ملبورن، سيدني - رويترز - رحّبت أستراليا بتقرير يفيد بأن الصين لا تحمّل شركة «ريو تينتو» الأسترالية - البريطانية ولا الحكومة الأسترالية، مسؤولية فشل محاولة دمج قيمتها 19.5 بليون دولار بين «تشينالكو» الصينية وشركة التعدين الأسترالية العملاقة. وأفادت صحيفة «أستراليان ايدج» الأسترالية من بكين أن تقريراً مفصلاً إلى مجلس الوزراء الصيني ألقى باللوم على القوى الاقتصادية وحملة علاقات عامة قوية شنتها «بي أتش بي بيليتون» الأسترالية - البريطانية في فشل ما كان سيصبح «أضخم استثمار خارجي» للصين. وأوضح وزير التجارة الأسترالي سايمون كرين ان التقرير سيساعد على إصلاح العلاقات الصينية - الأسترالية التي تأثرت سلباً من فشل الصفقة، مضيفاً أن أستراليا لا تزال ترحب بالاستثمار الأجنبي لمساعدتها على زيادة إنتاج الحديد الخام. وتابع: «هذا إقرار مهم إذا كان حقيقياً، ونحن نرحب به ونأمل ألا يكون مجرّد تجربة مفيدة، بل أن يثبّت للمضي قدماً في علاقتنا مع الصين على أسس أكثر صلابة». وكانت «تشينالكو» اتفقت في شباط (فبراير) العام الماضي على عملية دمج مع «ريو تينتو»، بقيمة 19.5 بليون دولار، للمساعدة على انتشال الشركة من مشاكل ديونها، لكن «ريو تينتو» عادت وألغت العملية في شكل مفاجئ في حزيران (يونيو) الماضي، مفضلة تدبير التمويل عبر إصدار حقوق أسهم والدخول في مشروع مشترك للحديد الخام مع «بي أتش بي». يذكر أن انهيار الصفقة أضر بالعلاقات بين أستراليا والصين. وبعد شهر، وفي خضم مفاوضات مضنية في شأن سعر الحديد الخام، اعتقلت الصين 4 من موظفي «ريو تينتو» في شنغهاي، من بينهم المواطن الأسترالي سترن هو، بدعوى التجسس والارتشاء، ما عمق الخلاف. سعر خام الحديد وطالب كرين صانعي الصلب الصينيين ب «عدم اشراك حكومتهم في مفاوضات تحديد سعر خام الحديد الجارية مع شركات التعدين الأسترالية»، في وقت تجاهد المصانع الصينية لاحتواء أسعار المواد الخام الآخذة في الصعود. وأضاف: «ندرك الوضع الاقتصادي للسوق في الصين، وكل ما نطلبه في مقابل ذلك هو أن تتحرك في إطار مبادئ السوق». وتابع أن على منتجي الصلب الصينيين الذين يجرون مفاوضات مع أكبر شركتين أستراليتين لاستخراج خام الحديد، «ريو تينتو» و «بي اتش بي بيليتون»، في شأن تسعير مئات الملايين من أطنان الخام للتسليم على مدى الشهور الاثني عشر المقبلة، «ألا يسعوا إلى تدخل حكومي». ومن شأن أي محاولة صريحة من جانب بكين للتأثير على سعر خام الحديد، أن تقضي على عشرات السنين من آلية التسعير السنوي القديمة التي تترنح على حافة الانهيار بسبب تفاقم التقلبات في السوق وتنامي السوق الفورية. وأفادت صحيفة «الأوراق المالية» الصينية الرسمية أن رابطة صناعة الحديد والصلب الصينية ورؤساء أكثر من 10 مصانع، أرسلوا خطاباً مشتركاً إلى رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو في 11 الجاري، يطلبون منه إثارة مسألة ارتفاع أسعار واردات خام الحديد على المستوى الوطني. ومع تسليط «بي اتش بي بيليتون» الضوء على فرق بنسبة 100 في المئة بين الأسعار الفورية وأسعار عقود خام الحديد، ومطالبة «فالي» البرازيلية بزيادة 90 في المئة على أسعار العقود، تخشى صناعة الصلب الصينية من تفجّر التكاليف وتؤكد انها «لا تستطيع تمرير الزيادة إلى المستهلكين». وسبق أن اتخذت المفاوضات السنوية منحى سياسياً، مع تدهور العلاقات بين البلدين جراء اعتقال 4 أعضاء من الفريق التفاوضي لشركة «ريو تينتو» العام الماضي في الصين، وعروض صينية مثيرة للجدل غالباً لشراء حصص في شركات إنتاج أسترالية.