«المملكة العربية السعودية» في ليلة من لياليها غيرت أدوار خريطة الحكم، برحيل قائد الأمتين العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله -، لتواجه عصراً وقيادة وأدواراً جديدة، امتداداً لما مضى وتطلعاً إلى المستقبل، باجتماع ثلاثة أجيال في سلسة الحكم السعودي للمرة الأولى في تاريخها. ويقف الملك سلمان بن عبدالعزيز من الجيل الأول من أبناء المؤسس حالياً، وولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز - أصغر الأبناء - والذي يمثل الجيل الثاني، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز من جيل «الأحفاد» والذي من خلاله ينتقل الحكم من جيل الأبناء، ويصبح بذلك أول حفيد للملك عبدالعزيز مرشح لتولي منصب الحكم مستقبلاً، لمبايعة الشعب السعودي في صورة تكاملية رغم اختلاف الأجيال، والذي سيخدم المملكة إيجابياً في خططها المستقبلية. وجود ثلاثة أجيال في سلسلة الحكم السعودي سيؤثر على مستقبل المملكة من حيث كفاءاتها التي ستكون في شدة الحكم، كما أكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، الدكتور أنور عشقي خلال حديثه إلى «الحياة»، معتبراً ذلك من متطلبات العصر، خصوصاً أن العالم أصبح قرية واحدة، وتقارب التواصل مع جميع الفئات في داخل السعودية وخارجها. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تميزت خلال الفترة الحالية بأن الحكم انتقل من الأبناء إلى الأحفاد وهو الأمير محمد بن نايف، قائلاً: «إن هذه لها دلالة معينة، وهي أنه من بعد اليوم لا يمكن لأي شخص أن يتقلد السلطة إلا إذا كان قادراً وقام بعمل أجاد فيه، والأمير محمد بن نايف أجاد في عمله وأبرع في قدراته». وبيّن الدكتور العشقي أن العملية الانتقالية في الحكم السعودي تحولت إلى هذا المفهوم كونها تعتمد على الكفاءة والتجربة والخدمة في المجال الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، مضيفاً: «الملك سلمان بن عبدالعزيز أراد أن يضع نظاماً للسلطة كما وضع الملك فهد سابقاً نظاماً للحكم، لذلك المملكة تعتمد على أنواع التنظيم وليس على الشخص». تعيين الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد يضع جيلاً جديداً على طريق السلطة، إذ أجمع الخبراء في الشؤون السياسية أن ما يميز شخصية محمد بن نايف من قوّة ومن هدوء، فضلاً عن إمساكه للملف الأمني بالغ الأهمية يجعل منه «مشروع ملك» ناجحاً مستقبلاً، ويعطي الثقة في قدرة الجيل الجديد على تولي أكبر المسؤوليات في المملكة، معتبرين منصبه الجديد أهم تغير في تاريخ المملكة العربية السعودية.