أعادت مسرحية «أنا الرئيس» التي تعرض على خشبة «المسرح العائم» (مسرح فاطمة رشدي) في القاهرة، الجمهور إلى المسرح بعد انقطاعه الملحوظ عنه خلال السنوات الماضية. وبدا ملفتاً حجم الإقبال الكبير على العروض، ما اضطر مديرة المسرح عايدة فهمي إلى إقامة حفلة «ماتينيه» أسبوعياً إفساحاً في المجال أمام مختلف الفئات العمرية لحضور المسرحية التي حققت أعلى نسبى ايرادات داخل مسرح الدولة للموسم الحالي. والمسرحية مأخوذة من نص «اللي ضحك على الحكومة» للكاتب الراحل يوسف عوف، طوّره المخرج محسن رزق، وحوّله إلى «أنا الرئيس». وأثار اسم المسرحية اهتمام الجمهور لما له من دلالة سياسية، شكّلت بحسب متابعين للشأن المسرحي عنصر جذب. وتدور أحداث المسرحية حول الشاب عصام كمال الذي يجسد شخصيته الممثل سامح حسين. وكمال خريج كلية تجارة بتقدير امتياز، لكنه يعمل سباكاً، ويحاول إصلاح بيته المهدد بالإنهيار. واثناء تأديته عمله في منزل أحدهم، يتعرف على شخص يتوسّط له لتعيينه في مؤسسة حكومية. وبسبب تشابه اسمه مع اسم رئيس المؤسسة الوافد من أميركا عاصم كمال، يتم تعيينه رئيساً للمؤسسة، ويكتشف فساد القائمين عليها والعاملين فيها. ويتعرف على نور التى جسدت شخصيتها حنان مطاوع، وتكون الوحيدة التي تساعده على محاربة الفساد، وتنشأ بينهما قصة حب. وتنتهي المسرحية بوصول الرئيس الحقيقي للمؤسسة الذي بمساعدة عصام ونور يكشف فساد العاملين فيها ويقضي عليه. المسرحية مأخوذة عن رواية «المفتش العام» للكاتب الروسي نيقولاى غوغول، وهي مسرحية هزلية عرضت عام 1836 وترصد قضايا الفساد المؤسسي. وعلى رغم أن المخرج محسن رزق اختار أن يسلط الضوء على الفساد في المؤسسات الحكومية، فإن العرض حمل تناقضات لا تخدم الهدف، منها أنه تم تعيين البطل عن طريق الواسطة، كما أن القضاء على الفساد داخل المؤسسة تم بطريقة غير منطقية، ومن طريق الصدفة البحتة. وإلى جانب النص، قدّم المشاركون في العمل استعراضاً فنياً راقياً لاقى ترحيب الجمهور. كما بدا ملفتاً اتقان الممثلين الأدوار التي أدوها. فبطل المسرحية سامح حسين بدا مقنعاً، ولعل ما ساعده على ذلك، تشابه تجربته الشخصية مع تجربة البطل الذي يلعب دوره. حسين نفسه حصل على إجازة في الحقوق ثم في الآداب، ونال الديبلوم في القانون الجنائي. وعلى رغم ذلك، عمل لمدة خمس سنوات فى السباكة والنجارة والنقاشة إلى أن انتقل إلى التمثيل. وبدت الممثله حنان مطاوع مقنعة خلال تأديتها دورها الكوميدى في شكل سلس ومن دون مبالغات زائدة. ولعبت أعمال مصممي السينوغرافيا والملابس والديكور والإضاءة دوراً في نجاح المسرحية، وخدمت في شكل ملفت السياق الكوميدي في بعض الفقرات والدرامي في فقرات أخرى من العرض.