بات في حكم المؤكد، مشاركة باكستان عملياً في «عاصفة الحزم»، التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ورجح توقع هذه المشاركة بعد عودة الوفد الذي رأسه وزير الدفاع خواجا محمد عاصف، وشارك فيه مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية والخارجية، ومدير القيادة العامة في الجيش وقائدا سلاح الجو والبحرية الباكستانيان. وفور عودة الوفد من الرياض، عقد الرئيس الباكستاني نواز شريف لقاءً أمنياً وسياسياً حضره قائد الجيش الجنرال راحيل شريف، ووزير المالية، وعدد من قادة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء أن أي قرار تتخذه الحكومة «يجب أن يأخذ، في الدرجة الأولى، المصالح الوطنية في الاعتبار» . وأضاف: «نظراً إلى الروابط التاريخية والدينية بين باكستان والمملكة العربية السعودية، قررت إسلام آباد أن أي مساس بالسيادة والأرض السعوديتين سيقابل برد فعل قوي وحاسم من كل الشعب الباكستاني». وتابع: «أمرت الحكومة كل الأجهزة، بالتعاون مع نظيرتها السعودية». ودان البيان للمرة الأولى، من وصفهم ب «العناصر الخارجة عن الدولة في اليمن (الحوثيون)، الذين تسببوا في الانقلاب على الحكومة الشرعية الرسمية، وقد دعت الحكومة الباكستانية كل الفصائل اليمنية للاحتكام إلى العقل وحل الصراع عبر الحوار». وزاد أن «كل ما ستتخذه الحكومة من قرارات لاحقاً، يهدف إلى ضمان المصالح العليا للشعب الباكستاني وعدم تعريضها لأي خطر». إلى ذلك، دعا شريف إلى عقد جلسة لمجلسي النواب والشيوخ الاثنين، لمناقشة الوضع في اليمن وإقرار ما تتخذه الحكومة حيال الوضع هناك. وكانت مصادر مقربة من رئاسة الوزراء، قالت إن هناك إجماعا لدى القيادة السياسية والعسكرية على وجوب المشاركة في «عاصفة الحزم»، وإن هناك فرصة سانحة أمام سلاح الجو لتجريب طائرة «الرعد جي إيف 17» التي صنعتها باكستان بالمشاركة مع الصين، ومن ثم العمل على تسويقها في دول الخليج. كما أوكلت الحكومة الجنرال إشفاق نديم، مدير القيادة العامة في الجيش الذي حضر اللقاءات مع المسؤولين في الرياض، إعداد دراسة عن كل ما تحتاجه المملكة من باكستان للوفاء به، فيما قالت مصادر أخرى إن المسؤولين في الرياض لم يطلبوا مساعدتهم بمعدات. وكانت الأحزاب الباكستانية دعت إلى اجتماع عام برئاسة نواز شريف (رئيس الحزب الحاكم)، لإقرار موقف الحكومة من أزمة اليمن. ويتوقع أن يصل وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، إلى باكستان بعد يوم من جلسة البرلمان الاثنين لمناقشة العلاقة بين البلدين، والوضع في اليمن، والاتفاق النووي المحتمل بين طهران والدول الست. وكانت إيران ضغطت على إسلام آباد للسير بحل سلمي في اليمن، وطالبتها بأن تكون راعية مبادرة مصالحة، فيما تتخوف إسلام آباد من ردود فعل محلية ضد مشاركة الجيش في عمليات ضد الحوثيين، وأعلنت رئاسة الوزراء توجه نواز شريف إلى تركيا للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، وتنسيق المواقف حيال الأزمة والبحث في التوسع الإيراني في المنطقة.