على رغم تحذيرات وزارة الصحة من تناول لحوم الإبل قبل طهيها بالشكل المناسب، والتأكد من سلامتها الكاملة تجنّباً لفايروس «كورونا»، إلا أن «كبسة الحاشي» لا تزال تحافظ على وجودها بين قائمة الوجبات المفضلة لدى بعض السعوديين، في صورة تبرز معها حال التجاهل لتلك التحذيرات وعدم الاهتمام بها. وفي الوقت الذي تصنّف فيه الإبل ناقلاً للفايروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تشهد مبيعات هذه الأطباق إقبالاً متفاوتاً من مطعم لآخر، فيما يخضع الإقبال من عدمه إلى ثقة الزبائن في المطعم، ومدى استجابتهم لتحذيرات وزارة الصحة، ومقدار تأثرهم بالمعلومات أو الإشاعات المصاحبة للمرض. ويوضح مدير العلاقات العامة في أحد المطاعم المعروفة في الرياض علي بن صالح الهمامي أن نسبة الطلب على كبسات الحاشي لم تتغير كثيراً في بعض المطاعم بعد تحذيرات «الصحة»، إلا أنها في بعض المطاعم الأخرى شهدت تراجعاً، مبيّناً أن بعضها ألغت وجبة «سمبوسة الحاشي» بسبب هذا التراجع. وبالتزامن مع تراجع حالات الإصابة ب«كورونا» في العام الحالي، وزيادة قدرة وزارة الصحة على رصد وتسجيل والتعامل مع بلاغات الاشتباه في الإصابة، يؤكد الهمامي أن الطلب على وجبات «المضغوط» وولائم الحاشي للأعراس والمناسبات المختلفة تَحسّن عن العام الماضي، ويعزو السبب في ذلك إلى تأكد عملائهم من جودة اللحوم المقدمة، مشيراً إلى أن مطاعمهم تتبع إجراءات صارمة، وتملك شهاده الجودة العالمية، وتخضع كل عينة من اللحم إلى فحص شامل، منوّهاً بأن هذه الإجراءات تأتي سعياً منهم إلى التفوق على منافسيهم وكذلك خوفهم من فقدان الزبائن. وشهدت مطاعم أخرى التجربة نفسها، إذ علّق نشوان القحطاني المسؤول في أحد المطاعم، بأن الإقبال على «كبسة الحاشي» و«المضغوط» لم يتغير عن الأعوام الماضية، لافتاً إلى أنه لا يزال الفرع يستهلك 30 كيلوغراماً كل أسبوع، وهو نفس المقدار الذي يتم استهلاكه، مبيناً بأن مطعمهم لا يستقبل لحم الحاشي من دون أن يكون مصادقاً على سلامته من طبيب المسلخ، مؤكداً أنه لم يُرصد لديهم لحماً مصاباً، ما يضمن لهم سلامة جميع الزبائن. ويعتبر مدير الاستقبال في أحد المطاعم المعروفة وليد أحمد أن الإقبال على لحم الحاشي شهد تراجعاً في العام الماضي، بنسبة 50 في المئة، بعد انتشار فايروس «كورونا»، وهلع الناس من الإصابة به، منوّهاً بأن التراجع في عدد حالات الإصابة هذا العام مقارنة بالماضي أدى إلى ارتفاع نسبة الطلبات على لحم الحاشي إلى 80 في المئة، وبيّن أن هذه النسبة من مجموع الطلبات هي المعدل السابق المعتاد قبل ظهور «كورونا». ويوضّح أن مطعمهم يعمل على طبخ لحم الحاشي بصفة يومية، باعتباره أحد الوجبات الرئيسة التي يطلبها الزبائن، إذ يدخل الحاشي في كل من «المضغوط» و«المكموت»، فيما لم يشهد هاذان الصنفان أي توقف في أي وقت عدا العام الماضي.