طالب عدد من الاختصاصيين في حماية البيئة بإعادة النظر في مجريات العمل في حي قويزة، خصوصاً أن فرق البحث والإنقاذ لاتزال تعمل على استخراج جثث من عدة مواقع بداخله، وأكدوا في حديثهم إلى «الحياة»: «أن البيئة في حي «قويزة» تعد ملوثة وغير صحية لحياة الإنسان في الوقت الراهن، لاسيما أن عمليات تنظيف الشوارع من الركام الناجمة عن الحادثة لم تنته بعد، فضلاً عن وجود مستنقعات تجمع المياه، إضافةً إلى احتمال وجود جثث لم يتم العثور عليها. وأشار البروفسور في علم البيئة الدكتور علي عشقي إلى أن وضع الأحياء المتضررة خصوصاً حي «قويزة» سيكون مأساوياً، وقال ل «الحياة» «إذا لم تتضافر الجهود من أمانة مدينة جدة ووزارتي الصحة والزراعة في القضاء على مستنقعات المياه، وتنظيف الركام الذي أحدثه سيل الأربعاء، إضافةً إلى مراقبتها مراقبة لصيقة بهدف التأكد من عدم ظهور أي أعراض وأي وباء فيها فإن الوضع سيكون مخيفاً جداً». ولفت إلى أن التأخر في تنظيف المنطقة سيجعلها بيئةً خصبة لتوالد البعوض المسبب لحمى الضنك وحمى الوادي المتصدع، وأضاف «في حال اختلاط المياه النظيفة في خزانات منازل تلك الأحياء مع مياه الصرف الصحي ستكون الكارثة الحقيقة، إذ إن هذا سيؤدي إلى ظهور وباء الكوليرا في جدة». ورأى عشقي أن من أفضل الحلول لتنظيف الحي بشكل صحيح هو إخلاؤه بشكل كامل، وعدم السماح لسكانه بالعودة إلا بعد تطهيره بالكامل، حرصاً على سلامتهم وسلامة سكان جدة عموماً. وزاد «من الواجب إخلاء هذا الحي تماماً لأنه يقع على مجرى سيول، وما حدث قبل أسبوعين في جدة يمكن تكراره حال هطول أمطار جديدة حتى لو بعد سنوات عدة، لذا يجب إخلاء جميع الأحياء السكنية الواقعة على مجاري السيول في الأودية حفاظاً على حياة سكانها». واتفق الخبير البيئي محمد بخاري مع آراء عشقي وأكد ل«الحياة» ضرورة إخلاء هذه المناطق بالكامل وعلى وجه السرعة، وقال: «تعد منطقة قويزة والأماكن المتضررة بؤرة للأوبئة والأمراض ولابد من إخلائها بشكل كامل، خصوصاً أن عمليات التنظيف والتطهير تتطلب رش مواد كيميائية ومبيدات حشرية تشكل خطراً على حياة الإنسان». وأضاف «إن المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية لها تأثير على صحة الإنسان على المستوى بعيد الأجل، فهي سبب في الإصابة بمرض السرطان في ما بعد». بدوره، رأى الخبير البيئي الدكتور فهد تركستاني صعوبة الإخلاء الكامل لحي «قويزة»، وقال «من المفترض إخلاء المناطق التي توجد بها مستنقعات» مؤكداً أنه من الصعب إخلاء «قويزة» بشكل كامل خصوصاً أنها منطقة تتمتع بكثافة سكانية كبيرة. وشدد على أهمية تضافر الجهود للحد من المستنقعات والمناطق الملوثة، والعمل على إزالتها بأسرع وقت ممكن خصوصاً أنها تعد بؤراً لتوليد وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض في المنطقة المنكوبة على وجه الخصوص، وجدة كمرحلة ثانية لانتقال تلك الأخطار.