طال انتظار قاطني محافظة جدة، للحلول و«اقتلاع» جذور مشكلة «شح المياه»، والتي تتجدد سنوياً، حتى أصبحت معاناة تتطلب «البحث» و«الصبر». بدأ قاطنو جدة أخيراً، جولاتهم للبحث عن «الماء» في كل مكان، بعد محاولات مضنية في الأشياب، إلا أن لحظة «الفرج» قد تستغرق أكثر من يومين أو ثلاثة أيام، ما يدفع بالبعض إلى تطبيق قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» والبحث بطرق ملتوية. وطالبوا من خلال حديثهم ل«الحياة»، أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل بالتدخل الفوري والسريع لحل أزمة المياه واجتثاثها من جذورها، إذ بيّن أحد قاطني حي الصفا ميسر العباسي أنه انتظر لأكثر من 48 ساعة للحصول على صهريج مياه من الشيب بعد محاولات عدة، تبعها الكثير من التعب البدني والنفسي، إذ تبدأ المعاناة بانقطاع المياه عن المنازل، ومحاولة الاتصال على رقم المياه للحصول على صهريج لا يجيب عليه أحد، مضيفاً: «بعدها نتوجه إلى موقع الشيب الذي يصيبك بدهشة، عندما تمر بالقرب منه للازدحام الشديد، فنضطر إلى البقاء حتى يأتي دورنا الذي يستغرق وقتاً طويلاً، وبعدها ننتظر الصهريج بعد يومين». أما عبدالعزيز المطيري أحد ساكني حي النسيم، فوصف وعود شركة المياه بالزائفة، قائلاً: «إن هذه المشكلة تتكرر من دون حل جذري لها، فنحن نسمع بالوعود الزائفة من شركة المياه، ولكن دون جدوى، فعند بداية الأزمة نصطدم بزحمة وطوابير الناس عند الأشياب، وعند سؤال الموظفين عن سبب المشكلة يفيدوننا بأن هناك عطلاً في المولد وهم في طور إصلاحه». وأشار إلى السوق السوداء في الشيب، إذ يقوم بعض السائقين ببيع المياه بسعر باهظ لبعض الزبائن، ليذهب الماء إلى من دفع أكثر متجاوزاً بذلك جميع الأدوار. وأكد مازن الطمثي عدم التزام الأشياب بالأدوار والوقت المحدد، مضيفاً: «بعد مضي 24 ساعة وعند مراجعتنا للسؤال عن دورنا يخبرونك أنه مضى دورك وعليك التقديم من جديد، وهذا دلالة على أن هناك تلاعباً في الأدوار وعدم التقيد بها، إذ يوجد من يستغل هذه المشكلة في الكسب المادي بعيداً عن ظروف الناس». من جهتها، حاولت «الحياة» التواصل مع مسؤولي شركة المياه الوطنية في محافظة جدة للوقوف على هذه الأزمة وأسبابها والحلول المطروحة لإنهائها، إلا أنه تعثر الحصول على معلومات موثقة حول هذا الشأن، على رغم كثرة الاتصالات والرسائل.