ال29 من نيسان (أبريل) 2015، يومٌ يسجّله التاريخ في ذاكرة السعوديين، لكونه شهد بداية عهد جديد للمملكة العربية السعودية، عنوانه الحيوية والحماسة الممتزجة بالاعتدال والإدراك، وتدشين عهد جديد لبيت الحكم السعودي بعد وصول أول أحفاد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود إلى ولاية العهد التي كانت طوال العقود الثمانية الماضية، مقتصرة على الأبناء. هكذا رسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خريطة طريق انتقال السُلطة، بعدما أصدر أوامره السامية بالبدء في تعزيز وجود الجيل الثاني من الأسرة الحاكمة في المناصب القيادية للدولة على مستوى ولاية العهد، ليصبح الملك سلمان هو الملك الأخير من أبناء المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن. الملك سلمان الذي تولّى مقاليد الحكم في ال23 من كانون الثاني (يناير) 2015، يعدّ الملك السادس من أبناء الملك عبدالعزيز، والسابع على مستوى السعودية منذ توحيدها، استشعر ضرورة تعزيز دور الشباب في صناعة عهد حديث يساير العصر بمختلف تطوراته وأشكال تقدّمه، إذ تم اختيار وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد، واختيار وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، ليصبحا بذلك أول أحفاد المؤسس الذين يتقلدون أحد المناصب الرئيسة الثلاثة على مستوى الدولة. الأمران الملكيان حظيا بحفاوة وتأييد شعبي على نطاق واسع، ظهر بارزاً من خلال توافد المواطنين على قصر الحكم في الرياض للمبايعة، إضافة إلى ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعي من تفاعل عبر الكثير من روادها، اعتبروا من خلال آلاف المشاركات التي أمطروها بعد صدور الأوامر الملكية أن ذلك يأتي امتداداً لقرارات حكيمة، تستهدف حاضر الوطن ومستقبله وتُبرز ملامح إيجابية تمتد إلى مجالات تنموية متنوعة، مبيّنين أنها خطوة في الطريق الصحيح وستتضح ثمارها قريباً. ويحمل ولي العهد الأمير محمد بن نايف تجربة حافلة في حقول القطاعات الأمنية من خلال عمله مساعداً لوزير الداخلية ثم وزيراً لها، ثم اختياره ولياً لولي العهد، حتى جاء اختياره أمس ليصبح ولياً للعهد إضافة لعمله وزيراً للداخلية، فيما تمكّن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من إثبات إمكاناته عبر ما تقلّده من مناصب، لاسيما عند تعيينه وزيراً للدفاع وتوليه الإشراف على عمليات «عاصفة الحزم» التي تهدف إلى حفظ أمن واستقرار دولة اليمن.