أعرب مجلس الوزراء السعودي عن أمله في أن يبقى اليمن موحداً بعيداً عن التنازع والفرقة. وأوضح وزير الثقافة والإعلام عادل الطريفي «أن مجلس الوزراء استعرض مستجدات الأحداث وتطوراتها إثر انتهاء عملية عاصفة الحزم بعدما حققت أهدافها وبدء عملية إعادة الأمل وما تضمنته من أهداف تؤكد حرص دول التحالف على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة». (للمزيد) وواصلت طائرات قوات التحالف العربي أمس، ضرب مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح في محافظات عدة، في حين شهد اليمن معارك كرّ وفرّ على الأرض، يخوضها مسلحو المقاومة ورجال القبائل ووحدات الجيش الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في عدن وتعز ومأرب وأبين وشبوة والضالع ولحج. في الوقت ذاته، بدأت الجماعة نشر نقاط تفتيش ومدرّعات ودبابات في شوارع صنعاء، في ما يُعتَقد أنه مؤشر إلى الاستعداد لقمع أي مقاومة مؤيدة لهادي في العاصمة. واستهدفت غارات التحالف مواقع للحوثيين لوقف زحفهم إلى مدينة مأرب، كما قُصِفت مواقع لهم متاخمة للحدود السعودية. وأفادت مصادر محلية وطبية، بأن أكثر من 30 مدنياً سقطوا خلال القصف المتبادل وسط الأحياء السكنية في مدينة تعز (جنوب غرب)، فيما توقعت المؤسسة اليمنية للاتصالات رسمياً، أن يتوقف في غضون الأيام القليلة المقبلة كل خدمات الاتصال السلكي واللاسلكي في البلد، بسبب نفاد مخزون المؤسسة من الوقود. وقصفت طائرات قوات التحالف المشاركة في عملية «إعادة الأمل» معسكر اللواء العاشر في الحرس الجمهوري في مدينة باجل التابعة لمحافظة الحديدة (غرب)، كما قصفت مواقع للحوثيين ومخازن أسلحة في عطان والنهدين ونقم، ومقر قيادة ما كان يسمى «الفرقة الأولى المدرّعة». وطاول القصف المدفعي والجوي مواقع متاخمة للحدود السعودية في صعدة وحجة، وقال شهود ل «الحياة» إن القوات السعودية قصفت مواقع للحوثيين في نطاق مديريتي حرض وميدي (شمال غرب)، وذلك في مناطق الشريفية والخضراء والمخازن. وأغارت طائرات التحالف في صعدة على مناطق «العمشية ودخشف والعقلة التابعة لمديرية الصفراء، وآل عمار والمجزعة في وادي آل أبو جبارة التابعة لمديرية كتاف». وواصلت ضرباتها في مأرب مستهدفة المواقع المتقدمة للحوثيين الذين يزحفون على بعد كيلومترات من مدينة مأرب غرباً، لتطويقها من جهتين، في ظل مقاومة شرسة يبديها مسلحو القبائل وقوات مقر المنطقة العسكرية الثالثة التي تتمركز في المدينة. واستهدفت الغارات مواقع لقوات علي صالح والحوثيين قرب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، وامتدت إلى محافظة الضالع حيث قصفت مواقع تابعة للواء المدرع 33 وتجمعات حوثية في قعطبة. وزوّد طيران التحالف أنصار «الحراك الجنوبي» والمسلحين الموالين لهادي كميات من الأسلحة عبر الإنزال المظلي. مصادر في المقاومة الموالية لهادي في عدن ذكرت أن إحدى الغارات أصابت خطأ حياً سكنياً في حي القطيع بمديرية كريتر. واستهدف الطيران مواقع أخرى للحوثيين بالتزامن مع هجمات عنيفة شنّها مسلحو المقاومة على مواقعهم في مديرية دار سعد وخور مكسر. وفي تعز، قالت مصادر طبية ل «الحياة» إن 30 شخصاً قُتِلوا معظمهم مدنيون، خلال القصف العنيف المتبادل داخل الأحياء السكنية بين ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لها من جهة، وبين ميليشيا موالية لحزب «الإصلاح» تساندها قوات من اللواء