أفيد أمس باندلاع مواجهات عنيفة قرب دمشق لدى محاولة القوات النظامية إحكام قبضتها على منطقة في الغوطة الشرقية وبقطع آخر طرق الإمداد للمعارضة، في وقت قتل عدد من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مع قوات النظام والمقاتلين الأكراد في شمال شرقي البلاد ووسطها. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «الاشتباكات مستمرة بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في محيط منطقة ميدعا الواقعة عند أطراف الغوطة الشرقية من جهة الضمير، ترافق مع قصف من قبل قوات النظام على أماكن في المنطقة». وكان مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن قال إن «النظام قطع آخر الطرق الرئيسية المؤدية إلى الغوطة الشرقية». وتعد هذه الطريق الذي يمر عبر قرية ميدعا التي سيطر عليها الجيش النظامي الأحد، آخر خطوط الإمداد الرئيسية الذي كان مقاتلو المعارضة يستخدمونها للتزود بالطعام والتعزيزات إلى المناطق التي تحاصرها القوات النظامية» بحسب «المرصد». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة تحكم سيطرتها على بلدة ميدعا والمزارع المحيطة بها في غوطة دمشقالشرقية وتتمكن من إغلاق المعبر الأخير للإرهابيين من دوما باتجاه الضمير بريف دمشق». وأشارت الوكالة إلى أن الجيش النظامي «أوقع أعداداً كبيرة من الإرهابيين قتلى ومصابين وتطارد فلولهم في المنطقة» وعادة ما يستخدم الإعلام الرسمي كلمة «إرهابيين» للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون النظام السوري منذ أكثر من أربعة سنوات. ولم يعد بإمكان مقاتلي المعارضة الاعتماد على الطرق الفرعية «الخطرة» للتزود بالطعام والإمدادات العسكرية، بحسب عبد الرحمن الذي أوضح لوكالة «فرانس برس» «أن الاشتباكات لا تزال جارية في ميدعا بين القوات النظامية و»جيش الإسلام»، أبرز تكتل للمقاتلين في المنطقة. وقال الناطق الرسمي باسم التكتل إسلام علوش أن القوات الموالية للنظام «حاولت الدخول إلى البلدة» إلا أن المقاتلين «نصبوا لهم كميناً». وأضاف عبر الهاتف من تركيا «أن المعارك لا تزال دائرة وقد تستخدم القوات النظامية ميدعا للولوج إلى الغوطة الشرقية». وتضيق القوات النظامية الحصار منذ أكثر من سنتين على الغوطة الشرقية، معقل المعارضة المسلحة. ودارت منذ فجر أمس «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر في محيط تل كردي وأطراف مخيم الوافدين قرب مدينة دوما بالغوطة الشرقية وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، قرب مدينة دوما معقل «جيش الإسلام». كما دارت بعد منتصف ليل السبت- الأحد «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة من جهة أخرى في حي جوبر، فيما تعرضت مناطق بجنوب العاصمة دمشق لقصف من قبل قوات النظام»، بحسب «المرصد» الذي قال إن عنصراً من «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» بزعامة أحمد جبريل قتل في اشتباكات مع عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في مخيم اليرموك جنوب العاصمة. في وسط البلاد، جدد الطيران المروحي قصفه ب «البراميل المتفجرة» على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، ومناطق أخرى في قرية عنكاوي في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت تأكد «مقتل ما لا يقل عن 9 عناصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال كمائن نفذتها قوات النظام ليل أمس قرب منطقة وادي عقارب على طريق عقارب – المبعوجة في الريف الشرقي لسلمية والواقعة في ريف حماة الشرقي»، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» نفذ حد «الردة» على رجلين اثنين بتهمة «العمالة للنظام النصيري» في إشارة إلى النظام السوري، وذلك في مناطق سيطرته بريف حمص الشرقي حيث أطلق النار عليهما مباشرة وسط تجمهر عدد من المواطنين. وكان 74 عنصراً على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين قتلوا في 20 آذار (مارس) الماضي اثر هجمات مستمرة نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» على حواجز وتمركزات لقوات النظام في منطقة الشيخ هلال القريبة من السعن في ريف حماة الشرقي، في محاولة لقطع طريق الإمداد الواصل بين حلب – خناصر في شمال البلاد والسلمية – حماة في الوسط. في شمال غربي البلاد، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها، فيما ألقى الطيران المروحي عدداً من «البراميل المتفجرة» على مناطق في مدينة بنش وقرية سرجة في جبل الزاوية في ريف إدلب، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف والفصائل الإسلامية من طرف آخر في محيط تل معرطبعي قرب منطقة جبل الأربعين جنوب مدينة أريحا وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة وخسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتسعى المعارضة إلى السيطرة على جبل الأربعين لتحسين موقفها الميداني للسيطرة على مدينة أريحا آخر معاقل النظام المدنية ومعسكر المسطومة آخر معاقله العسكرية، بعد سيطرة فصائل إسلامية على مدينتي إدلب وجسر الشغور ومعسر معمل القرميد. في شمال شرقي البلاد، دارت بعد منتصف ليل السبت- الأحد «اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» من جهة أخرى في ريف الحسكة، اثر هجوم للأخير على المنطقة، كما دارت اشتباكات بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في الريف الجنوبي لبلدة تل حميس، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين»، بحسب «المرصد». وكان 4 عناصر على الأقل من قوات النظام قتلوا قبل يومين وأسر آخر على الأقل، خلال هجوم لتنظيم «الدولة الإسلامية» على تمركزات لقوات النظام في ريف تل براك. وقتل عنصران من ريف دير الزور، أحدهما من تنظيم «الدولة الإسلامية» لقي مصرعه في اشتباكات مع «وحدات حماية الشعب الكردي» في ريف الحسكة، والآخر مقاتل في صفوف «جبهة النصرة» خلال اشتباكات في محيط المشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور في محافظة إدلب. وقال «المرصد» أن الطيران الحربي قصف أماكن في منطقة الجفرة القريبة من مطار دير الزور العسكري، في وقت «ارتفع إلى 19 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في حي بمدينة دير الزور وقرية بريفها الشرقي، حيث استشهد رجل وزوجته وابنتهما إضافة ل 4 أطفال و4 مواطنين آخرين، نتيجة لقصف الطيران الحربي لمناطق في قرية حطلة بالريف الشرقي لدير الزور، كما استشهدت سيدة واثنتين من أطفالها الإناث و3 رجال آخرين وطفلة ومواطنة أخرى جراء استهداف الطيران الحربي لمناطق في حي المطار القديم بمدينة دير الزور». وزاد: «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالات خطرة».