ضمن احتفالية المملكة شعباً وحكومة بعودة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية الناجحة، تم إطلاق موقع إلكتروني خاص بالمناسبة على الرابط http://sultansaudi.com، يتضمن رصداً لسيرة الأمير سلطان وإنجازاته وحضوره الإنساني والاجتماعي والسياسي. ويحتوي الموقع - الذي أنجزه الزميلان رئيس الوكالة الوطنية للإعلام عبدالله بن عبدالعزيز القنيعير، ونائب مسؤول التحرير في الزميلة "الشرق الأوسط" في الرياض بدر الخريف - على سجل عن «سلطان» من كتاب يعكفان على إصداره قريباً، والجهود التي بذلها الأمير سلطان في تطوير القوات المسلحة في السعودية، إذ يعد تعيينه عام 1962 وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً أهم مرحلة في تاريخ هذه القوات، ما يمكن وصفه بالعصر الذهبي لها بأفرعها الأربعة، وانتقلت هذه القوات إلى أرقى مستوياتها منذ نشأتها، ووصلت إلى مصاف الدول الحديثة ذات القوة العسكرية، إذ بدأت ب 60 رجلاً هم رفقاء الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في رحلته الجهادية لاستعادة ملك آبائه وأجداده. وما لبثت هذه القوات أن تزايدت إلى أن بلغت مئات الألوف، حتى أوصلها الأمير إلى قوة مهابة، بعد مشاركات ناجحة في حرب فلسطين الأولى. وتحولت معها الحاميات العسكرية بعد مرحلة التحديث في عهد الأمير سلطان إلى مدن للصحة والتعليم والتدريب، إذ كان الأمير يردد دائماً أن القوة العسكرية السعودية هي حقاً قوة من أجل السلام في المنطقة. ورصد الكتاب - الذي سيرى النور قريباً متزامناً مع عودة ولي العهد إلى أرض الوطن بعد رحلة علاجية ناجحة - جهود الأمير سلطان في مجال البيئة، وهو ما رشحه لنيل لقب رجل البيئة العربي الأول، وضمن العشرة على مستوى العالم ممن يعملون للحفاظ على بيئة كوكب الأرض. كما رصد الكتاب في هذا الصدد، دعم الأمير لأبحاث الصحراء، وإنجاز أول أطلس فضائي سعودي. وسجل الكتاب كذلك جهود الأمير سلطان في تحقيق إنجازات ملموسة لبلاده، من خلال إيجاد قدرات ذاتية لها في مجالات وتقنيات حيوية، مثل الطيران والفضاء والإلكترونيات ونظم الحاسبات، وتوسيع القاعدة الصناعية وفرص الاستثمار، والعمل من خلال تطبيق أسلوب التوازن الاقتصادي، الذي يعد وسيلة فعالة لدعم أهداف خطط التنمية. وطرح الكتاب رؤى الأمير سلطان لكثير من القضايا والأحداث والمستجدات، محلياً وعربياً وإقليميا وعالمياً، مورداً في هذا الصدد تعليقات ولي العهد ورؤيته للأحداث التي طغت على الساحة المحلية والعالمية، متمثلة في موضوع العنف والإرهاب، وتأكيداته أن مظاهر العنف عالمية، وتشديد الأمير على أن لا وجاهة للعنف إسلامياً واجتماعياً، وأن من مارس العنف والإرهاب خارج نسيجنا، وفي مطالبته بأهمية وجود أمم فاعلة قادرة على النهوض بمهامها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين والتنمية المستدامة. واستعرض الكتاب تبني الأمير سلطان الذي تعلق بالقرآن الكريم منذ صغره مشاريع لخدمة كتاب الله، وإقراره مسابقات دولية لحفظ القرآن الكريم، وجهوده في إنجاز أضخم موسوعة عربية، ولم يخل الكتاب من إيراد قصص تنم على إنسانية سلطان وذكائه وشخصيته الجريئة وحضوره الديناميكي وابتسامته الدائمة وعطائه وذلك منذ صغره ونبوءته المبكرة، وفصاحة الأمير وكرمه وخطبه في طفولته وشبابه، خصوصاً في عهد والده الملك المؤسس، إذ ترسم الأمير سلطان خطى والده، الذي حرص على متابعة تربية وتعليم أبنائه الذين أصبحوا في ما بعد قادة هذا الوطن الذي بناه ووحد كيانه وجمع شمله. واسترجع الكتاب جهود الأمير عندما كان أميراً للرياض قبل أكثر من ستة عقود في تطوير العاصمة السعودية، والمشاريع التي باشر وتابع تنفيذها في المدينة، ومن أبرزها إنشاء محطة القطار ووحدة للمطافئ، وإنشاء شركة كهرباء الرياض، واقتراحه على ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز أن يكون اسم الشركة شركة الكهرباء الوطنية، ووافق ولي العهد على أن تمنح الشركة الامتياز لمدة 100 سنة وإعفائها من الجمارك. كما نشر الكتاب لقاءً صحافياً مع الأمير سلطان عندما كان وزيراً للمواصلات قبل نصف قرن أجراه نجلاه الأميران خالد وفهد في صحيفة «الناصرية» الصادرة عن معهد الأنجال (العاصمة النموذجي)، حالياً أعرب فيه الأمير عن أمنياته بأن يرى نهضة أميركا وأوروبا في بلاده، مع الاحتفاظ بالتقاليد، والاعتزاز بالدين والعروبة، كما استعرض الكتاب جهود الأمير عام 1958 في إنجاز طريق جبل كرا أو الطريق المعجزة كما سمي بذلك الوقت.