جددت مستشارة الأمن القومي في الولاياتالمتحدة، سوزان رايس، خلال اجتماعها مع زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري، أمس الأول في البيت الابيض، «التزام بلادها الثابت بدعم سيادة لبنان واستقراره وقدرته على تحمّل تداعيات المنطقة، واستمرار الولاياتالمتحدة في تقديم المساعدة للجيش اللبناني وتسليحه». وحضر لقاء الحريري - رايس، نادر الحريري والمستشارة آمال مدللي، مديرة مكتب الشرق الأوسط في المجلس يائيل لامبيرت، مديرة مكتب لبنان كاتلين كوستيلو، وتركّز البحث على الأوضاع في لبنان وتطورات المنطقة، ولا سيما في سورية والعراق واليمن. ولفت بيان صادر عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان، عن اجتماع رايس - الحريري، الى أنه جرت «مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية. وشكرت السفيرة رايس جهود الحريري لتعزيز الشراكة الوثيقة والدائمة بين الولاياتالمتحدةولبنان، وأكدت دعم الولاياتالمتحدةللبنان والشعب اللبناني». وأضاف: «أثنت رايس على أداء مؤسسات الدولة، والقوات المسلّحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي، وجددت الدعم لتعزيز قدراتها، كما شددت على ضرورة قيام جميع الأطراف اللبنانيين بتنفيذ سياسة النأي بالنفس، ودعم التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة المتعلّقة بلبنان». وأشار الى أن رايس والحريري توافقا «على أهمية التوصّل إلى حل سياسي حقيقي في سورية، وزيادة الاهتمام والمساعدة الدوليين لمساعدة لبنان على مواجهة التحدّي المتمثل في استضافة ما يقرب من 1.2 مليون لاجئ سوري. وأكدت رايس أهمية إقدام البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً للدستور، لما لذلك من أهمية للبنان وشعبه». مكتب بايدن وكان مكتب نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، أوضح ما دار خلال اللقاء الذي عقده مع الحريري، وأورد أن «نائب الرئيس أكد دعم الولاياتالمتحدة لسيادة لبنان واستقلاله، فضلاً عن شراكة واسعة النطاق بين الولاياتالمتحدة وحكومة لبنان وشعبه. وأشاد بشجاعة القوات المسلّحة اللبنانية في مواجهة المتطرفين داخل لبنان، معرباً عن تأييده لسياسة لبنان النأي بالنفس حيال النزاع في سورية». وأضاف المكتب أن «نائب الرئيس ناقش مع الحريري التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الديبلوماسية النووية الجارية مع إيران. وأكد أنه لا توجد دولة في الشرق الأوسط يجب أن تتمتع بمنطقة نفوذ على حساب سيادة جيرانها». كما ناقش نائب الرئيس مع الحريري، وفق البيان الصادر عن مكتب بايدن، «الوضع السياسي في لبنان. واتفقا على ضرورة توصّل القادة اللبنانيين إلى اتفاق لخير بلادهم لملء المقعد الرئاسي الشاغر. واعترف نائب الرئيس بالتحدّي الإنساني الضخم الذي يواجهه لبنان وجميع جيران سورية، وأعرب الحريري عن امتنانه لدعم الولاياتالمتحدة الإنساني للاجئين السوريين في لبنان». وزار الحريري مقرّ ال«بنتاغون»، واجتمع مع نائب وزير الدفاع كريستين ورموس، وتركّز البحث على «الأوضاع في المنطقة وسبل زيادة الدعم للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، لتتمكّن من القيام بالمهمات المنوطة بها في حفظ الأمن ومحاربة الإرهاب»، وفق المكتب الإعلامي للحريري. وأكد الحريري في لقاء مع مندوبي الصحافة العربية المعتمدين في واشنطن، أن «عاصفة الحزم» فتحت الباب أمام «تحرك عربي مشترك»، قد يترجم ب «أشكال مختلفة» في سورية وأماكن أخرى تتدخل فيها طهران. وأكد «أن التدخل العربي في اليمن «كسر شوكة إيران». وقال إن إيران «أخطأت بالتمدّد الى اليمن واصطدمت بالحائط، وما بعد عاصفة الحزم ليس كما قبلها لجهة «تأسيسها لعمل عربي مشترك سيُترجم في مناطق النفوذ الإيراني». وقال إن الأمين العام ل «حزب الله» حسن نصرالله، «محبط في خطابه من مسار الأمور في اليمن». وركّز الحريري على الساحة السورية «كنقطة تحوّل استراتيجية في مواجهة النفوذ الإيراني»، ورأى أن «تدخل حزب الله وعناصر عراقية موالية لإيران، هو الذي غيّر المعادلة لمصلحة النظام السوري، وأن لا مهرب من إنشاء منطقة حظر جوي أو مناطق آمنة على الحدود في سورية، إما على الحدود مع الاأردن، أو على الحدود مع تركيا». وأضاف أن الغرض «ليس ما قام به الأميركيون في العراق لجهة تفتيت الجيش السوري وتدمير المؤسسات السورية»، بل «إجبار النظام ومن يدعمه على التخلّي عن الأسد». واعتبر أن «الغطاء الجوي ورصّ صفوف المعارضة العسكرية ضروريان». وعن زيارته للولايات المتحدة، أوضح الحريري أنه طلب من الإدارة الأميركية «دعم الجيش اللبناني، والمساعدة في إنهاء الفراغ الرئاسي، والدفع نحو حلّ في سورية، لأن الاحتواء ليس مضموناً مع استمرار الحريق السوري». وسأل: «ما الذي قد يمنع فصائل سورية من ضرب قواعد ل «حزب الله» في لبنان في ظل قتاله هناك؟ فإدانات القيادات اللبنانية لن تكفي لإحباطها». وأعلن الحريري أنه سيتوجّه الى موسكو بعد واشنطن في نصف الشهر المقبل، وأنه إذا «غيّرت واشنطن في إيران النووية، فلا شيء يمنع تغيير موقف روسيا من بشار الأسد». وقال: «إن إتمام الاتفاق النووي أو عدم حدوث ذلك، لا يعني الدول العربية التي ستتحرّك للدفاع عن سيادتها في حال حدوثه أو لا». غير أنه عبّر عن قلق في حال رفع العقوبات عن إيران، سائلاً: «أين ستصرف الأموال، وهل ستذهب للجسور والجامعات أم الى «حزب الله» ومشاريعها الإقليمية؟».