لم يجد رجل الأعمال لؤي محمد نسيم حرجاً من الكشف عن فشله الدراسي والتجاري والوظيفي في بدايات حياته، إلا أن المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «تفاصيل الدولية»، مالكة العلامة التجارية «لومار» للأثواب الرجالية، أكد أن فشله لم يحد من موهبته أو حلمه في «إنشاء صناعة وطنية وعلامة تجارية، تعيد تعريف الثوب باستخدام أحدث تقنيات التصميم والتفصيل والجودة». لؤي الذي قدم أمسية «مسيرة نجاح» أخيراً، التي نظمتها لجنة شباب وشابات الأعمال في غرفة الأحساء، نجح خلال 10 أعوام فقط في إنشاء شركة ومصنع يعمل فيهما اليوم أكثر من 400 موظف وموظفة، منهم 85 سعودياً، بينهم 25 مصممة وخياطة سعودية، يخدمون أكثر من 150 ألف عميل على مستوى المملكة. وقدم عضو مجلس الغرفة رئيس لجنة شباب وشابات الأعمال صلاح المغلوث عرضاً عن ضيف اللقاء، موضحاً أنه «من العلامات الفارقة في جيل شباب الأعمال وعالم الابتكار بفضل تجربته العملية الرائدة والنمو السريع المستمر لأعماله الناجحة وصناعة اسم وعلامة تجارية مميزة، إضافة إلى دوره في خدمة المجتمع والمشاركة في دعم البرامج الخيرية والتطوعية والتوعوية». بدوره، قدم نسيم خلال اللقاء عرضاً لمسيرته التي كانت في بادئ الأمر «مليئة بمحطات الفشل الدراسي والتجاري والوظيفي»، لافتاً إلى أنه تنقل في بدايات حياته المهنية بين نحو 20 وظيفة ومهنة، تنوعت بين أعمال التعقيب، والمقاولات، وتجارة التجزئة، وفتح البقالات والمحال، وغيرها التي لم ينجح في أكثرها، ولم يحب البقية، ولم يجد نفسه فيها كلها. «ولكن مع ذلك كنت مؤمناً بموهبتي في الرسم والتصميم». وبدأت بعدها حياته الحقيقية عندما سافر إلى أميركا، لدرس فنون التصميم والغرافيك، إذ تبلورت مواهبه الفنية ومهاراته العملية التي ظلت كامنة طوال تلك المرحلة من عمره. وقال: «إن عودتي من أميركا بشهادة دبلوم فنون الغرافيك ساعدتني على دخول المجال الذي أحبه منذ طفولتي، وهو التصميم الفني، فالتحقت بعدد من الشركات والجهات التي تعمل في المجال الدعائي والإعلاني. واستطعت أن أحقق تفوقاً كبيراً، وأضع بصمة مميزة في أعمالي، لأشعر للمرة الأولى بنفسي وبالعمل الذي أحبه». ثم انبثقت فكرة مشروعه التجاري من طريق «الصدفة»، إذ درج على تصميم وتفصيل ثيابه بلمسات من تصميمه، وبما يناسب مزاجه، ليكون له ثوبه الخاص والمميز، وألا يعتمد على الخياطين التقليدين في ذلك. وذكر أنه بدأ حلمه «بماكينة خياطة واحدة فقط في بيت الأسرة ثم شيئاً فشيئاً تحولت إلى مصنع عالمي، مساحته ثلاثة آلاف متر مربع، ينتج نحو 90 ألف ثوب في العام، ولدي أكثر من 16 فرعاً في معظم المدن الكبرى في المملكة».v وحول أبرز التحديات التي واجهها في سبيل تحقيق مشروعه، قال نسيم: «إن نظرة المجتمع السلبية والتعليقات الساخرة والمحبطة، كانت أصعب فترات بداية بناء حلمي وتأسيس مشروعي. ولكن مع مرور الزمن اكتسب ضدها مناعة وحصانة كبيرة»، داعياً الشباب إلى «البدء في مشاريعهم من الصفر، وفي مجالات عمل هم يحبونها، وتلبي طاقاتهم، وتنسجم مع مواهبهم وألا يكون هدفهم الأول – خصوصاً في البدايات –العائد المادي فقط، بل يجب أن يهتموا بالتطوير والجودة والتخصصية». وأكد أهمية دور زوجته أم محمد مضيفاً: «إن كل إنسان لديه شريك مميز، يسير معه يداً بيد، في طريق العمل والإنتاج، ويساعده في الوصول نحو قمة النجاح والتميز»، مبيناً أن «لومار» هي قصة حب وعشق بين زوجين في البيت والعمل.