قتل 27 شخصاًً على الأقل في انفجار سيارة مفخخة في بلدة ديرة غازي خان الباكستانية، استهدف منزل مستشار حكومة إقليم البنجاب ذو الفقار خوسا، عضو «حزب الرابطة الإسلامية - جناح رئيس الوزراء السابق نواز شريف» والذي يواجه انتقادات شديدة من «حزب الشعب» الحاكم بزعامة الرئيس آصف علي زرداري، على رغم تأكيد شريف أخيراً عدم سعيه الى إسقاط النظام. يأتي ذلك غداة إعلان الادعاء العام في المحكمة العليا التي تنظر في قضايا الفساد والمصالحة الوطنية التي أقرها الرئيس السابق برويز مشرف وأسقط بموجبها تهماً موجهة الى زرداري وقادة في «حزب الشعب»، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) وقيادة الجيش تشكلان تهديداً خطراً على الحياة الديموقراطية في باكستان، ما دفع رئيس المحكمة القاضي افتخاري تشودري الى مطالبة المدعي العام بتقديم إفادة خطية موقعة من وزارة العدل في شأن هذه المزاعم. في الوقت ذاته، استبعد قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس، بعد لقائه قائد الجيش الباكستاني أشفق كياني، نية الجيش إطاحة الحكومة ووقف مسيرة الديموقراطية في البلاد. لكن مصادر مطلعة نقلت عن كياني تأكيده لبترايوس في حضور الرئيس زرداري أن موقف باكستان قد يتغير من «الحرب على الإرهاب» إذا استهدفت غارات جوية أميركية إقليم بلوشستان (جنوب غرب)، خصوصاً عاصمته كويتا. وكشفت المصادر ذاتها أن كياني رفض طلب الولاياتالمتحدة أن يلاحق الجيش الباكستاني قادة حركة «طالبان» الأفغانية في مناطق القبائل، على أساس أن «أحداً منهم لا يتواجد في أراضي باكستان». وأبلغت مصادر مقربة من الجيش الباكستاني «الحياة» أمس، أن قيادته قد تراجع حساباتها لجهة الحد من دورها في دعم التحالف الدولي في أفغانستان لتجنب تحول باكستان الى ضحية لأي انسحاب قد تنفذه قوات حلف شمال الأطلسي من هذا البلد، خصوصاً أن مصادر أميركية وغربية عدة، أقرت باستحالة الانتصار عسكرياً على «طالبان». وأعلن المدير السابق للاستخبارات الباكستانية الجنرال أسد دراني أن «طالبان شكلت سابقاً أفضل حكومة أفغانية تعاملت معها إسلام آباد التي قد تضطر الى التعامل في المستقبل مع سياسة الأمر الواقع الذي تمثله الحركة عبر سيطرتها على مناطق أفغانية محاذية لباكستان، ما قد يزعج الهند وإيران والولاياتالمتحدة وروسيا ويمكن أن يؤدي الى اتهام هذه الدول باكستان بدعمها مجدداً حركة «طالبان» الأفغانية. وفي أفغانستان، قتل 8 أشخاص في انفجار سيارة مفخخة أمام فندق «هيتال» في حي وزير اكبر خان الذي يضم سفارات ومقار رسمية وأخرى لمنظمات غير حكومية في العاصمة كابول. وهذا الهجوم السابع في كابول منذ آب (أغسطس) الماضي. ووقع الهجوم الأخير في 28 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حين هاجم ثلاثة مسلحين منزل ضيافة تابعاً للأمم المتحدة وقتلوا خمسة من موظفي المنظمة. وفي ولاية باكتيا (شرق)، قتل 5 أشخاص بينهم أجنبي في انفجار لغم يدوي الصنع داخل مكتب لوكالة إغاثة. كما سقط جنديان بريطانيان في هجوم نفذه مسلحان عبر إلقاء قنبلة على قافلة للتحالف في منطقة سانغين في ولاية هلمند (جنوب). ترافق ذلك مع وصول مئات من القوات البريطانية الإضافية الى أفغانستان للمساعدة في تعزيز جهود القوات الأجنبية في مواجهة المتمردين.