لعل مصطلح «التعقيد العظيم» كان قد استحدث خصيصاً لوصف نموذج كاريون توربيون، من مجموعة دانيال روث، الذي يجسد ساعة ذات ثلاثة مدقات تطلق نغمة بثلاث درجات صوتية، وهي بذلك تمثل على نحو مبهر خلاصة لتلك المزايا والسمات التي يترقبها أحدنا من طراز كهذا. إذ إن سمات كالجمال والأصالة والدقة تمثل يقيناً تلكم القيم التي تهتدي بها عمليات تطوير وإنتاج هذا النموذج الإبداعي المنقطع النظير الذي أجيد صنعه كلياً في مشاغل ومعامل دار بولغري. وهذه الأخيرة حقيقة هي الماركة التي تنتج في الوقت الحاضر تشكيلة واسعة منوعة من الساعات التي صارت تعرف ب«الساعات الدقاقة»، سواء احتوت على مدقين أو ثلاثة مدقات، أو حتى أربعة في علب الساعات التي تدخل ضمن سلسلة طرازات غراند سونري». وإذ استحضروا ما امتلكوا من المهارات الفنية والجمالية بكل أشكالها وأنواعها، فإن أسياد صناعة الساعات السويسرية أتاحوا أيضاً حيزاً رحباً للأفكار الإيطالية الملهمة، والتي تمثل القوة الموجهة الدافعة التي تسترشد بها إنجازات بولغري المبتكرة، والتي اتضحت ملامحها بشكل لافت في تركيبات وهياكل راقية حققت حضوراً قوياً بشكل خاص. ومهما يكن، فإن دار بولغري تنتمي بالفعل إلى محفل النخبة الذي يضم صنّاع الساعات العظام القادرين على إنتاج نماذج الساعات، التي ينطبق عليها مفهوم «التعقيد العظيم»، من ألفها إلى يائها. وفي عالم يتسم بالبساطة، بل البساطة المفرطة أحياناً، فليس هناك ما هو عادي في امتلاك بولغاري التفوق والتضلع في تحقيق الإنجازات المعقدة المتطورة؛ وهذا إنما يشكل دليلاً إضافياً على الإنجازات والمآثر الفذة التي يمكن لهذه الدار تحقيقها في معاملها بفضل قدراتها الإبداعية التي لا تقف عند حد.