قتِل 8 جنود من قوات «الحرس الثوري» الإيراني في عملية تبنتها جماعة «جيش العدل» السني المعادية للسلطات الإيرانية عند نقطة حدودية في إقليم سيستان بلوشستان (شرق) الذي تسكنه غالبية سنية. واتهمت طهران المسلحين بالتسلل من إقليم بلوشستان الباكستاني والعودة اليه بعد تنفيذهم العملية، وهو ما رفضته إسلام آباد. جاء ذلك بعد ساعات على قتل قوات النخبة الإيرانية المكلفة مراقبة الحدود، في الإقليم ذاته، ثلاثة مسلحين في عملية استهدفت تفكيك «مجموعة ارهابية» في منطقتي قصر قند ونيكشهر. واعتبر هذا الهجوم الأعنف في المنطقة منذ تشرين الأول (اكتوبر) 2013، حين قتل مسلحو «جيش العدل» 14 جندياً ايرانياً في منطقة نيغور. كما أسرت الجماعة لفترة 5 جنود ايرانيين قبل نحو سنة، وأطلقوهم في ايران. وأعلن مساعد قائد قوى الأمن الداخلي الإيراني الجنرال سعيد منتظر المهدي انه منذ بداية العام الفارسي في 21 آذار (مارس) الماضي، قتل 8 عسكريين آخرين في هجومين منفصلين استهدفا منطقتي سومار وحميدية بمحافظة خوزستان المحاذيتين للحدود مع العراق، حيث تعيش اقليات سنية. وتحدث مسؤول آخر في الشرطة الإيرانية عن توقيف منفذي الاعتداءين. ووتّرت الهجمات التي ينفذها «جيش العدل» وتنظيم «جند الله» الموالي لتنظيم «داعش» في العراق العلاقات بين طهران وإسلام آباد، في ظل اتهام طهران الاستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء الهجمات ضد قواتها في سيستان بلوشستان التي تشهد ايضاً نشاطات مكثفة لعصابات تهريب مخدرات تتسلل من باكستان. وتستكمل ايران بناء «جدار» يفترض ان ينتهي آخر السنة الجارية لإغلاق حدودها مع افغانستانوباكستان الممتدة على مسافة نحو 1800 كيلومتر، من اجل منع تهريب المخدرات وتسلل المجموعات المسلحة او الإجرامية التي تزرع الفوضى في مناطق الحدود. والعام الماضي، التقى وفد من «داعش» مسؤولين في «جند الله» في إقليم بلوشستان الباكستاني، وتردد حينها أن «جند الله» وتنظيمات تمارس العنف الطائفي في باكستان اتفقت مع «داعش» على العمل ضد الإيرانيين والشيعة في باكستان. على صعيد آخر، وافقت الإدارة الأميركية على تزويد باكستان أسلحة بقيمة بليون دولار، تشمل 15 مروحية حديثة من طراز «اي اش وان زذ»، وألف صاروخ «هيل فاير» وعدداً من اجهزة الاتصال والتدريب الحديثة طلبتها إسلام آباد لمواجهة الجماعات المسلحة في مناطق القبائل (شمال غرب) المحاذية للحدود مع افغانستان. واعتبر محللون ان باكستان تريد ايضاً عبر هذه الصفقة التوازي مع الهند التي اشترت اخيراً كميات ضخمة من الأسلحة الروسية والأميركية.