تواصلت العمليات العسكرية على المرتفعات الجبلية في محافظة القصرين غرب تونس لليوم الخامس على التوالي أمس، حيث يلاحق الجيش عناصر موالية لتنظيم «القاعدة»، في حين رفض رئيس حركة «النهضة» الإسلامية راشد الغنوشي حرمان الرئيس السابق زين العابدين بن علي من جواز سفره. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي أن عملية «جبل السلوم» في محافظة القصرين قرب الحدود التونسية - الجزائرية لا تزال متواصلة على اعتبار أن بعض العناصر المسلحة متحصنة في الجبل والجبال القريبة. وشدد الوسلاتي على أن الحصيلة التي قدمتها وزارة الدفاع، حصيلة موقتة إلى حين انتهاء العمليات العسكرية. وكانت وزارة الدفاع أعلنت مقتل 3 عسكريين وأكثر من 10 عناصر مسلحة موالية لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في عملية عسكرية واسعة انطلقت منذ الأربعاء الماضي. وفي سياق متصل، تمكنت وحدات الجيش التونسي من صد هجوم في جبل «المغيلة» (بين محافظتَي القصرين وسيدي بوزيد) من دون تسجيل أي اصابات في صفوف الجيش والمسلحين، في عملية رأى مراقبون أنها تهدف إلى فك العزلة عن المسلحين المحاصرين في جبل السلوم. وتعتبر منطقة جبل «السلوم» من أكثر المناطق التي تتحرك فيها المجموعات المسلحة الموالية للقاعدة، وتعرضت وحدات الجيش ووحدات الدرك إلى كمائن وهجمات مباغتة في جبل «السلوم» و»الشعانبي» و»المغيلة» و»سمامة» أسفرت عن مقتل عشرات الأمنيين والعسكريين. وتشنّ السلطات التونسية حملة اعتقالات واسعة في صفوف المحسوبين على التيار السلفي الجهادي، ما أدى إلى اعتقال العشرات في تهم تتعلق بتسفير الشباب للقتال في سورية وحيازة أسلحة وأعيرة نارية وتقديم الدعم اللوجستي والمعنوي لمجموعات مسلحة. في سياق آخر، رفض الغنوشي حرمان بن علي وعائلته من جواز السفر التونسي، معتبراً أن «ما ارتكبه المخلوع من جرائم شأن قضائي، وتونس اليوم بحاجة إلى العفو والتسامح ودفن أحقاد الماضي». وقال الغنوشي في خطاب أمام أنصاره في محافظة بنزرت شمال البلاد أول من أمس، إن «بن علي وأفراد عائلته من حقهم الحصول على جواز سفر حتى لا يعيشوا مطارَدين وجواز السفر حق يكفله الدستور لكل تونسي وهو ليس منّة من الدولة وشأنه شأن بطاقة الهوية». وجاءت تصريحات الغنوشي في سياق تناولت فيه أطراف سياسية واعلامية موضوع المصالحة الوطنية التي اقترحها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي منذ أسابيع، والتي تباينت وجهات النظر في شأنه بين مَن يعتبر أنها ضرورية لطي صفحة الماضي ومَن يعتبر أنها مقدمة لعودة كل رموز النظام السابق إلى الساحة من دون محاسبة. وقال الزعيم الاسلامي راشد الغنوشي: «نحن (قيادات حركة النهضة) عشنا 20 سنة مطاردين من غير جواز سفر وكنت أتنقل بجواز سفر دولي وكان يتم توقيفي في المطارات ولا أريد أن يعيش غيري هكذا اليوم»، موضحاً أن «بلاده تحتاج إلى مصالحة فعلية وأن تتخلص من أحقادها وتتجه نحو المستقبل».