واشنطن - أ ف ب - هاجم الرئيس الأميركي باراك اوباما المصرفيين الذين يستفيدون من النظام المالي ويحصلون على مكافآت كبيرة، في حين أن مؤسساتهم أُنقذت بأموال المكلفين. وقال أوباما خلال مقابلة أجرتها معه شبكة «سي بي اس» من ضمن برنامجها «ستون دقيقة»: «لم أترشح للرئاسة كي أساعد حفنة قطط سمينة في وول ستريت». و «القطط السمينة» تعبير ساخر يستخدم في أوساط مالية لوصف المصرفيين والمتعاملين الكبار. وعمدت مصارف أميركية كبرى إلى تسديد الأموال التي سلفتها إياها الحكومة لإنقاذها من الانهيار خلال أزمة المال. ولم يستبعد اوباما أن يكون بعضها فعل ذلك من اجل أن يتمكن من دفع مكافآت كبيرة إلى موظفيه، كون القانون حدد سقفاً للعلاوات في المصارف المدينة للدولة. وتنفق المصارف مبالغ كبيرة تدفعها إلى موظفين لديها، مكافأة لهم على مجازفات يقومون بها خلال تعاملاتهم المصرفية وتشمل أحياناً استثمارات عالية الأخطار. وتعتبر هذه الاستثمارات أحد الأسباب التي أدت إلى أزمة المال العالمية وأغضبت الرأي العام. أضاف اوباما: «اعتقد انه جرى تسديد أموال المساعدة الحكومية للتمكن من دفع مكافآت». وتابع: «ما يثير هو أن الناس في وول ستريت لم يستوعبوا بعد (...) وما زالوا يتساءلون لماذا الناس غاضبة من المصارف». وأضاف: «حسناً فلنر، انتم تحصلون على مكافآت من 10 او 20 مليون دولار بعد أسوأ عام مر على الاقتصاد الأميركي منذ عقود وأنتم من تسبب بالمشكلة». من جهةٍ أخرى، أعلن الناطق باسم وزارة الخزانة الأميركية أن الحكومة الأميركية لا تنوي فرض ضريبة خاصة على العلاوات المصرفية في 2009 على عكس ما قررت فرنسا وبريطانيا في هذا الخصوص. وأعلنت بريطانيا وفرنسا الخميس أن العلاوات التي ستدفعها المصارف إلى موظفيها هذه السنة تخضع لضريبة استثنائية من 50 في المئة. ودافع أوباما في حديث له امس، عن وكالة لحماية المستهلك يريد القطاع المالي إضعافها أو تجريدها من مشروع قانون يعزز التنظيم الرقابي في «وول ستريت». (الخبر في مكان آخر) وقال إن وكالة الحماية المالية للمستهلك المزمعة ستملك سلطة «إنهاء الممارسات المضللة والمخادعة للمصارف والمؤسسات» في ما يتعلق ببطاقات الائتمان والخصم أو الرهون العقارية وقروض شراء السيارات. ويقول منتقدو الوكالة الجديدة إنها تزيد البيروقراطية الحكومية وتخنق الإبداع وتقلل الخيارات المتاحة أمام المستهلكين وهو ما يرفضه أوباما. وقال: «الأميركيون لا يختارون السقوط ضحية رسوم غامضة وشروط متغيرة وصفحات من الكلمات المدسوسة بين السطور. وفي حين ينبغي تشجيع الابتكار، فإن هذا لا يشمل البرامج العالية المخاطر التي تهدد اقتصادنا بأسره». وأضاف أن الاقتصاد بدأ يتجاوز محنته، وهناك علامات جيدة للمستقبل لكن لا عزاء في هذا لكل جيراننا الذين لا يزالون دون عمل».