برزت عقد جديدة تفاقم أزمة المسألة النووية الإيرانية، اثر تجربة ايران صاروخ «ارض - ارض» يبلغ مداه 2000 كلم ، قادراً على اصابة اهداف في اسرائيل، ومعظم القواعد العسكرية الأميركية في الخليج العربي وبحر العرب، والمحيط الهندي، وجنوب شرقي اوروبا. وتحتوي الترسانة الإيرانية على أنواع أخرى من الصواريخ الباليستية البعيدة المدى. وإيران هي وراء فشل محاولات الأسرة الدولية حلَّ مشكلتها النووية حلاً ديبلوماسياً سلمياً. فهي رفضت تخصيب اليورانيوم في روسيا وفرنسا. وبعد تعب الغرب من مناورات ايران وحيّلها، واقتناعه بأنها تسعى الى تطوير برنامجها النووي، ناقش الكونغرس الأميركي مشروع قانون يعاقب تصدير مشتقات النفط الى ايران. والموقف الأميركي غير مجمع على مشروع قد يسهم في تأليب الإيرانيين على أميركا، وشق الموقف الدولي من ايران. ولا تقف ايران مكتوفة اليدين. فشيّدت ثلاثة مصانع جديدة لتكرير النفط ، وتُعد لبناء 4 مصانع اخرى. وتسهم شركات اجنبية في بناء بعض المصانع، في صدارتها شركات صينية تعد العدة لبناء 7 مصانع لتكرير النفط. وييبلغ حجم الاستثمارات الصينية في المشروع 6.5 بليون دولار. وتريد ايران اغراء روسيا من طريق رفع مستوى التعاون الاقتصادي والسياسي معها. وهي اقترحت على شركة «غاز بروم» الروسية المشاركة في خط غاز «السلام»، بين ايران والهند عبر باكستان. وإيران تعرف ان موسكو تولي الخط اهتمامها. فهو يحول دون وصول الغاز الإيراني الى خط انابيب «نابوكو»، الأوروبي والمنافس للمشروع الروسي. واقترحت طهران على انقرة تولي مد «الخط الفارسي» لنقل الغاز الإيراني الى اوروبا عبر شبكة الأنابيب التركية. وتراهن إيران على تأمين حاجاتها الى منتجات النفط المكرر من الخارج من طرق سرية للالتفاف على العقوبات . ولا يعصى على الفهم رفض الغرب حيازة ايران السلاح النووي. فنظامها معاد للغرب، وهي تسعى في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط الحيوية في ميزان المصالح الغربية الاقتصادية والنفطية والاستراتيجية ، وتتهدد امن المنطقة وبقاء اسرائيل معاً. ويتصدى الغرب للمشكلة النووية الإيرانية، ولا يستثني احتمال اللجوء الى القوة العسكرية، وضرب المنشآت النووية الإيرانية. وأغلب الظن أن تقصف طهران القواعد الأميركية في منطقة الخليج رداً على قصف اسرائيلي - اميركي، وأن تأمر «حماس» و «حزب الله» بتنفيذ عمليات ارهابية - استشهادية. وقد تلجأ طهران الى اغراق سفن في مضيق هرمز تغلق الطريق الى منابع النفط في الخليج. فترتفع أسعار النفط. والحق أن تحفظ روسيا عن سياسة ايران، وحجبها المعلومات المتعلقة بخططها النووية عن موسكو، في محله. وكانت روسيا تتولى الدفاع عن طهران امام الأسرة الدولية. وتستعد موسكو لإعادة النظر في العلاقات هذه. وإذا اندلعت حرب على ايران، فلن تؤيد موسكوطهران عسكرياً او سياسياً او اقتصادياً. وأغلب الظن أن تلتزم موقفاً مشابهاً لموقفها في حرب العراق. ويومها، انتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، «العدوان الأميركي»، ثم تمنى للأميركيين « الفوز والنصر». * صحافي، عن «روسيسكيا غازيتا» الروسية، 17/12/2009، إعداد علي ماجد