تواجه صلاح الدين مشكلات عدة في مسك الأرض بعد تحريرها، بسبب تجاهل الحكومة مطالب بإعادة تشكيل الشرطة المحلية، فيما يؤكد مسؤولون أن اكثر من 1000 شاب من أبناء المحافظة في عداد المفقودين. وتضطلع وحدات قتالية من «الحشد الشعبي» والشرطة الاتحادية والجيش بالمحافظة على الأمن في مدن الدور والعلم والبوعجيل وتكريت، في ظل غياب واضح للشرطة المحلية التي انهارت مع سقوط المدينة بيد «داعش» في حزيران (يونيو) الماضي. وقال النائب عن صلاح الدين شعلان الكريم ل «الحياة»، إن «عملية تحرير تكريت فتحت الباب أمام إمكان تحرير مدن أخرى من سيطرة داعش»، ولفت إلى أن «بعض المندسين وسط الحشد الشعبي حاول تشويه الانتصار». وأضاف الكريم، وهو شقيق رئيس مجلس المحافظة، أن «خطوات مهمة كان يجب اتخاذها قبل عملية تحرير المدينة لتلافي التجاوزات التي حصلت»، وأوضح أن المجلس «طلب من الحكومة والوزارات الأمنية قبل شهور إعادة تشكيل قوات الشرطة المحلية وتنظيم عمليات تطويع في الحشد الشعبي من سكان المحافظة». وما زالت قوات من «الحشد الشعبي» تمسك بالمدينة، نظراً إلى غياب قوة أمنية محلية موثوق بها، فيما تقول مصادر في وزارة الداخلية إنها لا تثق بإعادة ضباط وعناصر الشرطة السابقين الى الخدمة من دون تدقيق. وأشار الكريم الى أن «الشرطة المحلية الحالية على محدودية عددها وعديدها تنتشر في وسط تكريت». وشدد على ضرورة إعادة تشكيلها وتقسيم المدينة مربعات أمنية تمنح قيادتها الى شخصيات موثوق فيها لمنع أي تداعيات محتملة. وعن المعتقلين والمفقودين من سكان المدينة، قال النائب إن «هناك نحو 1000 مفقود في سامراء وأطرافها و170 آخرين في الدور و126 شخصاً في مناطق متفرقة لا يعرف مصيرهم حتى الآن، وفشلت اتصالاتنا مع الحكومة في الوصول اليهم بسبب تعدد القيادات الأمنية». إلى ذلك، ما زالت المعارك متواصلة في حي القادسية، شمال تكريت، وشن مقاتلو «داعش» هجوماً أمس على وحدات عسكرية في قضاء بيجي. وجاء في بيان لوزارة الدفاع أمس أن «قوات الجيش الماسكة خط الصد في منطقة المالحة في بيجي أحبطت محاولة لتنظيم داعش للتعرض إلى القطعات وكبدته أكثر من 60 قتيلاً وخسائر كبيرة في المعدات». وأضاف أن «قوة مشتركة من مقر لواء المشاة 66 والعمليات والحشد الشعبي نفذت عملية أمنية في حي القادسية أسفرت عن قتل أكثر من 20 إرهابياً داخل أحد الدور السكنية». في الأنبار، قالت مصادر أمنية إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت الى الرمادي ومعسكر الحبانية، بالتزامن مع الاستعدادات لبدء عملية عسكرية واسعة ضد «داعش». وأوضحت المصادر أن «وحدات عسكرية تابعة للقوات البرية تضم مدرعات ودبابات وصلت الى الرمادي امس بالتزامن مع فرض حظر للتجول في المدينة مع انطلاق عملية عسكرية على منطقة الحوز وسط المدينة. وأضافت المصادر أن «عملية عسكرية أخرى انطلقت في منطقة السجارية الواقعة بين الرمادي والفلوجة، حيث يسيطر داعش على أجزاء واسعة من هذه المنطقة الواقعة على خط إمدادات الجيش». وأعلن عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان النائب عن الأنبار محمد الكربولي، شن «داعش» حملات تصفية لأبناء عشائر قضاء القائم الواقع على الحدود مع سورية. وأضاف في بيان أن «المعلومات تؤكد قيام التنظيم خلال هذا الأسبوع بخطف وقتل وتصفية ما يزيد على 30 شاباً من عشائر البومحل والسلمان والكرابلة».