتها العامة الاستثنائية أخيراً لتكريس تغييرات تحققت بعد اتفاق بينها وبين مؤسسها رجل الأعمال اللبناني الفرنسي جاك سعادة وللحصول على تسهيلات ائتمانية بقيمة 500 مليون دولار. وبلغت مديونية الشركة نتيجة للأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي أثرت في شكل مباشر في قطاع النقل البحري نحو 5.6 بليون دولار، وفقاً لمحللين. ولفت سعادة في اتصال أجرته معه «الحياة» بعد تعيينه من قبل الجمعية العمومية الأربعاء الماضي رئيساً لمجلس إدارة الشركة التي تتخذ من المدينة الفرنسية مرسيليا مقراً لها إلى أن المجلس الجديد يضم أفراداً من عائلته هم رودولف وتانيا سعادة وفريد سالم، وأشار إلى تعيين مرشحه فيليب سوليي في منصب المدير التنفيذي. وقال: «تركنا مجالاً لدخول ثلاثة أعضاء جدد في مجلس الإدارة في حال شارك صندوق استثمار في رأس مال الشركة». وأكد أن ثمة متمولين عرباً، بينهم قطري ولبناني، أبدوا اهتماماً بالمشاركة في رأس مال الشركة، لكنه رفض الكشف عن هوياتهم. وأضاف أن من بين المهتمين بالمشاركة في رأس مال الشركة «ثلاثة أو أربعة متمولين أوروبيين». يذكر أن جاك سعادة أسس الشركة عام 1978 وباتت شركة النقل البحري الأولى في فرنسا. وأوردت الصحيفة الاقتصادية الفرنسية «ليزيكو» أخيراً أن سوق النقل البحري في العالم تكبدت خسائر بقيمة 11 بليون دولار بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية. وأشار سعادة إلى أن الأزمة خفضت أسعار نقل البضائع بحراً إلى الثلث، مذكراً بأن أكبر شركة في العالم للنقل البحري، وهي «مرسك لاين» الدنماركية، طلبت مساعدة من دولتها كي تتمكن من الاستمرار. وأضاف: «أما نحن فنأمل بالحصول على مشاركة صغيرة من صندوق استثمار إستراتيجي فرنسي يدخل بمساهمات صغيرة لمساعدة الشركات. وقد يدخل إلى جانب صندوق آخر نختاره». وشرح أن الشركة حصلت على قرض بقيمة 500 مليون دولار من مصارف، مؤكداً أن دخول مستثمرين في الشركة سيساعدها على تسديد القرض. ولفت إلى أنه رشح هو وعائلته سوليي لمنصب المدير التنفيذي «لخبرته». وقال إن الرقم 5.6 بليون دولار لمديونية الشركة «مبالغ فيه لأن قيمة ما نملكه من بواخر تساوي خمسة بلايين دولار» من دون أن يكشف عن القيمة الفعلية للمديونية. وذكر سعادة أن الشركة دفعت 1.2 بليون دولار مقدماً لشراء سفن جديدة، ملمحاً إلى احتمال إلغاء بعض الصفقات في هذا الصدد خوفاً من تراجع جديد في أسعار نقل البضائع بحراً. وأضاف: «أوصينا على 45 سفينة جديدة من كوريا الجنوبية، بعضهما عملاق يحمل 13800 حاوية، لكننا قد نلغي طلبات ونؤجل أخرى»، لافتاً إلى أن الشركة طلبت من لبنان تعميق أحواض مرفأ بيروت لتتمكن السفن العملاقة من الرسو فيها وأن لبنان وافق على الطلب. وأكد أن شركته تحولت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من تكبد خسائر بالغة بواقع مئة إلى 120 مليون دولار شهرياً إلى تحقيق أرباح بواقع 15 إلى 16 مليون دولار. ولفت إلى أنه سيركز على الإستراتيجيات المستقبلية للشركة وليس على تفاصيلها اليومية: «سأتابع مسائل الشركاء المحتملين والموجودات التي ينبغي بيعها لتحسين الأرباح». وشدد على احتمال إدراج الشركة في البورصة وإمكانية بيع 40 في المئة من مباني الشركة لتأمين سيولة، مقدراً القيمة الإجمالية للموجودات العقارية للشركة بنحو 800 مليون دولار. ولفت سعادة إلى أن للشركة شراكة مع مرفأ اللاذقية، لكن لا قرار هناك بعد بتعميق الأحواض لاستقبال السفن الكبيرة. وذكّر بأن بواخر الشركة تعمل في آسيا وأوروبا واشترت شركة أفريقية للنقل البحري لتوسيع أعمالها أفريقيا.