افتتح رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونظيره التركي رجب طيب اردوغان أمس مجلس رجال الأعمال السوري التركي في حضور أكثر من 400 رجل أعمال من الجانبين وبالتزامن مع الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي بين البلدين. ووقع البلدان أمس أكثر من 50 اتفاقاً في مجال الصحة والصناعة والزراعة والري والنقل والشرطة والتعليم العالي والبحث العلمي والجمارك والبناء والثقافة والسياحة. وقال عطري في كلمة أمام المجلس: «إن الاتفاقات ستساهم في إيجاد حلول عملية لمشاكل كثيرة تعترض المستثمرين»، ولفت إلى أن «ما نبذله من جهود في هذا المجال سيساهم مساهمة كبيرة في إيجاد الأرضية التشريعية». وأكد أن بلاده تعيد النظر في التشريعات التي تعيق عمليات الاستثمار أمام رجال الأعمال. وحث عطري رجال الأعمال في البلدين على المبادرة «لتوطيد أسس تعاون استراتيجي وثيق يُبنى على البرامج التنفيذية وتوطيد شركة حقيقية بينهم تنطلق من مبدأ التنسيق والتكامل لا من مبدأ المضاربة والتنافس، تعاون يأخذ في الحسبان أهمية المواقع الجغرافية لبلدينا وتطلع ليكون كل منهما معبراً للآخر نحو أسواق البلدان المجاورة». ورحب بالشركات التركية الحكومية والخاصة ورجال الأعمال الأتراك للاستثمار في سورية لا سيما في مجالات النفط والغاز والكهرباء وتوليد الطاقة ومشاريع النقل والري والزراعة وتنمية المناطق الحدودية وتطوير الصناعة، والاستثمار في قطاع المصارف والتأمين والبنية التحتية والسياحة والإسكان والخدمات. وتشير الإحصاءات إلى أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين ارتفع من 350 مليون دولار عام 2004 إلى نحو بليوني دولار هذه السنة، ويأمل الجانبان في أن تصل قيمة التبادل بينهما خلال السنوات القليلة المقبلة إلى خمسة بلايين دولار. وخاطب اردوغان رجال الأعمال قائلاً: «نؤسس اليوم للبنية السليمة في الشرق الأوسط، ويجب علينا أن نوسع هذه القاعدة لتشمل الأردن ولبنان والعراق». وعبّر عن أمله في أن يجلب المنتدى الاقتصادي الرفاه للشعبين في البلدين، لافتاً إلى أن إلغاء تأشيرة الدخول بين سورية وتركيا سيكون له أثر على البلدان الأخرى في المنطقة. وشدد على أن سورية هي بوابة عبور لتركيا إلى منطقة الشرق الأوسط وان تركيا هي بوابة عبور لسورية إلى الغرب. وأفاد بأن بلاده تعمل على حل مشكلة الغاز والمياه والطاقة في سورية.