وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    مترو الرياض    إن لم تكن معي    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وجدنا أبواب الرياض مفتوحة للعراقيين..والملك عبدالله أكد على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين
الرئيس العراقي في حديث ل«الرياض»:

أكد الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم على الثقل السياسي والتاريخي والديني الكبير للمملكة في المنطقة وفي العالم مشدداً على أن بغداد في أمسّ الحاجة لأن تكون علاقاتها مع الرياض جيدة ومبنية على التفاهم.
وأوضح الرئيس العراقي في حديث خاص ل"الرياض" لدى زيارته للمملكة أن العلاقات العراقية جيدة مع إيران إلا أنها لا يمكن أن تكون على حساب العلاقات مع المملكة ودول الخليج، لافتا إلى أن هنالك وجهات نظر مختلفة ولكن يجب أن ندع لكل دولة الاحتفاظ بالمساحة التي تريدها وأن تبقى المصالح المشتركة بينهما قائمة.
وكشف الرئيس معصوم أن الملك عبدالله أكد خلال اللقاء معه على ضرورة أن تكون العلاقة بين البلدين متطورة ومتقدمة وأن يكون هنالك تفاهم وتنسيق، مشيراً في هذا الصدد أنهم وجدوا الأبواب مفتوحة على مصراعيها في السعودية لهم، وفي المقابل قلوب العراقيين مفتوحة تجاه المملكة.
وقال الرئيس العراقي: "إننا نعرف الملك عبدالله رجل صريح وصادق.. لذا لابد أن نحسب حساب ذلك، فنحن لا نريد أن نوعده بشيء ونفعل شيئاً آخر". مؤكداً في هذا السياق أن مراجع النجف أكدت له قبل زيارته للرياض على ضرورة أن تكون العلاقات مع المملكة متميزة وجيدة وقد نقل هذه الصورة لخادم الحرمين لدى لقائه به.
وتحدث الرئيس العراقي عن العمليات العسكرية ضد "داعش" والتنظيمات المتطرفة في المنطقة مؤكداً أن ضربات التحالف الدولي ضد "داعش" فعّالة إلا أن نتائجها تحتاج لوقت.
وكشف الرئيس معصوم خلال اللقاء عن تحرك رسمي لنقل السجناء السعوديين إلى المملكة لافتاً إلى اجتماع وزير الداخلية العراقي مع مسؤولين سعوديين للنظر في هذا الملف وبحث إمكانية تبادل السجناء بين البلدين، كما أشار إلى وجود مباحثات مع الجانب السعودي حول إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد.
ندرك ثقل المملكة السياسي والتاريخي والديني ونحن في أمسّ الحاجة لعلاقات مميزة معها
واستعرض الرئيس العراقي خلال اللقاء العلاقات العراقية مع دول المنطقة وسبل تطوير العمل العربي المشترك كما تناول في حديثه الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تهم البلدين ودول المنطقة.. وفيما يلي نص الحوار:
العلاقات العراقية السعودية
والمصالح المشتركة
* بداية.. فخامة الرئيس زيارتكم للمملكة اليوم تختلف عن العديد من الزيارات التي تحصل، هل تندرج هذه الزيارة ضمن استراتيجية جديدة لحكومة العراقية؟
- استراتيجية الوضع الجديد في العراق وتقوية العلاقات مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة.. هذه كنقطة عامة ثم كل دولة لها خصوصيتها فمثلاً لدينا مع المملكة العربية السعودية حدود مشتركة إلى ما يقرب من 850 كيلومتراً منطقة صحراء فلابد من ضبط الحدود المشتركة وكلا الطرفين يحاول ضبط الحدود ومتابعة الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على البلدين وعلى البلدان الأخرى في المنطقة.. ومن الضروري أن يكون بيننا تنسيق في اجتماعات الجامعة العربية، وكذلك تنسيق فيما يخص النفط (أوبك) عدا ذلك المملكة لها وزنها الكبير في المنطقة وفي العالم وليس من الضروري أن تتوتر العلاقات من أجل بعض التصريحات هنا وهناك أو بعض المسؤولين يريدون أن يظهروا وكأنهم مع الغالبية ومع الرأي العام يهاجموا هنا وهناك.. نحن ضد هذه الفكرة لاسيما بالنسبة للمسؤولين من عندنا لأن مسألة العلاقات مع دول المنطقة نحن نريدها أن تكون مبنية على تفاهم.. مثلاً نحن بالنسبة إلى إيران علاقاتنا جيدة مع إيران ولكن لا يمكن أن تكون هذه العلاقات على حساب العلاقات مع المملكة ومع دول الخليج أو مع تركيا.. وجهات نظر مختلفة ندع كل واحد يحتفظ بالمساحة التي هو يريدها ولكن مصالحنا المشتركة مثلاً مع تركيا نحن علاقاتنا مع تركيا متشعبة والمياه والنفط يأتينا من تركيا ونفط العراق من خلال تركيا هناك ترانزيت فعّال بين تركيا وبين العراق وشركات كثيرة تركية تعمل فإذاً لابد أن تكون العلاقات مع تركيا علاقات جيدة ولكن ليس على حساب علاقاتنا مع جهة إقليمية ضد جهة إقليمية أخرى أو مع دول عالمية ضد دول أخرى.. نحن ننطلق من مصالحنا ولكن هذه المصالح لابد أن تشترك وأن نشارك في مصالح الدول الأخرى..
الملك عبدالله رجل صريح وصادق ولانريد أن نعده بشيء ونفعل غيره
والمملكة العربية السعودية لها وزنها التاريخي والديني والمقدسات التي تجمع المسلمين هنا في السعودية فنحن في أمس الحاجة إلى أن تكون علاقتنا جيدة، وقديماً كانت العلاقات جيدة ولكن بالنسبة للمملكة صار إثر سقوط النظام لظروف خاصة لم تبعث سفيراً، ولكن سفراءنا كانوا دائماً موجودين وكان هناك برود في العلاقات ولكن مساء أمس الملك عبدالله أكد على ضرورة أن تكون هذه العلاقة بين البلدين متطورة ومتقدمة وأن يكون هناك تفاهم في مختلف المجالات وتنسيق كذلك وخاصة أن دول المنطقة كلها معرضة لتخريبات الإرهابيين.. هذه هي الفلسفة بشكل مركز.
الملك عبدالله رجل صريح وصادق
* العالم العربي يفترض أن يتجاوز مراحل اليأس.. تونس كيف كانت وكيف أصبحت وليبيا الآن وغيرها هناك دول يعتمد عليها كثيراً.. أعتقد لو اتجه العراق ومصر والسعودية إلى اتفاق سيتحقق وجود قيادة عربية مشتركة وتأثير على العالم العربي بما يأخذه إلى الأمام، فهل يمكن أن يكون هناك تفكير بهذا الخصوص.. أنا أعرف أن العراق مر بأزمات كلنا نعرفها لكن ماذا بعد ذلك؟
- المسائل الكلية لابد من الرجوع إلى جزئياتها.. العلاقة مع المملكة وعلاقتنا مع مصر جيدة.. وفي نيويورك التقيت بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحدثنا حول موضوع أنه يكون لمصر دور أو مشاركة في إعادة تنظيم الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وفي المملكة الآن أتينا ورحبوا بنا جميعاً وكذلك نحن نشعر بسعادة بالغة وننقل كل ذلك إلى العراق وإلى المؤسسات الأساسية للالتزام بما تم الاتفاق حوله.. نعرف أن الملك عبدالله رجل صريح وصادق فلابد أن نحسب حساب ذلك لا نريد أن نوعده بشيء ونرتكب شيئاً آخر.. لذلك نريد المصداقية أن تبقى موجودة، نحن من جانبنا نطمئن والمملكة من جانبها تطمئن.. لذا أتيت أمس الأول من النجف صباحاً والتقيت بالمراجع في النجف وفي مقدمتهم السيد السيستاني وكلهم أكدوا على ضرورة أن تكون العلاقات مع المملكة علاقات متميزة وجيدة وهذه كانت مهمة ونقلنا هذه الصورة للملك عبدالله البارحة، ولا نريد أن يتصور البعض أن مراجع الشيعة ضد المملكة، لا.. هذه مسائل سياسية هناك أناس يستغلون شيئاً من هذا ومن الطرف الآخر من يستغل شيئاً ويريد أن يستخدمه.. تركيبة العراق هكذا شيعة وسنّة وكرد الأركان الأساسية وبعد ذلك هنالك مسيحيين وإيزيديين وتركمان هذه طبيعة العراق.
مراجع النجف أجمعت على ضرورة تميز العلاقات السعودية - العراقية
وفي السابق حاول البعض مثل صدام حسين تعريب الكرد.. رغم كل المآسي ولم يستطع وكذلك إذابة الشيعة ولم يقدر.. لذلك هذه التركيبة لابد أن تكون متجانسة فيما بينها ولابد أن يحترم الآخرون هذا التجانس، والآن الحكومة حكومة متجانسة بممثلين عن السنّة والشيعة والأكراد والمسيحيين وتركمان، وهناك تنوع وهو مهم جداً.
توتر العلاقات بين البلدين
* حديثكم يجعلنا نأخذ انطباعاً أن هنالك مرحلة جديدة في العلاقات السعودية - العراقية.. عشرة أعوام كانت هنالك أشبه ما تكون بالقطيعة بين البلدين هل ممكن أن نتحدث عن مرحلة جديدة؟
- لم تكن هنالك قطيعة.. كان هنالك أحياناً بعض التصريحات من هنا وهناك وتصريحات منسوبة إلى المملكة من البعض.. كان توتراً.. أما انقطاع فلم يكن انقطاعاً فكل سنة هناك مئات الآلاف يأتون إلى المملكة لأداء الحج والعمرة ولدينا سفارة عراقية هنا ولذا لم يكن انقطاعا كان برودا أو أكثر قليلاً من البرود في العلاقات وحالياً نعمل على أن تعود هذه العلاقات لحالتها الطبيعية.
العلاقات العراقية - الخليجية
* أيضاً.. فخامة الرئيس حتى في إطار العلاقات "العراقية - الخليجية" مرت بمراحل من التوتر في فترات مضت وربما كانت سياسات الأنظمة العراقية السابقة لعبت دوراً في ذلك وأسهمت في إبعاد العراق عن محيطه الإقليمي والعربي، هل ممكن أن تكون هذه الزيارة خصوصاً أنها أول زيارة لرئيس عراقي منذ العام 2010 إيذاناً بعودة العراق إلى المجتمع الخليجي؟
- قبل أيام زار الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء الكويت وكان مرتاحاً لنتائج هذا اللقاء، وغداً هناك زيارة للدكتور الجعفري للإمارات العربية المتحدة.. نحن نعمل على كل الاتجاهات ولكن حتماً المملكة لها وزن خاص لذلك قدمت على رأس وفد مشكل من الأطراف الأساسية في الحكومة بوزراء شيعة وسنّة والموقف موحد إن شاء الله.
الرئيس العراقي يعلن انفراجاً في ملف السجناء السعوديين في العراق.. واتفاقية قريبة لنقلهم للمملكة
الحرب ضد داعش
* هناك تحالف دولي لضرب التنظيمات الدولية وعلى رأسها داعش، إلى أي مدى ترون امتداد هذه الحرب لفترة زمنية؟
- لا نستطيع القول إن هذه الحرب ستنتهي خلال أسبوعين أو ثلاثة أو شهر لأن داعش ليس له مطارات تضربها أو ممرات ولا مدارج وليس لها قواعد تضربها وإنما "تنظيم سري" الآن مجموعاتها منتشرة في أحياء الموصل ومن الصعب ضرب حي من الأحياء لأن فيه مجموعة من داعش، لأن الضحية ستكون بالمئات نساء وأطفال وكبار سن.. ولكن الأمر يحتاج إلى وقت لذلك من الأهمية التنسيق بين دول المنطقة وأن يكون نتيجتها معلومات أساسية عن داعش ومن هم بصدد تنظيمهم.. وليس فقط في دول المنطقة وإنما أوروبا وأمريكا.. فمثلاً ألماني قُتل قريباً من إربيل وفي مذكراته كتب أنه وجد نفسه وشخصيته وحياته في هذه المجموعة - يعني داعش - وتبين أن هذا الشخص ليس من مزدوجي الجنسية أصله ليس عربي ولا إسلامي وإنما ألماني أباً عن جد.. فهؤلاء لديهم خبرة في إغراء الناس وخاصة الشباب رجالاً ونساء فهناك بنات ذهبن إلى هناك وعندما رأين الاستغلال والاغتصاب المستمر لهن عدد من الحالات رجعن لبلدانهن.
علاقاتنا مع إيران لن تكون على حساب علاقاتنا مع المملكة
أهل مكة أدرى بشعابها..
* هناك تجربة في العراق في محاربة القاعدة اعتمدت على الداخل العراقي على العشائر السنّية.. هل يمكن أن تتكرر هذه التجربة في الموصل بمعنى الاعتماد على أهالي الموصل والعشائر السنّية في استئصال هذه المجموعات؟
- هذا شيء طبيعي لأنه من خلال المثل المشهور «أهل مكة أدرى بشعابها» أهل الموصل هم يعرفون المخابئ والأماكن الموجودة التي تختفي فيها مجموعات داعش لذلك هناك فكرة تشكيل الحرس الوطني لكل محافظة من المحافظات وإن كان هذا الموضوع محل خلاف إلى الآن ولكن من الضروري في بعض المحافظات أن يكون هذا الأمر.
العرب مشغولون بمشاكلهم..
* وضع العالم العربي حالياً يحتاج إلى نوع من الإجراءات السياسية ذات الخصوصية ليست كالتقليدية التي تحدث بين أي دولة وأخرى.. لأن العالم العربي مر بمخاطر غير عادية.. كداعش على سبيل المثال هل من المعقول أن ينطلق أناس غير معروفين من أين انطلقوا ومن يمولهم وأن يقاتل مسلم ضد مسلم فبالتالي العالم العربي بحاجة إلى تقارب أكثر.. أجزم أن العراق والسعودية تمتلكان ذلك لأن لديهم قدرات اقتصادية قوية وعدد سكاني وإمكانيات كافية.. إلا تستحسنون أن يكون هنالك اتجاه إلى وجود مثل هذا التفاهم بين دول القدرة كالعراق والسعودية ومصر ودول أخرى؟
- المشكلة الكبرى الآن أن الدول العربية أغلبها مشغولة بمشاكلها وبوضعها المتدهور وليس هناك إجماع عربي حتى اجتماعات الجامعة العربية لم تعد قادرة على إصدار قرارات، وأما بالنسبة للمملكة ومصر والعراق ممكن لهذه الدول أن يكون لهم من خلال التنسيق دون شعارات، تنسيق عملي دون أن يكون هنالك شعارات فيما بيننا لأنه ثبت أن الشعارات التي كانت ترفع في فترات متعددة لم تعد تجمع بين الدول وإنما فرقت بين الكثير من هذه الدول ونتيجة الحرص على ضرورة أن يكون هنالك تنسيق وتبادل معلومات، ولأهمية المملكة أتينا لأنه من الضروري أن يكون هنالك تنسيق كامل، فالمملكة لها علاقات متميزة مع دولة ما يمكن تنسق معها لمتابعة الإرهابيين ونحن ممكن مع بعض الدول لنا علاقات جيدة ولكن المهم في الأخير أن تجمع كل هذه المعلومات ونستفيد منها.
أكدنا على ضرورة إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد.. ونحتاج لوحدة المواقف بين الفرقاء السياسيين
نتائج العمليات العسكرية
ضد داعش
* فخامة الرئيس.. في ملف مواجهة تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية.. على أرض الواقع في العراق تحديداً وفي المنطقة ككل.. كيف تقيّمون نتائج العمليات العسكرية للتحالف الدولي حتى الآن؟
- "داعش" كما أشرت ليس له مطار ومدارج لذا نجد أن الفوائد غير واضحة كثيرا ولكن دورها دور فعّال وتحاول دائماً ضرب المناطق التي فيها تجمعات داعش فمن هذه الناحية حققوا إنجازات كبيرة وأما مسألة إنهاء داعش فتحتاج إلى وقت لأن لديهم تنظيمات متشعبة فقسم منهم يتسلل لدول أخرى ويختفي لفترة ثم يمارس نشاطه من جديد وكانت المشكلة الكبرى سوريا.. كيف يكون ضرب "داعش" في داخل سوريا قبل دائماً يكون فيتو روسي - صيني، وموقف إيراني ولكن الآن لا، وبكل حرية وبموافقة الأسد الطائرات الأمريكية والبريطانية وغيرها تقصف مناطق في سوريا ولكن بوعد أنهم لن يضربوا المواقع العسكرية والمواقع الهامة للحكومة السورية.. يضربوا "داعش" وهذا تطور حصل وحتى الآن روسيا والصين ليسوا جزءا من هذا التحالف ولكنهم ليسوا ضد التحالف وفي نفس الوقت علاقاتهم جيدة مع العراق ويقدمون الدعم للعراق ولكن يمكن نتيجة مسائل سياسية لهم ملاحظات.. ولكن عندما صار الإجماع لمواجهة "داعش" في مجلس الأمن لم يستخدم أحد الفيتو وهذه نقطة مهمة.
العمليات الدولية ضد«داعش»فعّالة ونتائجها تحتاج لوقت
الحدود المشتركة بين البلدين
* أشرتم فخامة الرئيس في بداية حديثكم إلى ارتباط العراق والمملكة بشريط حدودي ضخم وهذا بلا شك يتطلب تعزيز التعاون الأمني بين البلدين لمكافحة عمليات التسلل وتهريب المخدرات والأسلحة لاسيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات أمنية ومخاطر تشكلها التنظيمات الإرهابية التي ظهرت مؤخراً.. هل هناك تفاهم وتعاون جيد في هذا الجانب؟
- للتو قدمت للمملكة ولم أكمل 24 ساعة ولكننا اتفقنا على الأسس والخطوة التالية سيجتمع الوزراء المعنيين للاتفاق والدخول في تفاصيل الملفات.
النفط
* هناك موضوع اقتصادي مهم جداً يتعلق بالنفط فالسعودية والعراق من الدول المنتجة للنفط وهنالك تحليلات تذهب إلى الحديث عن حرب أسعار إلى أي مدى كان حديث النفط حاضرا في المباحثات السعودية - العراقية؟
- كما أشرت في السابق إلى ضرورة التركيز على أن تكون العلاقة ممتازة بين البلدين وترك التفاصيل للوزراء.. أحدهم سألني عن موضوع. فقلت أنا درست الفلسفة، وهنالك قاعدة في الفلسفة تقول الفلسفة تبحث عما وراء العلم حيث يتوقف العلم تبدأ الفلسفة والفلسفة عندما تكتشف شيئاً سلمها للعلم وهو يضع لها قواعد ومنهج إلى آخره.. نحن أتينا ووجدنا الباب مفتوحا على مصراعيه كما تفضل سمو الأمير سعود الفيصل في لقاء معه في باريس وفعلاً وجدنا الأبواب مفتوحة ووجدوا أيضاً أن قلوبنا مفتوحة تجاه المملكة.. ولكن التفاصيل في اللقاءات، وقد أكدنا على ضرورة أن تفتح المملكة سفارتها في بغداد وقلنا إذا كان لديكم بعض المشاكل ممكن أن نقدم مساعدة لإزالتها، لكن المسؤولين في المملكة أشاروا إلى أن السبب فني يتعلق بتجهيزات مبنى السفارة أو نحوه.
