واصلت طائرات التحالف أمس استهداف مواقع الحوثيين والمعسكرات الموالية لها وقصف خطوطها المتقدمة وقطع طرق الإمداد عنها في مختلف المحافظات اليمنية ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحي، في وقت استمرت المواجهات العنيفة على الأرض في عدن وتعز ومأرب في ظل أنباء عن تقدم ملحوظ لمسلحي المقاومة من رجال القبائل وعناصر «الحراك الجنوبي» وأنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي في الجبهات الثلاث. وجددت مقاتلات التحالف أمس قصف مطار صنعاء لمنع أي طائرات إيرانية تحاول كسر الحظر المفروض على الأجواء اليمنية وذلك بعدما أصلح الحوثيون مدرج الهبوط كما واصلت قصف مواقع مفترضة للجماعة بمحاذاة الحدود الشمالية الغربية مع السعودية. وفي ظل هذه التطورات بث مسلحون تابعون ل «تنظيم الدولة» (داعش) تسجيلاً توثيقياً لقتلهم الشهر الماضي 15 جندياً يمنياً في محافظة شبوة أربعة منهم ذبحاً والبقية بإطلاق الرصاص على رؤوسهم وهي العملية الثانية التي أعلن «داعش» تبنيه لها بعد العمليات الانتحارية المتزامنة التي كانت استهدفت قبل أسابيع مسجدين بصنعاء وأوقعت أكثر من 500 شخص بين قتيل وجريح. وأكد شهود ومصادر طبية في عدن وتعز أن طيران التحالف شن أمس غارات هي الأعنف على مواقع الحوثيين ما أدى إلى قتل أكثر من 100 مسلح، بالتزامن مع غارات ضربت في صنعاء مدرجات المطار وقاعدة الديلمي الجوية ومعسكر قوات النجدة شمال العاصمة ومواقع عسكرية في فج عطان وجبل عيبان غربها. وطاولت إحدى الغارات التي كانت تستهدف موقعاً للحوثيين حياً سكنياً في منطقة سعوان شرق العاصمة ما أدى إلى هدم خمسة منازل ومقتل 19 شخصاً وإصابة 43 معظمهم من المدنيين بحسب مصادر طبية وشهود شاركوا في عملية الإنقاذ. وامتدت الغارات إلى مدينة حرض الحدودية (شمال غرب) ودمرت مبنى يقع فيه مقر للحوثيين وفندقاً مجاوراً، ورافقها قصف بالمروحيات والمدفعية السعودية على جبل النار، كما طاولت موقعاً للجماعة في مديرية دمنة خدير التابعة لمحافظة تعز (جنوب غرب) ما أدى إلى قتل وجرح العشرات طبقاً لمصادر المقاومة المسلحة المناهضة للحوثيين. واستهدف الطيران في عدن مواقع يتمركز فيها المسلحون الحوثيون في مناطق دار سعد والممدارة وخور مكسر والمعلا ورأس عمران وجزيرة العمال وأطراف كريتر، مع احتدام المعارك بين مسلحي «الحراك الجنوبي» وأنصار هادي من جهة ومليشيا الحوثيين المدعومة بقوات الجيش الموالي لها في خور مكسر وفي مدخل مديرية التواهي في منطقة حجيف حيث يحاول الحوثيون السيطرة عليها. وذكرت المصادر أن 11 شخصاً من المقاومة الجنوبية على الأقل قتلوا في مقابل 50 حوثياً على الأقل سقطوا جراء الاشتباكات والقصف الجوي لطيران التحالف الذي امتد على طول الطريق بين عدن ولحج وتعز وحال دون وصول تعزيزات الحوثيين القادمة من أبين (شرق عدن). كما ضربت المقاتلات خطوط الإمداد باتجاه مأربوالجوف. وقال شهود إن الغارات استهدفت مواقع وتجمعات حوثية في مناطق وادي القدير، والندر، شرق موقع الصفراء في محافظة الجوف المجاورة لمأرب غرباً، ما أدى إلى مقتل عشرة حوثيين على الأقل إلى جانب تدمير آليات ومدرعات وخزانات للوقود كما امتد القصف إلى موقع الحريشا في منطقة الجدعان شمال مأرب. وأفادت مصادر المقاومة المسلحة في تعز بأن عناصرها المدعومين بعسكريين موالين لهادي استعادوا مواقع في المدينة من قبضة الحوثيين، في ظل اشتباكات وقصف متبادل في أحياء الروضة وحوض الأشراف وكلابة بواسطة الدبابات والأسلحة المتوسطة، وأضافت أن الحوثيين يواصلون القصف بعشوائية ويجبرون الأهالي على السماح لقناصتهم بالتمركز فوق سطوح منازلهم. وتشهد معظم مدن وقرى اليمن أوضاعاً إنسانية بالغة الخطورة جراء الحرب والقصف الجوي وتردي الخدمات الصحية وتوقف الدراسة وانقطاع الكهرياء العمومية وصعوبة التنقل والنزوح إلى مناطق آمنة بسبب عدم توافر الوقود. وبدأ مبعوث الأممالمتحدة الجديد الى اليمن اسماعيل ولد شيخ مهامه الجمعة بزيارة الى واشنطن على أن يبدأ لقاءاته في نيويورك مع أعضاء مجلس الأمن الإثنين. من المقرر أن يجتمع في اليوم نفسه مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي. أكد تقرير للجنة العقوبات على إيران في مجلس الأمن أنها انتهكت قرارات المجلس ونظام العقوبات المفروضة عليها من خلال نقل الأسلحة الى اليمن والعراق ودول أخرى في المنطقة، وأن تاريخ مدها الحوثيين بالأسلحة يعود الى العام 2009. ووزعت اللجنة تقريرها الدوري على أعضاء مجلس الأمن وأكدت فيه أن سفينة جيهان التي أوقفت عام 2013 وتبين أنها تنقل أسلحة الى اليمن «اندرجت في سياق من نقل الأسلحة الى هذا البلد بحراً بدأ عام 2009». واضافت أن «تحليل المعلومات يدل على أن إيران هي مصدر الأسلحة وأن الحوثيين هم من تلقاها، وأحيانا غيرهم في دول أخرى» وأن «الدعم الإيراني العسكري للحوثيين بدأ منذ خمس سنوات». وبالنسبة الى العراق أبلغت اللجنة مجلس الأمن أن رئيس حكومة كردستان في العراق مسعود البرزاني قال في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في آب (أغسطس) الماضي إن إيران «كانت أول من لبى» الطلبات العراقية بالأسلحة في مواجهة تنظيم داعش. وأشارت اللجنة الى «تقارير عن نقل إيران صواريخ مشابهة لصواريخ فجر وفاتح الى العراق وهي إن كانت صحيحة فإن إيران فيما تعمل على المساعدة في القتال ضد داعش فإنها تنقل أسلحة متطورة الى المنطقة».