أعرب رئيس الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة «سابك» المهندس محمد بن حمد الماضي، عن اعتقاده بأن صناعة البتروكيماويات في المملكة ودول الخليج العربية تجاوزت منعطف الأزمة الاقتصادية العالمية وأكد أنها «أكثر قوة مما مضى»، وتوقع أن تستحوذ على حصة أكبر في سوق البتروكيماويات العالمية بعد الأزمة على حساب منتجين عالميين آخرين. وقال الماضي في مؤتمر صحافي في دبي أمس، بمناسبة الإعداد للمنتدى السنوي الرابع للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات الذي تبدأ فعالياته اليوم، إنه في الوقت الذي أدت فيه الأزمة المالية العالمية إلى إغلاق مصانع في مناطق أخرى من العالم، فقد شهدت منطقة الخليج العربية بداية إنتاج لمصانع جديدة والاستثمار في مشاريع أخرى جديدة. وأوضح الماضي أن الخليج العربي أصبح المركز الأبرز للاستثمارات في قطاع الكيماويات والبتروكيماويات في العالم، إذ إن جزءاً كبيراً من هذه التمويلات وُجه للاستثمار في مشاريع بتروكيماوية سترفع حجم إنتاج المنطقة إلى 94 مليون طن. وأضاف: «مع الاستثمارات الجديدة ستلعب المنطقة دوراً يزداد أهمية في سوق البتروكيماويات العالمية»، مشيراً إلى أن تقديرات مجلة Chemical Week توضح أن منطقة الخليج العربي تنتج حالياً 11 في المئة من المنتجات البتروكيماوية في العالم، وأن من المتوقع أن تزداد هذه النسبة لتصل إلى 16 في المئة في عام 2015، كما أن 12 في المئة من استهلاك الإيثيلين في العالم هو في منطقة الخليج، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة لتصل إلى 18 في المئة. ولفت إلى أنه في ظل هذه المعطيات ينعقد المنتدى السنوي الرابع للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات، الذي ينظمه الاتحاد بالتعاون مع مجلة «كيمكال ويك» في دبي خلال الفترة الواقعة بين 8 إلى 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، موضحاً أن المنتدى سيطرح رؤى ووجهات نظر جديرة بالاهتمام، مع التركيز على كيف يمكن للاعبين الإقليميين دمج الاستدامة في جدول أعمالهم. وكانت مجلة Chemical Week، الشريك المنظم لمنتدى الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيمات والكيماويات أوضحت أن الشرق الأوسط أصبح المستقبل الأكبر للاستثمارات في العالم، وأن من بين 98.5 بليون دولار، هي مجموع التمويلات التي قدمت خلال النصف الأول من هذا العام، استأثرت مشاريع في الشرق الأوسط ب 33 بليون دولار. وذكر الماضي أن الاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات ينمو بسرعة كبيرة، إذ إنه أصبح يضم في عضويته الآن 141 شركة من 20 بلداً، وأكد أنه سيلعب دوراً يزداد أهمية في دعم الصناعة، والتصدي للتحديات التي تواجه هذه الصناعة على المستويين الإقليمي والعالمي. ولفت إلى أن لدى الاتحاد الآن خمس لجان عمل دائمة موجهة لمعالجة قضايا وتحديات صناعية هي: لجنة الدعم، لجنة البلاستيك، لجنة سلسلة الإمدادات، لجنة الموارد البشرية، ولجنة سلامة الصحة والبيئة. وقال: «يلتزم الاتحاد بدعم سمعة صناعة البتروكيماويات والكيماويات في المنطقة، وفي منتدى الاتحاد هذا العام، وخلال الأشهر اللاحقة، ستسمعون الكثير من مبادراته الموجهة لتحقيق هذا الهدف». يذكر أن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، سيلقي كلمة الافتتاح الرئيسية في المنتدى (الأربعاء)، بينما يلقي محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد محمد المعراج كلمة في اليوم الثاني حول «فرص التمويل والمخاطر لمشاريع الطاقة والبتروكيماويات الشرق أوسطية في خضم أزمة عالمية». وسيقدم المنتدى تسعة من قادة الأعمال الذين سيشاركون في 11 من جلسات العمل التي سيشهدها الملتقى، والتي ستتناول بالتركيز مواضيع أساسية حول هذه الصناعة، التي سيكون منها: تأثير الأزمة الاقتصادية على الشرق الأوسط، تحفيز النمو في قطاع صناعة الكيماويات في الشرق الأوسط بأسعار تنافسية للمواد الخام، وسبل النجاح في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. كما تشمل المواضيع التي سيناقشها الملتقى خفض النفقات كوسيلة لخلق قيمة في اقتصاد الأزمات، وكيفية الحفاظ على مسيرة النمو في الشرق الأوسط، والتطلع إلى ما بعد الانكماش الاقتصادي العالمي، والانطلاق نحو العالمية من الشرق الأوسط. وسيشارك في المنتدى هذا العام رؤساء شركات عالمية، منهم رئيس شركة «إكسون موبيل كيميكال» ستيفن برايور، ورئيس مجلس إدارة شركة «إيفونيك إنداستريز» كلوس إنجل، وكبير الخبراء الاقتصاديين في «جدوى للاستثمار» براد بورلاند، والرئيس المدير التنفيذي لشركة «شيفرون فيليبس كيميكال» غريغ غارلند. وسيتضمن المنتدى محاضرتين جانبيتين، إذ سيلقي الدكتور فيغاي جوفنداراجان، الذي يعد واحداً من أبرز الخبراء العالميين في مجال التخطيط الاستراتيجي والابتكار ومؤلف كتاب «عشر قواعد للمبتكرين الاستراتيجيين» محاضرة ضمن فعاليات المنتدى عصر غد (الأربعاء). وسيناقش جوفنداراجان موضوع «القيادة في عصر من التغيير المستمر»، وذلك في إطار محاضرته خلال جلسة الموارد البشرية التي سيجيب خلالها عن الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالابتكار الاستراتيجي. كما سيتضمن المنتدى جلسة عمل مخصصة للتنمية المستدامة في الصناعة الكيماوية، تحمل عنوان «سعياً لتحقيق نمو مستدام في الصناعة الكيماوية»، وتشهد هذه الجلسة مشاركة متحدثين من جهات عالمية رائدة في هذه الصناعة سيتناولون المبادرات التي اتخذتها صناعة البتروكيماويات والكيماويات عالمياً وإقليمياً لتحقيق التنمية المستدامة التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية النمو الطويل الأمد. وستركز أوراق العمل الأربع التي ستقدم خلال هذه الجلسة على ثلاثة من أبرز اهتمامات الصناعة حالياً وهي: مبادرة الرعاية الرشيدة، دور الصناعات البلاستيكية في دفع التنمية المستدامة، وإدارة الانبعاثات الكربونية في صناعة الكيماويات في دول المنطقة. ومن منطلق الأهمية الكبرى التي يوليها الاتحاد لقطاع الصناعات البلاستيكية في دول الخليج العربية، سيُلقي نائب رئيس الدعم المؤسساتي في شركة «بروج» لورانس جونز ورقة عمل بعنوان «دور الصناعات البلاستيكية في تحقيق التنمية المستدامة خليجياً»، يعرض خلالها نتائج استطلاع استهلاكي أعدّه الاتحاد حول الصناعات الكيماوية والبلاستيكية في دول الخليج الست، والتدابير المطلوبة في مجال إعادة التدوير وإدارة النفايات في المنطقة. ومع تنامي التوجهات في عدد من دول المنطقة لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية في منافذ البيع في المتاجر والأسواق بدعوى آثارها الضارة على البيئة البحرية والبرية، يعتزم الاتحاد الخليجي لمصنّعي البتروكيماويات والكيماويات تقديم صورة موضوعية للدور الإيجابي الذي تلعبه الصناعات البلاستيكية في شتى مناحي الحياة إقليمياً وعالمياً.