تل أبيب , إسرائيل - يو بي أي - عبر مسؤولون سياسيون إسرائيليون عن غضبهم الشديد جراء إصدار قاض بريطاني أمرا باعتقال رئيس حزب كديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، التي دعا الرجل الثاني في حزبها شاؤول موفاز إلى إعادة السفير الإسرائيلي في بريطانيا رون بروساور لإجراء مشاورات. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن موفاز قوله اليوم الثلاثاء إن "وزير الخارجية (ألإسرائيلي) افيغدور ليبرمان يجب أن يعيد السفير الإسرائيلي في لندن لغرض إجراء مشاورات في القدس". واضاف موفاز أنه لا حاجة لإحداث أزمة مع بريطانيا "لكن حان الوقت لإجراء استيضاح عميق وحقيقي في الموضوع"، في إشارة إلى إصدار محاكم بريطانية عدة أوامر في السنوات الأخيرة باعتقال مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين بتهمة ارتكابهم جرائم حرب. وعقب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم على أمر اعتقال ليفني بشبهة الضلوع في تنفيذ جرائم حرب خلال الحرب على غزة، بالقول "جميعنا تسيبي ليفني" وأنه "حان الوقت لكي ننتقل من الدفاع إلى الهجوم ويجب انتهاج سياسة حقيقية والقول لبريطانيا واسبانيا ولجميع تلك الدول أننا لسنا مستعدين لقبول ذلك بعد اليوم". واعتبرت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "الأفعال وحدها بإمكانها وقف هذا الوضع المتناقض ولولا خطورته لكان بالإمكان تسميته بسلسلة من الأخطاء الكوميدية". وأضافت المصادر ذاتها "أننا نقدر رغبة حكومة بريطانيا في لعب دور مركزي في عملية السلام في الشرق الأوسط وبناء عليه نتوقع منها ترجمة الأهمية التي توليها للعلاقات مع إسرائيل إلى أفعال، ومن دون تصحيح الغبن فإن مسؤولين إسرائيليين لن يتمكنوا من أن يطئوا أرض بريطانيا الأمر الذي سيبقي بريطانيا خارج دائرة الضلوع في دفع عملية السلام". وكررت ليفني اليوم أقوالا أدلت بها أمس وقالت إنه "ليست لدي مشكلة في أن العالم يريد محاكمة إسرائيل فنحن جزء من العالم الحر، لكن المشكلة تبدأ عندما يحكم العالم علينا بصورة لا يتم تطبيق قيمه من خلالها على المنطقة، ولا يوجد في العالم دولة ديمقراطية يجري فيها التشبيه بين قاتل وقاتل لم يتعمد القتل". وتدّعي إسرائيل أن قواتها لم تتعمد قتل المدنيين خلال الحرب على غزة وأنها لم تستهدفهم وأن آلاف القتلى والجرحى الفلسطينيين أصيبوا جراء تواجدهم في بيوتهم التي حولتها الفصائل الفلسطينية إلى مناطق القتال. وقالت ليفني، التي كانت تتحدث في ندوة عقدها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إنه "من أجل منع أي شك فإن العملية العسكرية في غزة كان ضروريا، وعملية الرصاص المسكوب حققت أهدافها بإعادة قدرة الردع إلى إسرائيل". واضافت أن "على إسرائيل أن تفعل ما هو صائب بالنسبة لها والمحاكم والتصريحات وأوامر الاعتقال كلها ليست مهمة وهذا هو دور القيادة، وبالنسبة لي كنت سأتخذ جميع القرارات التي اتخذتها (خلال الحرب) من دون استثناء".