تسعى شركة «بي اتش بي بيليتون» إلى إبطاء وتيرة خططها للتوسع في قطاع الحديد الخام، لتصبح أول شركة تعدين كبرى تأخذ خطوة من هذا النوع في ظل هبوط حاد لأسعار الخام بسبب تخمة المعروض العالمي. وأكدت الشركة أمس، وهي ثالث أكبر منتج للحديد الخام في العالم، أنها سترجئ مشروع ميناء أسترالي كان من شأنه زيادة الإنتاج 20 مليون طن إلى 290 مليون طن سنوياً بحلول منتصف عام 2017. وعلى رغم أن خفض الإنتاج يشكل جزءاً ضئيلاً مقارنة بالتجارة المحمولة بحراً والبالغة نحو 1.3 بليون طن، قال محللون أنه مهم في ضوء وضع «بي اتش بي» كمنتج رائد. وقال مدير قسم السلع الأولية في مصرف «ايه ان زد» مارك برفان: «الأرجح أن هذا الموقف كان رمزياً من قبل بي اتش بي، لكنه يشير إلى وصول سوق خام الحديد إلى القاع نظراً إلى أن هذا الإجراء يأتي من أحد أقل المنتجين كلفة». وهوى سعر خام الحديد في العقود الفورية 60 في المئة العام الماضي عقب زيادة هائلة في الإنتاج، يلقي محللون وبعض مسؤولي الشركات باللوم فيها على مبالغة من قبل الشركات الكبرى، مثل «بي اتش بي» و«فال» و«ريو تينتو»، في تقدير الطلب الصيني على الواردات. وعلى رغم ذلك تجاهل كبار المنتجين حتى الآن دعوات لتقليص خطط التوسع للمساعدة في إنعاش الأسعار، في حين لا يتوقع محللون أن تسير «ريو» على نهج «بي اتش بي». وأكدت «بي اتش بي» أن إنتاجها قفز 20 في المئة إلى 58.9 مليون طن في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي. وأرجأت الشركة مشروعاً يهدف إلى تخفيف الزحام في مينائها التصديري «بورت هيدلاند» في أستراليا. وأشارت في تقرير فصلي إلى أن «التأجيل سيبطئ الوصول بالطاقة الإنتاجية إلى 290 مليون طن سنوياً، ولكن الكلفة الرأسمالية ستكون أقل»، من دون أن تحدد موعداً جديداً للعمل في الميناء. وعدلت أيضاً تقديراتها للإنتاج خلال العام الحالي بزيادة اثنين في المئة إلى 250 مليون طن، موضحة أنها في طريقها للوصول إلى 270 مليون طن سنوياً من دون استثمارات جديدة. وتعتبر شركات التعدين الكبرى أكثر قدرة على خفض التكاليف من منافساتها الأصغر، ما يتيح لكبار المنتجين وضعاً أفضل لمواجهة تباطؤ الأسعار. وبلغ سعر خام الحديد أمس 50.8 دولار للطن. وكانت «ريو تينتو» أعلنت أول من أمس ارتفاع إنتاجها الفصلي 12 في المئة إلى 74.7 مليون طن، مؤكدة أنها ما زالت تخطط لإنتاج 350 مليون طن من الخام خلال العام الحالي.