واشنطن، إسلام آباد - يو بي أي - نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين وباكستانيين امس، أن المتمردين الذين يتخذون من مناطق القبائل (شمال غرب) ملاذاً لهم بدأوا في انشاء خلايا صغيرة وشنّ هجمات وسط البلاد، في رد فعل عكسي على النجاح النسبي الذي حققته الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار والقوات البرية الحكومية على هذه المناطق. وزاد انتشار المقاتلين في مختلف انحاء باكستان التحديات التي تواجهها أجهزة الاستخبارات الأميركية والمحلية، على صعيد ملاحقة مجموعة كبيرة من المقاتلين يختبئون في مدن كبرى ويصعب تمييزهم عن السكان. وقال محمد أمير رانا، مدير المعهد الباكستاني للدراسات السلمية: «نشر طالبان شبكتها وبنيتها. ويسهل على كثير من عناصرها أن يختبئوا في البنجاب أو كراتشي»، في وقت لا تستطيع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي اي) حالياً توسيع نطاق هجماتها لتشمل مناطق أوسع في باكستان بسبب اصرار الحكومة على حصر الغارات في مناطق القبائل، لكن واشنطن حذرت إسلام آباد اخيراً من أنها ستوسع نطاق هجماتها في حال لم تعزز الحكومة الباكستانية جهودها لمحاربة المتمردين، ما قد تصعّد التوتر بين الدولتين، ويعرقل التعاون العسكري بينهما. ويشتكي المسؤولون الباكستانيون من أن الولاياتالمتحدة تكتفي بتوجيه الضربات إلى قادة في «طالبان» وتنظيم «القاعدة» الذين يشكلون خطراً على قواتها في افغانستان، ولا تلاحق المتمردين الذين يشنون هجمات داخل باكستان. ويعترف خبراء في شؤون الإرهاب بأن تحديد الأهداف بات مهمة صعبة بعدما حسَّن المقاتلون تكتيكاتهم وأمنهم، وباتوا يعدمون أي متهم بالتجسس عليهم، علماً ان أسواق مدينة بيشاور (شمال غرب) مليئة بأقراص مدمجة لمشاهد قطع رؤوس الجواسيس. كما دمر المقاتلون ابراج اتصالات وتوقفوا عن التكلم عبر الهاتف وباتوا لا يتحركون إلا في الليل. في غضون ذلك، قتل مسلحان استقلا دراجة نارية بالرصاص 3 شرطيين على الأقل احدهم قائد الشرطة حبيب الله في منطقة كويتا القبلية، فيما اوقفت الشرطة قائداً في صفوف المتمردين يدعى زهيدالرحمن لدى محاولته مغادرة البلاد عبر مطار بيشاور. واعلن الجيش العثور على جثث 13 متمرداً في مقبرة بمنطقة درا آدم خيل قرب كوهات، مشيراً الى ان أشخاصاً مجهولين قتلوهم ليلاً. وارتفع الى 15 عدد قتلى التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجداً في تايميرغارا بإقليم دير السفلى (شمال غرب) اول من امس.