قال رئيس الجمهورية العراقية فؤاد معصوم إن تركيا أبدت «استعداداً لترطيب العلاقات مع العراق»، وعرضت أي مساعدة عسكرية يطلبها في حربه على تنظيم «داعش». وكان معصوم يتحدث إلى «الحياة» في الطائرة، خلال رحلة عودته إلى بغداد، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لأنقرة، التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان، ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، ورئيس البرلمان جميل تشيشيك، وشارك في «مؤتمر السلام» الذي رعته الحكومة التركية في حضور عدد من زعماء العالم. وقال معصوم: «خلال اللقاء الذي جمعني مع السيد أردوغان، أكدت ضرورة وضع أسس وضوابط للعلاقة بين البلدين». وأشار إلى وجود «بعض القضايا التي يطرحها مسؤولون في البلدين عبر وسائل الإعلام تثير الأزمات والمشاكل، واتفقنا على مجموعة أسس بينها أن تكون العلاقات بيننا متوازنة، خصوصاً أننا في حاجة إلى بعضنا على المدى الطويل، سواء حاجتنا إلى المياه وإلى طرق الترانزيت، أو حاجتهم إلى النفط والاستثمارات في العراق». وأضاف: «اتفقنا على ضرورة أن لا يتم، تحت أي ظرف، الإخلال بتركيبة العراق، وأن لا تكون علاقة بغداد مع أنقرة على حساب علاقتنا بأي دولة أخرى». وزاد: «وجدت لدى لدى أردوغان تجاوباً مع هذا الطرح انعكس على اجتماعات الوفود». وقال: «بالنسبة إلينا نحن مستعدون للعب دور الوسيط إذا وجدنا أن ثمة توتراً في علاقات تركيا مع أي دولة أخرى». وأكد أن محادثاته المتعلقة بالمساعدات العسكرية التي يمكن أن تقدمها تركيا إلى العراق في حربه على الإرهاب، «جرت في الإطار العام، ولم تتطرق إلى نوع المساعدة وحدودها، وجرت محادثات مع وزير الداخلية العراقي ومستشار الأمن الوطني في بعض التفاصيل». وعن عرض تركيا التدخل البري في العراق أكد معصوم أن «الأتراك أبلغوا إلينا أنهم مستعدون لما نطلبه من مساعدة في الحرب على داعش». وأضاف أن أردوغان «أبدى رغبة في زيارة العراق، ورحبنا بهذه الزيارة وستنفذ قريباً». وتابع أن «الخلافات العراقية التركية حول القضية السورية ما زالت قائمة لكنها خلافات في السياق الطبيعي إزاء التوافقات الكبيرة في العلاقة بين البلدين». وأبدى سعادته ل «وقف النار في اليمن» وقال: «لا بد من أن يجلس الجميع إلى طاولة الحوار، ونتمنى أن يتوصلوا إلى حلول». وأكد أنه تحدث مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد في الأزمة اليمنية، على هامش «مؤتمر السلام»، «وجددنا تأكيدنا أن الموقف العراقي من هذه القضية لا ينحاز إلى طرف على حساب آخر، وسيزور وزير الخارجية القطريبغداد خلال الأيام المقبلة، للبحث في إعادة افتتاح السفارة وتكريس العلاقات بين البلدين».