مني النظام السوري بضربة جديدة موجعة أمس في محافظة إدلب، بعدما سيطر «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية، على معسكر القرميد، لينجح بذلك في طرد الجيش الحكومي من كل المحافظة باستثناء جيوب قليلة محاصرة. وتزامنت النكسة الجديدة في إدلب مع إعلان معارضين تمكنهم من قطع طريق أساس لإمداد القوات النظامية في سهل الغاب في الريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة. (للمزيد) وتأتي انتكاسات النظام في وقت قالت مصادر عربية مطلعة ل «الحياة» في باريس، إن الرياض تُعدّ لعقد اجتماع موسع للمعارضة السورية مطلع أيار (مايو) المقبل، قبل بدء مشاورات موفد الأممالمتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جنيف حول الموضوع السوري. وقالت المصادر إن لقاءات ستعقد في باريس هذه الأسبوع بين ممثلي «هيئة التنسيق» ومسؤولين غربيين، في وقت ستجرى اجتماعات تشاورية بين مسؤولين فرنسيين وبريطانيين وأميركيين معنيين بالملف السوري. ومن المتوقع أيضاً أن يلتقي رئيس «الائتلاف» المعارض خالد خوجة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن هذا الأسبوع. واتصلت «الحياة» بخوجة هاتفياً لسؤاله عن اجتماع الرياض، فقال إن «السعودية هي أكبر دعم للائتلاف، وسقف السعودية بالنسبة إلى الحل السوري هو سقف الائتلاف». وتابع أن اجتماع الرياض سيبحث في «إيجاد موقف مشترك للمعارضة من عملية الانتقال في الحكم»، مشيراً إلى «أن السقف السياسي للائتلاف واضح جداً: لا يريد الائتلاف أي دور لبشار الأسد ولا لمنظومته الأمنية في العملية السياسية». وتحدث عن «موقف خليجي قوي داعم للقضية السورية وللشعب السوري والمعارضة والائتلاف، والتقارب السعودي- التركي يعزز التسارع الجديد للثورة، ما يعطينا ثقة أكبر بأن هناك محوراً جديداً يتشكل». ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مقاتلي جيش الفتح المكوّن من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وجند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش السنة وفيلق الشام ولواء الحق وأجناد الشام، سيطر فجر اليوم (أمس) على معسكر القرميد، أحد أهم المعاقل المتبقية لقوات النظام في محافظة إدلب». أما في محافظة حماة، فقد ذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة، أن «الثوار تمكنوا مساء الأحد من قطع طريق مؤازرة قوات الأسد الوحيد باتجاه قرى سهل الغاب». وفي واشنطن، أكدت مصادر متطابقة ل «الحياة»، أن القنصل الأميركي العام في القدس مايكل راتني هو الاسم الأكثر ترجيحاً لتولي منصب مبعوث الإدارة الأميركية إلى سورية بعد خروج دانيال روبنستين، الذي سيتم تعيينه سفيراً في تونس. وقالت المصادر إن راتني، وهو من الوجوه المعروفة في مكتب الشرق الأدنى ولديه رصيد طويل في السلك الديبلوماسي من سفارات بغداد وبيروت والدوحة، يتصدر الأسماء لتولي المنصب، متوقعة قراراً بهذا الشأن قريباً. غير أن تعيين راتني سيعكس أيضاً رغبة في إبقاء هذا المنصب في إطار مكتب الشرق الأدنى وحصر مهمات المبعوث بالتواصل مع المعارضة. في غضون ذلك. كشفت معلومات حصلت عليها «الحياة»، عن أن نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتمع بالمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان أخيراً في واشنطن، حيث تم بحث «إمكان إقناع إيران بحل في سورية». غير أن فيلتمان، وفق المصادر نفسها، شكك في فرص حدوث هذا الأمر قريباً.