فشل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في إقناع باكستان بتبني الدعوة إلى وقف النار في اليمن أولاً ثم تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وبعد ذلك العمل على بدء حوار يمني بين الفصائل والأحزاب لتشكيل حكومة موسعة. لكن الحكومة رفضت سيطرة الحوثيين على الحكم، واصفة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي بأنها شرعية تعترف بها الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وأن استجابة طلب هادي التدخل عسكرياً في اليمن تتوافق مع القانون، بصفته الرئيس الشرعي للبلاد، ومع ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تعتبر طهران عضواً فيها، كما تتفق مع ميثاق الأممالمتحدة. وأحدث رد مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الأمنية والخارجية سرتاج عزيز على الوزير ظريف أمام وسائل الإعلام وفي صالة الاجتماعات المغلقة، تعديلاً على زيارة الوزير الإيراني، الذي طلب لقاء رئيس الوزراء نواز شريف. وأكد رئيس الوزراء رغبة بلاده في حل الأزمة اليمنية سلمياً، لكنه شدد على أهمية حماية المملكة وأمنها، وقال إن «استجابتها نداء هادي لا تعتبر تدخلاً في الشأن اليمني بل هي مقاومة لمجموعة تمردت على الحكومة الشرعية، وإسلام آباد ستتخذ الموقف المناسب لأمنها القومي في ضوء علاقاتها الإستراتيجية مع السعودية والدول الإسلامية». ومدد الوزير الإيراني زيارته إسلام آباد ساعات، والتقى قائد الجيش الجنرال راحيل شريف، واستعرض معه التطورات الإقليمية، خصوصاً الأزمة اليمنية، غير أن المسؤول العسكري الأعلى في باكستان طالب بنزع فتيل التوتر في البلدان الإسلامية وعدم لجوء أي دولة إلى التدخل في شؤون الدول الأخرى، وذلك في إشارة إلى التدخل الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن. في غضون ذلك، هزت جنبات إسلام آباد هتافات تظاهرة هي الأضخم منذ بدء «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين، دعت إليها الجماعة السلفية الأكبر في باكستان، جماعة «الدعوة»، وشارك فيها الآلاف من أنصارها، إضافة إلى أنصار مختلف التنظيمات الإسلامية وعدد من الأحزاب، وقطعت مسافة أكثر من 12 كيلومتراً مطالبة الحكومة بضرورة الإسراع في إرسال قوات بحرية وجوية وبرية إلى المملكة، بل ذهب مسؤول العلاقات الخارجية في الجماعة الشيخ عبد الرحمن مكي إلى المطالبة بإرسال «الجيش إلى اليمن والقضاء على الحوثيين قضاءً مبرماً». ومن المنتظر أن يسيِّر مجلس علماء باكستان واتحاد المدارس العربية الإسلامية واتحاد أئمة المساجد، الذي يضم أكثر من خمسة وسبعين ألف إمام مسجد في مختلف المدن الباكستانية، تظاهرة اليوم تأييداً ل «عاصفة الحزم» وقرار المملكة مواجهة الحوثيين. وفشل البرلمان الباكستاني في التوصل إلى قرار حاسم في حجم ونوع المشاركة التي يمكن باكستان تقديمها إلى السعودية، ما يجعل الباب مفتوحاً أمام تقدير الحكومة والقيادة العسكرية.