صعّدت القاهرة حملتها على طهران، واتهمتها بإذكاء الفتن بين الدول العربية. وحذّرتها من أنها «ليست دولة كرتونية» يمكن استباحة أراضيها تحت أي مبرر، بما في ذلك مبرر مساعدة الفلسطينيين، وقالت إن طهران لم تقدّم «واحداً في المئة» مما قدّمته مصر للقضية الفسطينية. (راجع ص 5) وجاء الحملة في وقت سعت أجهزة التحقيق المصرية إلى الوصول إلى الرأس المدبر لخلية «حزب الله» التي كشفتها السلطات أخيراً. وخضع المتهم الرئيسي في القضية محمد يوسف منصور (سامي شهاب) مساء أول من أمس لتحقيق استمر حتى الفجر. وقال المتهم أن «حزب الله» نجح في تأسيس الخلية منذ أكثر من ست سنوات، أي قبل وصوله هو إلى مصر بسنتين، وأن القيادي اللبناني في الحزب محمد قبلان كان وصل إلى القاهرة مع المتهم المصري إيهاب السيد القليوبي، ومنها اتجها إلى مدينة بورسعيد الساحلية حيث كانت السنوات الأولى للحزب. وذكر أن القليوبي كان في زيارة بداية العام 2003 لوالدته التي تقيم في العاصمة اللبنانية ومتزوجة من لبناني، وتعرّف عليه قبلان واتفقا على تأسيس تنظيم تابع ل «حزب الله» في مصر، واصطحب في رحلة العودة إلى القاهرة قبلان. وتم بالفعل الاتفاق مع عدد محدود من المصريين والفلسطينيين على أن يكون ل «حزب الله» فرع في مصر يعمل على مساعدة الفلسطينيين. واستدعت النيابة القليوبي فأقر بالمعلومات نفسها، لكنه أكد أن أعضاء التنظيم هدفوا إلى دعم الانتفاضة في فلسطين وتقديم العون إلى المقاومة الفلسطينية من دون تنفيذ أي عمليات داخل مصر، لكن الأمر تطور بعد وصول منصور إلى مصر، إذ كلّفه قبلان بتطوير عمل الخلية برصد أهداف إسرائيلية داخل مصر غالبيتها تتعلق بأماكن تجمع السيّاح الإسرائيليين في سيناء والسفن الإسرائيلية التي تمر في قناة السويس. وسألت النيابة منصور عن المستوى التنظيمي في «حزب الله» في لبنان والذي كان يتولى إدارة الخلية وإصدار التكليفات لها، فأكد أن المسؤول الوحيد هو محمد قبلان، وقال إنه «لا يعرف غيره في الحزب على مستوى عال، وإن كل التعليمات والتكليفات كانت تصدر عنه». وطلب المتهم إثبات أن هدف الخلية كان «نقل الخبرات التي اكتسبتها المقاومة اللبنانية إلى المقاومة الفلسطينية».