دول المنطقة مشغولة بصراعاتها الداخلية والسباق على السلطة.. والجامعة العربية لم تعد قادرة على إصدار القرارات
دور العراق المنتظر
* فخامة الرئيس.. في الشأن العراقي قدم الشعب العراقي بمختلف أطيافه الكثير من الدماء من أجل عراق حر، موحد، ديموقراطية، تعددي وخاض في سبيل ذلك الكثير من الصراعات الدموية والسياسية من أجل مستقبل أفضل برأيكم ماذا يحتاج العراق لتجاوز مرحلة العنف ويعود أقوى لممارسة دورة الاقليمي والعربي؟
- وحدة المواقف.. عندما تكون المواقف السياسية بين الفرقاء السياسيين في العراق موحدة يكفي.. ووضع العراق الآن أستطيع القول إن المواقف الأساسية كلها موحدة واستفدنا من التجارب السابقة.
السجناء السعوديون في العراق
* قضية السجناء السعوديين في السجون العراقية مرت بفترات عدم وضوح في المعلومة وأحاديث سابقة من بعض المنظمات عن معاملة غير لائقة وانتهاكات لحقوق الإنسان.. هل ممكن أن يتم على هذا الملف أي تطور مستقبلاً سواء في جانب تبادل السجناء أو في جانب إطلاق سراح من قضى محكوميته أو من لم تثبت التهم ضده وما مصير الاتفاقية الأمنية الثنائية ذات العلاقة التي وقعت بين البلدين في وقت سابق؟
- حضر معنا وزير الداخلية العراقي خلال هذه الزيارة وسيقوم باجتماع مع المسؤولين السعوديين في وزارة الداخلية، وسيبحثون في هذا الموضوع، وعند وصولي إلى الرياض وأنا في الطريق إلى لقاء خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان هناك حديث عن موضوع السجناء، على أساس النظر لهذا الموضوع من جانب إنساني.
السجناء السعوديون الموجودون في العراق يمكن الاتفاق لنقلهم إلى السعودية ليلتقوا بذويهم ويزوروهم وكذلك الحال بالنسبة للسجناء العراقيين في السعودية، وهذا الأمر يتطلب لقاء وزيري العدل في المملكة والعراق من أجل القيام باللازم.
الصراعات العربية
*العالم العربي بصفة عامة مع الأسف يتخذ مسلكاً تقليدياً في عمله السياسي، فاجتماعات الجامعة العربية لا يذكر أنها خرجت بنتائج، وإنما تحولت إلى حفل خطابي أكثر من كونه تجمعا يفترض منه الخروج بنتائج تؤدي إلى عمل.. العالم تغير والمخاطر اختلفت واليوم نشهد تغيرا في المواقف الدولية وعدم وضوح.. هل من طريق من أجل الانتقال من التقليدية في التعامل السياسي إلى وضع يواكب التغيرات الحاصلة في العالم؟
- كثير من الدول العربية منشغلة بوضعها وصراعاتها الداخلية، ولا يمكن التفكير بهذه الخطوة نتيجة للسباق على السلطة، وما نراه في المنطقة من انقلابات عسكرية في السابق نشهده حالياً في الواقع في اليمن وليبيا ونحن كذلك في العراق انشغلنا بالصراعات الداخلية.
موقف الضد
* لكن هناك دول عربية لديها قدرات وإمكانات لتأسيس مثل هذا الوضع من التوجه نحو طريقة عمل جديدة.. ؟
- هناك مجموعة من الدول العربية قادرة على اتخاذ هذه الخطوات ولكن هناك دول تتخذ موقف الضد، فتجد مجموعة دول عربية ضد أخرى وهذه هي المشكلة.
فخامة الرئيس العراقي يتحدث لرئيس التحرير والزميلين الغنيم والحماد
الرئيس فؤاد معصوم مع الزميل تركي السديري ومحمد الغنيم وأيمن الحماد
الرئيس فؤاد معصوم في حديثه ل «الرياض» عن أوضاع العراق والمنطقة
الرئيس العراقي في حديث جانبي مع الزميل رئيس التحرير خلال اللقاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.