فاقم طوفان الأربعاء مأساة طفلة التاسعة فاطمة التي جاءت إلى الدنيا بأنف مشوه ومن دون عينين لمرض خلقي نادر، بعد أن جرفت الأموال التي جمعت على مدى ثلاثة أعوام لعلاجها في أحد المراكز المتخصصة، وأعاد مشروع علاج الطفلة إلى المربع الأول. فالصغيرة لم تر النور يوماً أو تقف أمام المرآة كما تفعل نظيراتها، ولا تعرف من ملامحها سوى أن الله حباها شعراً جميلاً ناعماً تمكنت من ذلك عبر ملامستها له، فالعالم بالنسبة لها مجرد أصوات تجتهد أن ترسم لها صوراً وألواناً. فعندما بدأت الطفلة تكبر قرر ذووها علاجها، ولم يجدوا أمام ضيق ذات اليد سوى تأسيس صندوق عائلي يجمعون فيه تبرعات لإخضاعها لعمليات تجميل، وصفها الطبيب ب « المعقده»، لايمكن إجراؤها إلا بعد سن البلوغ. وذكر والدها ل «الحياة» أنهم بدأوا في جمع الأموال في الصندوق العائلي منذ ثلاث سنوات، مشيراً إلى أنه ووالده وإخوته كانوا يضعون الأموال فيه على الدوام، ولم يكونوا يدركون أن سيل الأربعاء سيجرفه في لحظة. وقال: «لم نجد في ظل هذا الظرف سوى أن نبدأ في جمع كلفة العملية من الجديد، على رغم صعوبة المهمة، فالطوفان جرف كل متاعنا وأثاثنا ولم يترك لنا شيئاً، بيد أن ما آلمنا كثيراً هو اختفاء صندوق طفلتي». وتابع: «تعلم ابنتي فاطمة أن المياه تعني الحياة، لكن كارثة نوفمبر حولت المطر في ذاكرتها إلى كابوس مزعج، بدد حلمها في العلاج والعيش كأي فتاة طبيعية»، متمنياً أن تتكفل أي جهة بعلاج صغيرته. واسترجع أبو فاطمة يوم كارثة نوفمبر قائلاً: «لن أنسى ذلك اليوم ماحييت، فالمياه طوقتنا من كل جانب وجرفت كل ممتلكاتنا، وأصبحنا نقاتل من أجل البقاء والنجاة من الغرق، لم نكترث آنذاك لتناثر الأموال من الصندوق، وأدعو الله أن لاتعود علينا تلك الأوقات مرة أخرى»، معتبراً الكارثة ألحقت آثاراً سلبية في نفسية صغيرته لن تزول بسهولة على الإطلاق.