طهران، فيينا – أ ب، أ ف ب، رويترز – جددت إيران أمس، تأكيدها قدرتها على استهداف المنشآت النووية الإسرائيلية، اذا هاجمت تل ابيب مواقعها الذرية. وأشارت طهران الى أنها لا تسعى الى مواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإعلانها نيتها بناء 10 منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم. وقال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي خلال زيارته دمشق: «قوات الجمهورية الإسلامية مستعدة تماماً». وأضاف أنه اذا هاجمت اسرائيل، سيكون أول رد لإيران استهداف مواقع عدة لتصنيع السلاح بما في ذلك «الأسلحة القذرة ومراكز نووية غير تقليدية». ونقلت وكالة «مهر» عن وحيدي قوله ان «التهديدات الأخيرة» التي أطلقها مسؤولون اسرائيليون تستهدف جزئياً تغطية مشاكلهم ونيل موافقة لزيادة موازنة الجيش. وأضاف: «لكن في الوقت ذاته، يعرف الصهاينة أنهم غير قادرين على تنفيذ أي من تهديداتهم لإيران، وهم مدركون لرد ايران الصارم». في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ان اعلانه بناء 10 منشآت جديدة للتخصيب «لا يستهدف مواجهة مع الوكالة الذرية. طلبنا بالفعل منذ شهور من المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية تحديد مواقع للمحطات الجديدة. سألناهم أخيراً عن اسباب التأخير» في تحديد هذه المواقع. وتابع بعد جلسة لمجلس الوزراء: «حُدّد مكان انشاء خمسة مواقع نووية، فيما يُدرس الآن تحديد المواقع الخمسة الأخرى». وزاد ان «قراراتنا واضحة وليس من الصعب اختبارها، وما نقوله نفعله». وأسف نجاد لأن دولاً «مثل بريطانيا والكيان الصهيوني تحاول إثارة ضجيج وتضع عراقيل في طريقنا، وذلك لن يجديهم نفعاً»، مشدداً على ان «الملف النووي الايراني سُوّي قبل سنتين، لكن دولاً ترغب في إطالته». في الوقت ذاته، قال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي ان «الأولوية بالنسبة الى ايران هي التعاون مع الوكالة الذرية والحصول على وقود نووي من الخارج بدرجة تخصيب 20 في المئة الذي يحتاجه مفاعل طهران للبحوث». في غضون ذلك، اعتبرت طهران أنها عرضة ل «التجسس» عبر محطة إنذار جديدة للأمم المتحدة لرصد النشاط الزلزالي ولتتبع الهزات الناجمة عن التفجيرات النووية، استُكمل بناؤها الأسبوع الماضي في تركمانستان المجاورة على بعد كيلومترات فقط من الحدود الإيرانية. وأعلنت «اللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية» التي تتخذ من فيينا مقراً لها، والتي تسعى إلى حظر كل التجارب النووية، أن المحطة أُنشئت بين صحراء كاراكوم في تركمانستان وسلسلة كوبيت الجبلية، مضيفة انها تخضع الآن للاختبار. والمحطة واحدة من بين 275 محطة في العالم، ترصد الانفجارات الضعيفة جداً وحتى الاهتزازات الناجمة عن التجارب النووية. لكن الديبلوماسي الإيراني ابو الفضل زهره وند اعتبر المنظمة «معاهدة أمنية وتجسسية، بل وأكثر خطراً» من البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، والتي تسمح بعمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية في الدول الأعضاء. وقال زهره وند وهو مستشار لكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي: «مع الكشف عن هوية تلك المحطات، يتضح أن نشاط إحداها (في تركمانستان) هو مراقبة إيران». وأضاف إن الأممالمتحدة تخطط لإنشاء أكثر من محطة حول إيران، معتبراً ان «هذه المعاهدة تقيّد البرنامج النووي الإيراني». في المقابل، قالت الناطقة باسم المنظمة أنيكا ثانبورغ إن الشبكة العالمية لمحطات الاستشعار أُنشئت لمراقبة التفجيرات النووية في العالم، وليس في دول محددة، مضيفة إن ثلاثة محطات مراقبة موجودة في إيران، وثمة خطط لبناء اثنين أخريين في البلد. وأفاد الموقع الالكتروني للمنظمة بأن المحطات الثلاث في إيران تقع في طهران وبلدتي شوشتار وكيرمان جنوب البلد. وأوضحت ثانبورغ ان قرار بناء المحطة في تركمانستان اتُخذ بين عامي 1994 و1996، بعلم ايران التي كان يرأسها آنذاك هاشمي رفسنجاني. وشددت على ان «بناء المحطة لا علاقة له بالتقارير الأخيرة حول ايران»، مضيفة ان الأخيرة «عضو في المنظمة مع 181 دولة أخرى، وتشارك في اتخاذ القرارات». وزادت ان المنظمة تنوي بناء 337 محطة مماثلة في العالم.