سارعت مجموعة تطوعية من فتيات مدينة الرياض، لنصرة المنكوبين في «كارثة جدة»، متخذات من الفضاء الافتراضي مكاناً للاجتماع والتنسيق لما يمكن تقديمه ومن «بنات الرياض» شعاراً لمجموعتهن». من المنتديات الإلكترونية، إلى دولة «الفيس بوك» بدأت الفتاة العشرينية مي عبدالعزيز، تستنهض همم شقيقاتها، للمساعدة في ترتيب الأغراض وفرزها، وحددت يوماً لحملة النصرة الإغاثية، تقول مستنجدة: «يا بنات بيكون يوم الأربعاء والخميس اجتماع في مقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي ويبدأ الحضور من 4 - 10 مساء في حي الروضة بالرياض .. نحتاج متطوعات لفرز الأغراض وترتيبها». السواعد الأنثوية ربما هي الأجدر في ترتيب المساعدات، لذا خصصت مي نداءها لشقيقاتها. وشرحت لهن ما سيتم يومي الأربعاء والخميس المقبلين: «سنستقبل مواد غذائية قابلة للتخزين، وملابس جديدة، وحقائب مدرسية، دفاتر، أقلام، كراتين مياه... والمواد الأكثر احتياجاً» موضحة أنه «سيتم إرسالها إلى جدة، وهناك في المعرض الدولي سوف يستقبلها شباب و بنات جدة ويوزعونها». وأشاد الباحث الاجتماعي عبدالعزيز المنصور بجهود الفتيات، وقال: «لم نسمع عن تجار بادروا بمساعدة متضرري جدة، في حين لم تنتظر هؤلاء الفتيات حثاً من أحد، لكن قمن اجتهاداً من أنفسهن، وهذا يدل على «القيم الدينية الكبيرة التي بداخلهن، والقيم الرائعة التي تربين عليها». وأكد أن العمل التطوعي يمنح القائم به سعادة وطمأنينة تفوق متلقي المساعدة، لذا من يجربه مرة لا يستطيع الفكاك منه حتى يصبح أسلوب حياة، مفيداً أن التطوع مصدر للرضا النفسي والرضا عن الذات، إذ يعلي من مستوى الدافعية ويزيد من حماسة المتطوع، «كلما رأى الآثار الإيجابية والتطور الملحوظ لدى من يتطوع للعمل من أجلهم، ازدادت حماسته وشعر بالرضا والإنجاز».