أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس عن اتفاق مع قطر لبيعها 24 طائرة حربية من طراز «رافال» بقيمة 6.3 بليون يورو، مشيرة إلى أن الرئيس فرنسوا هولاند سيتوجه الإثنين المقبل إلى الدوحة لحضور مراسم توقيع العقد والاجتماع بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على أن ينتقل إلى الرياض بعد الظهر لحضور القمة الخليجية الاستثنائية كضيف شرف. ورأت مصادر فرنسية أن عقد ال «رافال» مع قطر يأتي في إطار التعاون الاستراتيجي ويكرس الشراكة بين باريسوالدوحة، مشيرة إلى أنه يتضمن أيضاً أسلحة للطائرات إضافة إلى التدريب، وأن الاتفاق النهائي في شأن العقد سلمه أمير قطر لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، خلال زيارة سرية قام بها إلى الدوحة في 21 نيسان (أبريل) الماضي، وكانت الزيارة السرية العاشرة له إلى قطر منذ عام 2012، علماً أن لودريان كان يفاوض على عقد مع نظيره القطري اللواء الركن حمد بن علي العطية منذ آذار (مارس) 2014. ووصفت مصادر الرئاسة الفرنسية زيارة هولاند قطر والسعودية بأنها «مهمة جداً وتكرس استمرارية التعاون الوثيق بين فرنسا ودول الخليج»، واعتبرت أن مشاركة فرنسا في قمة مجلس التعاون في الرياض «استثنائية» كونها الأولى لرئيس أجنبي في قمة استثنائية لمجلس التعاون، ما يشير إلى عمق العلاقة السياسية والاستراتيجية بين فرنسا والدول الست. ورأت أن لفرنسا شراكة وثيقة مع السعودية، وكانت استقبلت الملك سلمان بن عبدالعزيز في أيلول (سبتمبر) الماضي وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كما سبق لولي العهد الأمير محمد بن نايف أن زار فرنسا والتقى كبار المسؤولين فيها. ورأت المصادر أن مشاركة هولاند في القمة الخليجية تعبر عن تقدير لسياسة فرنسا في شأن المواضيع الإقليمية التي تشغل هذه الدول، وتتمثل في إيران وسورية ومكافحة «داعش». ولفتت إلى أن هذه المشاركة تأتي في مرحلة بالغة الأهمية، إذ من المحتمل حدوث تغييرات في المنطقة في حال تم الاتفاق بين الدول الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) وإيران نهاية حزيران (يونيو) المقبل قد يغير المعطيات في المنطقة. إلى ذلك قال مصدر ديبلوماسي عربي ل «الحياة» أن مشاركة هولاند في قمة الرياض «أمر إيجابي وجيد، وجاءت بمبادرة سعودية». وأضاف أن دول الخليج «ترى استمرارية في السياسة الفرنسية الخارجية، وأن دورها في هذه الفترة أكبر من الدور البريطاني. وأن الجميع يدرك أن فرنسا ليست الولاياتالمتحدة لكن لها دوراً دولياً جيداً، وموقفها من قضايا المنطقة ليس ملتبساً». وأوضح المصدر أنه خلال المفاوضات بين الدول الست وإيران في شأن البرنامج النووي «اتخذت فرنسا موقف الصقور». وأشار إلى استياء باريس حين أخرج وزير الخارجية الأميركي جون كيري وزراء الدول الخمس الأخرى من المفاوضات، وأبقى المفاوضات منفردة مع نظيره الإيراني جواد ظريف. كما نوّه المصدر بالدعم الفرنسي للبنان وجيشه ولمصر وموقفها إزاء ليبيا، معتبراً أن هذه المواقف الفرنسية أفضل من المواقف الأوروبية. وخلص إلى أنه «إذا تمكنا من تكريس تعزيز العلاقة الفرنسية مع مجلس التعاون الخليجي خلال هذه القمة فسيكون ذلك أمراً إيجابياً، إذ إن سياستها الخارجية ليست حزبية، بل وطنية».