قدر الخبير الزراعي المهندس محمد البخاري حجم المياه الملوثة في بحيرة المسك، ب50 مليون متر مكعب. ولفت في حديثه ل«الحياة» أن الأخطر من تلوث المياه احتواؤها على العناصر الكيماوية الثقيلة، مثل الزئبق والكوديوم والكروم، «وهذه المعادن كما هو معروف تتسبب في إصابة الفرد بالأورام السرطانية، وتضر بالمواطنين في حال قيام الأمانة بتحويل تلك البحيرة إلى متنزهات وحدائق ترفيهية كما أعلنت من قبل». وحذر من خطورة ما تفكر فيه أمانة جدة من استخدام رواسب البحيرة (الحمأة)، كسماد عند البدء في زراعة المنطقة، لأن ذلك سيضاعف الأضرار بحسب البخاري، الذي أشار إلى أن استخدام المياه الخارجة من هذه البحيرة سيتسبب في مشكلات كبرى، «فالمياه ملوثة بالعناصر الثقيلة، ومن ثم سيتم استنشاقها من زوار الحدائق، ما سيؤدي إلى ظهور حالات مريضة بين المواطنين». يؤكد الخبير البخاري أن وجود بحيرة في هذا المكان يشكل خطورة كبيرة على مدينة جدة، محدداً تلك الخطورة بتسرب المياه بكميات كبيرة من البحيرة نتجه لتواجدها في منطقة صخرية، إضافة إلى إحاطتها بسدود ترابية لا تمنع تسرب الماء منها. وقال: «عندما قررت الأمانة وضع البحيرة في مكانها الحالي، لم تعمل على دراسة قاع البحيرة، والذي هو عبارة عن قاع صخري مليء بالكسور، فالمياه المتواجدة في البحيرة تتسرب من خلال تلك الكسور والشقوق، ما يؤدي إلى تسرب المياه خصوصاً أنها في منطقة ترتفع عن سطح البحر 172 متراً، كاشفاً عن تأثير مياه البحيرة في أرضية مطار جدة القريبة من موقع البحيرة، فضلاً عن تهديدها للأحياء الخمسة الأقرب إليها». وأوضح أن منطقة المطار تحتوي على 48 بحيرة تشكلت من بحيرة المسك، بجانب تواجد كميات كبيرة من المياه الجوفية خصوصاً في أحياء السامر والأجواد وبني مالك، وتعد تلك الأحياء بؤراً ومستنقعات. وقال: «في حال انكسار جدار البحيرة أو سدها الترابي فان هذه المياه المتواجدة في البحيرة والمقدرة ب50 مليون متر مكعب (تعادل 50 مليون طن) ستجرف كل شيء يصادفها». وأضاف: «كما إن الخطورة تتركز في وجودها على مجرى الوادي، وهذا الوادي لم تجرِ فيه المياه منذ 15 عاماً، والنظريات تقول ان الوادي يجري بالمياه كل 17 عاماً». وتوقع البخاري أنه في حال هطول أمطار على جدة بكميات كبيرة سيجري الوادي جارفاً معه بحيرة المسك بما تحتويه، مؤكداً أن الخطورة لن تزول في حال بقاء هذه البحيرة في موضعها، بل ان التأخر في علاج هذه المشكلة سيتسبب في مشكلات اكبر