المدرع 35 الموالي لهادي. وفي حين تشهد مدينة تعز ذات الكثافة السكانية الأعلى في اليمن موجة نزوح واسعة إلى القرى، مع احتدام المواجهات المسلحة، في ظل ظروف إنسانية قاسية، وصعوبة في التنقل جراء عدم توافر المشتقات النفطية، أكد مسلحو المقاومة المناهضون للحوثيين، أنهم سيطروا على أكثر من ثمانين في المئة من المدينة، وتمكنوا من قطع الإمداد عن الحوثيين. ونفى حزب «المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه علي صالح، أن يكون طرفاً في المواجهات المحتدمة في المدينة، وقال قيادي محلي في الحزب أمس، إن مقره الرئيس في المدينة يتعرض لإطلاق نار من ميليشيا حزب «الإصلاح»، نافياً أن يكون في المقر أي سلاح أو عناصر حوثية. وتخشى الجماعة مواجهة مقاومة مسلحة في صنعاء، لذلك شرعت في استحداث نقاط تفتيش، ونشرت مدرّعات ودبابات في بعض الشوارع الرئيسة، بخاصة في الأجزاء الغربية والجنوبية من العاصمة، مع تزايد شكوكها في نيات علي صالح، الذي يعاني حزبه من انشقاق قيادات أعلنت ولاءها للرئيس هادي. وجدد الناطق باسم الحزب عبده الجندي في تصريحات، نفي أي علاقة للرئيس السابق بقيادة الجيش والأمن، مؤكداً أن علي صالح لا يملك قرار السلم والحرب، وأن جماعة الحوثيين وحدها هي التي تسيطر على السلطة وقوات الجيش والأمن، بحكم سلطة الأمر الواقع و «شرعيتها الثورية» ضد سلطات هادي. واعلن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ان وزراء خارجية المجلس سيعلتقون الخميس في قاعدة الرياض الجوية للبحث في المستجدات. وقال إن «الاجتماع تحضيري للقاء التشاوري الخامس عشر للقادة المقرر عقده في الرياض في الخامس من ايار (مايو) المقبل». وأضاف أن «الوزراء سيتدارسون عدداً من المواضيع الحيوية لمسيرة مجلس التعاون، وتطورات الأوضاع في المنطقة بما فيها الأزمة» في اليمن. وفي عدن أعلن مجلس المقاومة الشعبية تشكيل مجلس قيادة في محافظة عدن، لتنظيم المقاومة والتنسيق على الأرض مع قيادة التحالف، لدحر الانقلاب الحوثي وقوات صالح. وأكد المجلس في بيان دعمه شرعية الرئيس هادي، وعمليات التحالف، محدداً سلسلة من الأهداف. واتفق المجتمعون على تكليف نايف صالح البكري رئيساً للمجلس، وهاني علي بن بريك نائباً للرئيس، كما كلف علي الأحمدي ناطقاً رسمياً باسم القيادة الموحدة. وذكر أمس أن السلطات السعودية منعت في الأيام الأخيرة حوالى 200 مواطن من السفر إلى اليمن عبر المنافذ البرية في قطاعي جازان ونجران. وأكدت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن منفذي الطوال والوديعة الحدوديين (جنوب السعودية) منعا خلال الأيام القليلة الماضية مواطنين سعوديين من السفر إلى اليمن لدواعٍ مختلفة. وحظرت السلطات السعودية السفر إلى اليمن لدواعٍ أمنية تتعلق بسلامة المواطنين، وخشية تعرضهم للأذى من الميليشيات الحوثية، التي تواجه منذ قرابة الشهر قصفاً يومياً من قوات التحالف التي تقودها السعودية. بينما جددت السفارة السعودية لدى اليمن أول من أمس تحذيرها للمواطنين السعوديين من السفر إلى اليمن، نتيجة الأوضاع الأمنية المضطربة التي يمر بها. وفي نيويورك قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه سيبحث مع نظيره الايراني في الأزمة اليمنية وحض «الجميع على القيام بما عليهم» لتخفيف العنف وتشجيع المفاوضات. وأضاف «مستقبل اليمن يجب أن يقرره اليمنيون وليس الاطراف الخارجية والوكلاء».