أعلن وزير النفط السعودي علي النعيمي، أن المملكة تنتج الخام قريباً من مستويات قياسية خلال الشهر الجاري، ما يبرز عزمها حماية حصتها السوقية، في وقت تشهد الأسواق تعافياً هشاً. وعقب تصريح النعيمي، تراجعت أسعار النفط صوب 62 دولاراً للبرميل بضغط أيضاً من ارتفاع الدولار. وثمة بواعث قلق من أن تنامي إنتاج السعودية وسائر أعضاء «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) قد يخمد إنتعاش الأسعار في الفترة الأخيرة خصوصاً في ظل نمو اقتصاد الصين، المستهلك الرئيس للخام بأبطأ وتيرة على مدى ست سنوات في الربع الأول من السنة. وقال النعيمي إن إنتاج النفط في السعودية يبلغ «نحو عشرة ملايين» برميل يومياً هذا الشهر. وأضاف في مقابلة في سيول، حيث يحضر اجتماعاً لمجلس إدارة «أرامكو»: «قلت مراراً إنه يسرنا على الدوام أن نزود عملاءنا بما يريدون. الآن يريدون عشرة ملايين». وكان النعيمي قال في وقت سابق هذا الشهر إن السعودية أنتجت نحو 10.3 مليون برميل يومياً. وارتفعت أسعار النفط نحو 17 في المئة هذا الشهر، لكن «مورغان ستانلي» حذر أمس من أن الإنتاج السعودي قد يكون أهم من التطورات في الولاياتالمتحدة. وجاء في مذكرة أصدرها: «يساورنا قلق من تركيز السوق على الولاياتالمتحدة (...) إنتاج أوبك قد يكون أهم حيث زاد مليون برميل يومياً عن الشهر السابق (...) السعودية وحدها أضافت نصف إنتاج «باكن»، أكبر حقل نفط صخري أميركي». وعندما سئل إن كان قلقاً في شأن طلب الصين من النفط قال النعيمي: «لم نلحظ تغيراً في الطلب على النفط. ما زلنا نورد الكمية ذاتها التي كنا نوردها من قبل». وأوضح أن المملكة تزود الصين بنحو مليون برميل يومياً، وتوقع نمو الطلب الآسيوي. وقال: «أعتقد أن الطلب سيواصل النمو مع الوقت، نحن متفائلون جداً من هذه الناحية (...) لسنا قلقين (أبداً). لم نلحظ أي تغيير منذ تغيّر الأسعار». ورداً على سؤال عن موقف السعودية في شأن الإنتاج خلال اجتماع «أوبك» المقبل في 5 حزيران (يونيو) قال النعيمي: «لم يحن الوقت بعد، ينبغي أن ننظر في البيانات والمعلومات ثم نقرر ماذا نفعل». وتابع: «قلت مراراً إن استقرار السوق يتوقف على تعاون المنتجين والمستهلكين والصناعات، لذا نعم نحن في حاجة إلى تعاون كل المنتجين من أجل استقرار السوق». في الأسواق، تراجعت أسعار النفط صوب 62 دولاراً، وانخفض «برنت» 1.20 دولار إلى 62.25 دولار بعد أن صعد في وقت سابق إلى 64.34 دولار. وهبط الخام الأميركي تسليم أيار (مايو) 74 سنتاً إلى 55 دولاراً للبرميل إنخفاضاً من 56.65 دولار. إلى ذلك، أفاد مصدر ملاحي وآخر في قطاع النفط بأن تدفقات الخام في خط أنابيب كردستان العراق الذي ينقل خام كركوك والنفط الكردي إلى ميناء جيهان، سجلت مستوى مرتفعاً جديداً إذ بلغت 650 ألف برميل يومياً صعوداً من 500 ألف برميل يومياً مطلع الأسبوع. وأظهرت بيانات التحميل أن معدل الإمدادات بلغ نحو 450 ألف برميل يومياً في العام الجاري، لكنه ارتفع بقوة في الأيام الأخيرة. وأشار مصدر في القطاع الى ان «الأكراد يوردون 650 ألف برميل يومياً هذا الشهر وجميعها إلى سومو». وأضاف: «في وقت سابق من العام الحالي حدثت تراجعات طفيفة عن المستهدف، الآن يضخ الأكراد أكثر من حجم التزامهم هذا الشهر لرفع المتوسط الإجمالي»، موضحاً أن الخطة المزمعة هي الضخ قرب تلك المستويات على امتداد الشهر الجاري. كذلك، توقعت مصادر في صناعة تكرير النفط أن ترفع «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) معدلات تشغيل مصفاة الرويس الموسعة حديثاً، وأن تنتهي من تشغيل كل الوحدات بحلول حزيران (يونيو). وأفاد مصدر بأن المصفاة الموسعة، التي تعمل حالياً بنحو 60 في المئة من طاقتها، تستهدف بدء تشغيل وحدة التكسير الحفزي للسوائل ووحدة التكسير الهيدروجيني نهاية الشهر الجاري. وأضاف: «فور تشغيل الوحدتين سترفع أدنوك المعدلات إلى نحو 100 في المئة عن طريق معالجة مزيد من النفط الخام في نهاية نيسان ثم تخفض النسبة إلى 80 أو 90 في المئة من الطاقة بحلول حزيران (يونيو)». إلى ذلك، أمر رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، أول من أمس بإغلاق محطات تديرها «أويل ريفاينريز»، وهي أكبر مجموعة لتكرير النفط والبتروكيماويات في إسرائيل، بعد تقرير أظهر ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في تلك المدينة الساحلية. وأعلنت الشركة إلغاء ترخيص تشغيلها مع عدد من فروعها في حيفا مشيرة إلى اعتقادها بأن الإجراء غير قانوني وتعهدت بالقيام بتحرك قضائي. وجاء في تقرير نشرته وزارة الصحة الأسبوع الماضي أن البيانات التي جُمعت خلال السنوات العشر الأخيرة أظهرت إرتفاع معدل الإصابة بالسرطان في منطقة حيفا مقارنة بالمعدل العام ربما بسبب تلوث الهواء بشكل سيء. وقال ياهف للتلفزيون الإسرائيلي إن المحطات: «ستغلق وإذا كانت الدولة تريد إعادة تشغيلها عليها أن تأتي وتفسر لنا هذا التقرير».