شكلت قضايا البترول ودور التكنولوجيا واستمرار إمدادات النفط «وأهمية أمن الطلب» عليها وحماية البيئة والدور القطري البارز في عالم الغاز، أبرز القضايا التي أثيرت في اليوم الأول ل «المؤتمر العالمي الرابع لتكنولوجيا البترول» الذي تشارك فيه شركات الطاقة المهمة في العالم. وفي خطوة لافتة أعلن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لدى افتتاحه المؤتمر أمس، أن محصلة الاستثمارات المشتركة في بلاده مع شركات البترول العالمية الكبرى لتنفيذ عشرات المشاريع العملاقة، تزيد على مئة بليون دولار. وأفاد نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة عبدالله العطية أن المؤتمر يُعدُّ من أهم المؤتمرات العالمية المتخصصة، يشارك فيه خبراء وصناع قرار للبحث في كل ما يهم صناعة النفط في سبيل ضمان تطورها والمحافظة على بيئة نظيفة. وأشار أمير قطر إلى أن الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال لبلاده ستبلغ 77 مليون طن خلال العامين المقبلين على الأكثر، ولفت إلى «مشاريع أخرى كبيرة في مجال تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب وصناعة تحويل الغاز إلى سوائل والصناعات البتروكيماوية». وأكد الأمير أن قطر استطاعت تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية بأقل الأضرار، ولم تؤثر على سير تنفيذ أي من المشاريع سواء في قطاع النفط والغاز أو المشاريع الإنمائية ومشاريع البنية التحتية. ورأى أن انعقاد المؤتمر الحالي للمرة الثانية في الدوحة وللمرة الثالثة في منطقة الشرق الأوسط يؤشر إلى الأهمية الحيوية والاستراتيجية للمنطقة في مجمل صناعة البترول العالمية. وقال إن المنطقة تحتوي على 51 في المئة من الاحتياطات العالمية للنفط والغاز وتشكل 24 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط والغاز. ورأى أمير قطر أن متطلبات تأمين إمدادات البترول إلى أسواق العالم المختلفة في الأمد المتوسط والبعيد تتلخص في ضرورة تأمين الاستثمارات المالية اللازمة والتكنولوجيا المتطورة والمصادر البشرية المؤهلة لتشجيع الاستثمارات وحمايتها إضافة إلى متطلبات حماية البيئة، ودعا الأمير إلى «توحيد الجهود لحماية البيئة والمحافظة عليها. وأعلن نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة والصناعة عبدالله العطية للمرة الأولى أن إنتاج بلاده من حقل الشمال تجاوز 13 بليون قدم مكعب من الغاز سنوياً، ووصفه بأنه معدل مرتفع بالمقاييس العالمية، وهو يزيد على ضعف معدل إنتاجنا قبل أربع سنوات، وأعلن أن عام 2010 سيشهد الانتهاء من بناء جميع الخطوط الإنتاجية للغاز الطبيعي المسال وتشغيلها، وسيصل عددها إلى 14 خطاً منها ستة هي الأكبر في العالم، كما استكمل بناء 54 ناقلة حديثة. ورأى وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي أن ترشيد استهلاك الطاقة وتطوير التكنولوجيا يمكن أن يسهم إسهاماً فاعلاً في حفظ الثروة البترولية لصالح أجيال المستقبل. وطالب الهاملي الدول المنتجة للنفط بتخصيص جزء من عائداتها لاستثماره في مجال البحث والاستكشاف والاستخراج وتوطين التكنولوجيا لضمان أمن إمدادات الطاقة إلى الدول المستهلكة، كما حض الدول الأخيرة على ضمان أمن الطلب حتى تكون الاستثمارات مبررة.