قُتل 4 ضباط بارزين في الشرطة الإيرانية، بينهم نائب قائد الشرطة لشؤون التحقيقات، بتحطم طائرة كانت تقلهم إلى إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي البلاد، للتحقيق في هجمات شنّها تنظيم «جيش العدل» السنّي. وأكدت السلطات أن الحادث ليس هجوماً إرهابياً. وكان التنظيم أعلن مسؤوليته عن هجمات استهدفت مراكز للشرطة في مدينة سراوان بالإقليم الأسبوع الماضي، موقعة 4 قتلى و5 جرحى، علماً أن أقلية سنّية ضخمة تقطن سيستان وبلوشستان التي تشهد هجمات تشنّها تنظيمات على أجهزة الأمن الإيرانية. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن طائرة صغيرة من طراز «توربو كوماندور» تابعة للشرطة كانت في رحلة من طهران إلى زاهدان عاصمة الإقليم، لكنها اختفت عن شاشات الرادار وعُثِر على حطامها في مرتفعات سبز بوشان التي تبعد نحو مئة كيلومتر غرب زاهدان. وأشارت إلى مقتل الركاب السبعة في الطائرة، بينهم الجنرال محمود صادقي، نائب قائد الشرطة لشؤون التحقيقات، و3 ضباط من رتبة عقيد بينهم قائد الطائرة. وأعلن قائد قوات حرس الحدود الجنرال قاسم رضائي أن الطائرة «لم تتعرّض لهجوم إرهابي»، مرجّحاً «سقوطها نتيجة خلل فني». أما قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدّم فذكر أن قائد الطائرة «كان يحاول الهبوط اضطرارياً»، مشيراً إلى أن «الظلام حال دون اختياره المكان المناسب، ما سبّب تحطمها لدى هبوطها». ولفت إلى أن «محرّك الطائرة صُنع في شكل يمكّنها من التحليق ساعات طويلة، في حال تعطّله». لكن الحادث يسلط الضوء مجدداً على تحطّم طائرات كثيرة في إيران في السنوات الأخيرة، بسبب تقادم أسطولها الجوي، نظراً إلى أن العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي، تمنعها من تحديث هذا الأسطول. وسُجِّل نحو 22 حادث تحطّم لطائرات إيرانية، بين عامَي 2000 و2014. إلى ذلك، أعلن وزير العدل الإيراني مصطفى بورمحمدي «اعتقال منفذي جريمة سراوان»، في إشارة إلى هجمات «جيش العدل» في المنطقة، مؤكداً انهم «سيُحاكَمون قريباً وينالون عقابهم». لكن وسائل إعلام إيرانية أوردت أن مسؤولاً في مكتب حاكم مدينة إيرانشهر في سيستان وبلوشستان، قُتل بعدما اطلق عليه مسلحان رصاصاً في الإقليم السبت، لدى ذهابه إلى عمله. وأشارت إلى أن المسلحَين كانا يرتديان لباس موظفين بلديين. وجدّدت طهران اتهامها إسلام آباد بالتغاضي عن نشاط «جيش العدل» على أراضيها، إذ قال حسين علي أميري، وكيل وزارة الداخلية الإيرانية: «تتحمّل باكستان مسؤولية اعتداء سراوان، ونتوقّع من حكومتها ألا تتيح للإرهابيين استخدام أراضيها لتنفيذ عمليات إرهابية ضد إيران». أما الجنرال رمضان شريف، الناطق باسم «الحرس الثوري»، فحذر من أن «تكرار تحركات المسلحين داخل الأراضي الإيرانية انطلاقاً من باكستان»، سيجعل طهران «تعتبر ملاحقتهم حقاً قانونياً». على صعيد آخر، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتحاد الأوروبي إلى «أداء دور اكثر استقلالية وفاعلية» في المفاوضات بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي.