لا يزال تنظيم «داعش» الإرهابي يسيطر على أجزاء واسعة من مدينة سرت الليبية، مسقط رأس الزعيم السابق معمر القذافي، وسُجِلت اشتباكات بين «الكتيبة 166» التابعة لحكومة طرابلس غير المعترف بها دولياً والمكلّفَة من قبل المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته، بتأمين وحماية المدينة الواقعة في وسط ليبيا، ومسلحين ينسبون أنفسهم لما يُسمّى ب»الدولة الإسلامية»، ويسيطرون على المقار الإدارية والحكومية في سرت منذ أكثر من شهرين. وأفاد الناطق الرسمي باسم «الكتيبة 166» التي يتحدر معظم أفرادها من مدينة مصراتة خالد أبوجازية بأن «الاشتباكات دارت على الطريق الساحلي الجنوبي والشرقي للمدينة، واستُعمِلت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من قوذاف وراجمات استهدفت عدداً من مواقع هؤلاء المسلحين»، مشيراً إلى مقتل القائد الميداني للكتيبة ابراهيم عبدالله سفيان وعنصرين من أفرادها، وجرح 5 آخرين خلال المعارك أول من أمس. إلى ذلك، وضمن إطار حال الطوارئ المعلَنة في العاصمة الليبية وضواحيها، دعت رئاسة الأركان العامة وغرفة العمليات المشتركة الموالية لحكومة طرابلس، قواتهما «من نظاميين وثوار منضوين تحت رئاسة الأركان إلى عدم التعامل في الشؤون السياسية أو الدخول في أي مفاوضات أو حوار أو وقف للنار، أو إعداد لترتيبات أمنية مع أي جهة كانت في الداخل أو الخارج، إلا بالتنسيق مع غرفة العمليات المشتركة ورئاسة الأركان العامة». وحذرت رئاسة الأركان العامة في بيان أصدرته أمس، من أن «أي مخالف سيعرض نفسه للمساءلة القانونية، وفقاً للقوانين واللوائح المعمول بها»، مؤكدة أن المخوَّل بذلك هو رئيس الأركان اللواء عبدالسلام جادالله، والمؤتمر الوطني العام. من جهة أخرى، نفت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي أن تكون لدى ايطاليا أي نيات للتدخل العسكري البري في ليبيا. وأوضحت أنه في الوقت الحاضر يجب التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية خلال المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة في منتجع الصخيرات في المغرب. وأضافت: «قمنا في الماضي بتدريب القوات الليبية ويمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى، أما عن فرضية التدخل فهي ممكنة وبأشكال متعددة، فمن الممكن اتخاذ إجراء ضد الإرهاب على غرار ما يحدث في سورية والعراق». وتابعت وزيرة الدفاع الإيطالية: «نحن قلقون إزاء تسلل تنظيم «داعش» إلى ليبيا وهناك مؤشرات بهذا الصدد سواء من خلال الهجومين اللذين وقعا في طرابلس أو في مناطق أخرى من البلاد، فلا يمكننا السماح بتحقيق بعض النجاح في العراق أو سورية للتحالف المناهض للتنظيم فيما يُفسَح المجال لإمكان تسلله إلى ليبيا، وهي مسؤولية المجتمع الدولي بأسره وليس ايطاليا وحدها». كذلك، حذر الرئيس الإيطالي سيرجبو ماتاريلا من خطر الإرهاب في ليبيا، مناشداً دول الاتحاد الأوروبي بضرورة أن تهتم والمجتمع الدولي بالوضع المأسوي السائد في ليبيا ومساعدة الأممالمتحدة للتوصل إلى حل يُخرج البلد من براثن الحرب الأهلية. وقال الرئيس الإيطالي في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس، مع نظيره السلوفيني بوروت باهور إن «للشعب الليبي الحق بالعيش في بلد خال من الحروب وبؤر الإرهاب». وأعرب عن خشيته من أن «الوضع المضطرب سيسمح بتغلغل جماعات إرهابية تشكل خطراً على ليبيا والبلدان المجاورة بل وأوروبا بأسرها». ودعا ماتاريلا أوروبا والمجتمع الدولي إلى الضرب بيد من حديد لوقف جحافل المهاجرين غير الشرعيين و»الاتجار بالبشر» حتى يتم التخلص من هذه الظواهر في الأماكن التي تنشأ فيها في إشارة إلى السواحل الليبية التي تنطلق منها.