أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن قوات حفظ السلام المنتشرة في منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان اعتقلت شخصاً زعم أنه ضابط في الاستخبارات السودانية في أعقاب هجوم قبلي أسفر عن سقوط قتلى الشهر الماضي، إلا أن الخرطوم نفت ذلك. وقال بان كي مون في تقرير أمام مجلس الأمن بشأن الوضع في أبيي، إنه في 2 آذار (مارس) الماضي، ردت بعثة الأمن الموقتة للأمم المتحدة على هجوم على بلدة ماريال آشاك شنه نحو 100 مسلح من قبيلة عرب المسيرية، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وخطف 4 أطفال وتدمير 24 منزلاً. وذكر أن بعثة الأممالمتحدة الموقتة في أبيي ردت بسرعة وتمكنت من اعتراض المسلحين أثناء هربهم من ماريال أشاك، وبعد تبادل إطلاق النار اعتقلت قوات الأممالمتحدة 8 مسلحين وبحوزتهم 5 رشاشات كلاشنيكوف وأكثر من 400 طلقة و3 دراجات نارية وأجهزة لاسلكي من نوع موتورولا. وأشار تقرير بان إلى أن ضابطاً لوجستياً ينتمي إلى ميليشيا محلية كان بين المعتقلين ال8، فيما أفاد شاهد بأنه ضابط استخبارات في الجيش السوداني، لافتاً الى أن الخرطوم نفت مشاركة أي من ضباطها في الهجوم، وحملت الجماعة المتمردة مسؤولية الهجوم. وأورد بان في تقريره أن الخرطوم زعمت أن ميليشيا المسيرية كانت ترد على هجوم شنه عناصر من قبيلة دينكا نقوك الأفريقية الذين يحتلون معظم أراضي أبيي، على بلدة الشقاق في 26 شباط (فبراير) الماضي، مشيراً إلى أن هؤلاء المسلحين يتمركزون في ماريال أشاك ويدعمهم جيش جنوب السودان. كذلك نفى مسؤول في وزارة الدفاع السودانية المزاعم التي حملها تقرير بان عن توقيف ضابط سوداني في أبيي، وقال ل «الحياة» إن «القوات السودانية لا تنتشر في المنطقة ولا تدعم أي مليشيات هناك، ومحاولات ربط الخرطوم بالأحداث التي وقعت هناك لا يسنده دليل». كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، من التطورات الأمنية «الخطرة» على الأرض في جنوب السودان. وقال إن «حكومة جنوب السودان والمتمردين بزعامة رياك مشار منخرطان في أعمال قتال عنيفة في مواقع استراتيجية، خصوصاً في ولايتي الوحدة وأعالي النيل. وأعرب بان، في تقريره إلى مجلس الأمن، عن القلق العميق «لأن الطرفين حشدا مجندين جدد، كما وردت تقارير واردة عن استمرار تجنيد الأطفال وخطفهم، ما يثير قلقاً بالغاً». وأضاف: «تظهر هذه التطورات أن الطرفين يريان، على ما يبدو، أن مصالحهما تتحقق على نحو أفضل بتحسين مواقعهما في الميدان من خلال الوسائل العسكرية بدلاً من تقديم تنازلات حقيقية على مائدة المفاوضات». وطالب الأمين العام، الرئيس سلفاكير ميارديت ومشار بوقف كل العمليات العسكرية فوراً، وإطلاق جميع الأطفال المجندين في صفوفهما، والدخول في حوار بنّاء بشأن جميع المسائل العالقة من أجل إنشاء حكومة وحدة وطنية انتقالية». وتابع: «إذا لم يُبد الطرفان رغبة في الصلح، وواصلا إعطاء الأولوية للمواجهة العسكرية، فسيكون على مَن يتحمل المسؤولية عن ذلك أن يواجه العواقب». من جهة أخرى، أعلنت سفارة جنوب السودان في الخرطوم، أن السلطات السودانية رفضت زيارة نائب السفير كاو ناك إلى مخيم اللاجئين الجنوبيين في منطقة جبل أولياء جنوبيالخرطوم، وجددت رفض جوبا ترحيل اللاجئين إلى مخيمات في ولاية النيل الأبيض الحدودية مع دولة الجنوب. وانتقد كاو ناك أمس منعه من قبل الحكومة السودانية من دخول مخيم اللاجئين من بلاده، وقال إن جوبا ستتقدم بشكوى رسمية ضد الخرطوم لدى الأممالمتحدة. وطالب بإطلاق صفة لاجئ على الجنوبيين في السودان «حتى يتم الاعتناء بهم على أكمل وجه من قبل المجتمع الدولي»، مشككاً في قدرة الخرطوم على تقديم المساعدات الإنسانية لأولئك اللاجئين الذين تعاملهم الحكومة السودانية كمواطنين.